كان احتضان سلمى لرسيل بمثابة احتواء، رأت فيه ملجأً لتسكين آلامها..
مرّت دقيقتان كاملتان ..
" شكراً على حضنكِ الدافئ حقاً"
" إنّه لكِ على الدَّوام .. "
" أشعر أنني ميّتة، لا أقوى على الحياة .. "
"ماذا فعلوا بكِ يا قلبي؟ "
" قولي ماذا لم يفعلوا بي .. هه "
" هل صحيحٌ أنك سوف تتزوجين؟؟؟ "
" هذا هراء.. لن أتزوج، على جثّتي .. ثم من أخبرك بهذا الأمر؟ "
"والدتك.. هل سوف يجبرانكِ عليه؟! "
" نعم، هما مصرّان على ذلك ..
أشعر بالاختناق هنا، ما عدت أطيقهما ولا أطيق هذه البلاد... "" رسيل .. "
تقتربُ سلمى شيئاً فشيئاً ..
تطالع عينيها بانتشاء غريب،
فهذه أوّل مرة لها أن ترى رسيل بتلك البراءة والعفويّة ..
تناجي الحزنَ المقيم فيهما ..
ترى خدّها المحمرّ المخدوش، ألماً وحياءً
تلمسُ شعرَها الأشقر الدّاكن المبعثر بأصابعها ..تهمسُ في أذنها:
" أنتِ جميلة دائماً، حتى عندما تكونين حزينةً.. "" سلمى.. ما بكِ تتصرفين اليوم بغرابة؟ "
" أنا؟ هل ارتكبت خطأ ؟ أعتذر "
" لا عليكِ.. "
صمت مربك يعمّ بينهما، أفاقت سلمى من انتشائها باصطدامها بالواقع المرير، فرسيل لا تحسّ بمشاعرها...
لكنها أرادت الوقوف بجانبها في محنتها وفعل شيء من أجلها..
إيفا
تطلّ من النافذة، إلى قدرها التي تحاول الفرار منه.. كان منظر اللّيل رهيباً!
تلك الساعات الأخيرة لها هنا..
وربما إلى الأبد..
ترغب في إنهاء كل شيء بهذه البساطة.
تفكّر..وأنا في بيتي أودّ الذهاب إلى مكان واسع
أرى فيه النجوم، وأنا تحت النجوم أودّ
الرجوع لبيتي، ووحدها عينيك أرى فيها
السماء، والنجوم، وبيتي..يرنّ هاتفها.. باسم من تفكّر بها ..
فيغزوها ألم بمعدتها، تتردد..
لتضغط يدها المرتجفة دون وعيٍ..
" إيفا؟! "
" نعم، رسيل.."
"ما بال صوتكِ هكذا؟ "
" لا شيء.. "
" ألا تريدين قول شيء بشأن ما حصل اليوم؟ "
"أنتِ من اتصلتِ رسيل.. هل تريدينَ شيئاً؟"
تكتم إيفا اختناقها، هي تعرف أنها سترحل،
لكن رسيل أحست بقلبها يتكسّر !
ردت بمرارة:
أنت تقرأ
لها أنتمي (رواية مثلية)
Romanceتقابل الفتاة البسيطة "رسيل" التي تعمل كطاهيةٍ في مطعم في مدينة عربية .. سيدة أعمال عربية الأصل عادت من أمريكا مؤقتاً وخلفها الكثير من الأسرار ، شخصية غامضة ربما تقعان في الحب وتصنعان أسطورتهما!