انت.....رمز سروري

المقدمه

وسط البراري الخضراء والحقول الواسعة يهب النسيم فيداعب أوراق الاشجار ويمتلئ سكون المكان بصوت حفيفها....

ما أجمل خضرة المكان التي تشرح النفوس وتبسط الاسارير وعند الربيع يحمل النسيم عبق زهور الأشجار فينثر عطره الاخاذ في كل أرجاء المكان وتمتلئ القرية باصوات الطيور التي تبني اعشاشها هنا وهناك.

كان المكان هادئ والجو لطيف ويقطع هذا السكون صوت صهيل روبي تلك المهره الاصيله البيضاء اللون، اضافة لصوت صهيلها صوت اقدامها وهي تركض فيتطاير شعرها.

وكانت هذه الأصوات ممزوجة بصوت ضحكات أبرار تلك الفتاة القروية المرحه ذات العينين الرماديتين الغريبي اللون والبشرة البيضاء فيتطاير شعرها الأسود المتوسط الطول.

نزلت روبي على الشاطئ وتابعت ركضها مما ادى الى تطاير قطرات الماء فتداعب أبرار

_توقفي يا روبي.... لقد ابتلت ملابسي يكفي هذا.... اوه روبي!!!

رفعت روبي نفسها على رجليها الخلفيتين فسقطت أبرار في الماء وامتلأ المكان بصوت ضحكاتها

_ماالذي فعليته يا روبي.....كيف سأعود إلى المنزل الآن... لقد بلغت اليوم الثامنة عشر ويجب أن تحترميني فقد أصبحت كبيرة.... اوه يجب أن أعود إلى المنزل الآن فقد انتهى وقت اللهو وستوبخني العمه نسيمه على تأخري

وصلت الفتاة إلى البيت فكان الدكتور هيثم طبيب القرية هناك وهو رجل طيب محبوب طويل القامه له شعر ناعم أحمر اللون يميل إلى الطول قليلا وتعلو عينيه النرجسيتان نظارات طبيه وهو في الأربعينيات من العمر.
_ماذا هناك يا دكتور هل حدث شيء لوالدتي؟

_لا تقلقي عليها فهي بخير

جاءت السيدة نسيمه وهي تقول بغضب

_أين كنت أيتها الحمقاء... ماهذا المنظر؟ انت لم تعودي طفله كي ترجعي بملابس مبتله.... والدتك مريضة وعلى وشك الإنجاب وانت تخرجين للهو واللعب بلا مبالاة.

السيدة نسيمه امرأة ثرثاره ممتلئة الجسم قليلا شعرها قصير بني اللون وعيناها البنيتان نظراتهما ماكره خداعه

ردت أبرار على كلام السيده نسيمه

_لقد أوصلت الطلبية ثم خرجت اتمشى قليلا مع روبي

_وماذا عن باقي الطلبيات.... هل تركت عمك يعمل لوحده في المخبز؟

_لقد قال جمال بأنه سيقوم بإيصال باقي الطلبيات

_هكذا انت دائما تتركين العمل على ولدي جمال وتخرجين للعب واللهو

ذهبت أبرار دون أن تجيب متوجهة لغرفة والدتها التي كانت متعبة كثيرا فمنذ بداية حملها وهي على هذه الحالة لأنها في نفس يوم وفاة زوجها اكتشفت بأنها حامل وقد اثر ذلك كثيرا على صحتها ولكن الدكتور هيثم لم يتركها فهو يأتي يوميا إلى المنزل ليطمئن عليها ويعطيها الأدوية المسكنه والمهدئه للالام والمقويه للجسم.

دخلت أبرار الغرفة كانت الام نحيله شاحبه صفراء البشره متورمة العينين جلست إلى جانبها وقبلت جبينها

_كيف حالك يا امي؟؟

_انا بخير مادمت بخير ياابنتي.... لماذا كانت نسيمه تصرخ في وجهك

_لا تشغلي بالك يا أمي فأنا معتادة على صوت صراخها

_لا تغضبيها ياابنتي ولا تتركي لها المجال لتصرخ في وجهك..... أبرار ياحبيبتي لقد كبرتي ولم تعودي تلك الطفلة التي تلهو وتلعب في القريه..... كوني على قدر المسؤؤليه

_حسناً يا أمي سأكون كذلك وعندما يأتي الطفل ساحمل مسؤؤليته عنك ليل نهار وسترين ذلك

ارتسمت على وجه الام ابتسامة باردة

_أتمنى ذلك لأنك ستكونين أما يوماً ما ويجب أن تتعلمي كيفية التعامل مع الأطفال

_انا متشوقه لرؤية الطفل.... ترى اهو صبي أم فتاة..... أتمنى أن تكون فتاة ليصبح لدي اخت ولكنني..... ليس لدي اخ أيضاً.... لابأس فجمال ابن عمي وهو مثل أخي تماما إذن أريد اخت

فسمعت صوت السيدة نسيمه تنادي

-أبرار أين أنت؟؟؟... أبرار تعالي بسرعة.... اوه يالك من فتاة مهملة

_اذهبي بسرعة قبل أن تأتي وتصدعنا بصوتها

_حاضر.... انا قادمه يا عمتي.... اوووف