《10》

4.2K 124 93
                                    


ولكنّها غادرت دون أن تغادرني ..

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

وأقسمُ أنّه لولا عيناها لما وقعتُ لها..
الأمر ليس مادياً كما يُساء فهمه!
لكنّ عينيها خطيرتان ..

كانت تحدّق بملامح وجهي بطريقة غريبة.. وكأنّها تتأمّل لوحة لفنانٍ مبدع بنهَمٍ..
تلاحقُ نظراتي الهادئة.. بجرأةٍ وقوّة..
تصرّ على غَمري بحياءٍ يعتريني..

والسوادُ في عينيها مرهقٌ جداً..
يذيبُ جوارحي، ويصطاد فراشات معدتي!

عندما قبّلتني كانت عيناها قاتمتين، يتوسطهما لَمعة النشوة وشعلة الحبّ..

لا أريد أن أنساها.. بل أريدُ أن أتذكرها دون انفعالٍ، دون أن يخفق قلبي بهذا الإيقاع!

تغلق رسيل مفكرتها.. تنهضُ بكسلٍ لتذهب إلى المطعم..
فهي من تولّت مصاريف المنزل حتى يتسنى لأبيها العودة إلى رأس عمله..

المطعم

تعملُ بصمتٍ غير معهود، كلّ ما تريده أن يمضي الوقت..

الوقت الذي وعدوها به الناس بعُرفهم عن الحب، الذي سينسيها إيفا..

لكنه من قال أن الوقت ينسي كل شيء لا يفقه شيئاً ولا يعرف الفرق بين الجرح والندبة، كلاهما يشفى..
لكن الندبة تترك أثراً لا يمحى!

تقطّع بكل تلقائيةٍ، فتخدش إصبعها دون وعي..

أمسكته كأنه قلبها الجريح.. و نعَته..

انهارت من البكاء، رأت في هذا فرصة لتخفيف حدة آلامها ..

تراها دانيا..

فتمدّ لها قماشة تسد النزف مؤقتاً ثم تبتسم ابتسامة صفراء..

" كم أنك فتاة مدلّلة.. هل تبكين لأنك جرحتِ إصبعاً..
الحياة أعقد بكثير، ماذا تركتِ لها"

"اتركيني دانيا.. لست أبكي لهذا السبب السخيف.. لكن كَيل قلبي قد طفح"

تنتبه دانيا على ذاتها، عرفت أنها قد ظلمتها وربما هي ما زالت متأثرة بما حصل لأبيها ..

"أنا آسفة على إطلاق حكم سريع، أنا هنا إن احتجت تبادل الأحاديث"

"أخشى أن تستصغري من آلامي ومشاكلي.. "

"لا أبداً، في النهاية كلها تسبب ذات الوجع الحقير"

"أرى أنك نضجت أكثر خلال الفترة الماضية، لم أعهد عليك هاته الجدية من قبل"

لها أنتمي (رواية مثلية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن