انت.....رمز سروري

مفاجأة

عند حلول الصباح ذهب غالي إلى المستشفى فسمح له الطبيب بمقابلة جمال رغم حالته الصحية السيئة ووضعه تحت العناية المركزة.
دخل الرجل بهدوء وقلبه يكاد ينفطر على منظر الشاب فبدأ يفكر بنفسه
_لو أنني وافقت منذ البداية على زواجه بغاده لما حدث ما حدث... كم أشعر بالذنب تجاه هذا الفتى وتجاه اختي... آه... غاده اختي الصغيرة المدلله ليت الزمان يعود بي لزوجتكما بنفسي واهديتكما كل ما تحتاجانه من مسكن ومأكل ولأمنت لك عملا لتعيش مع غادة حياة سعيدة... الحياة التي حلمتما بها

فتح جمال عينيه وبدأ يهذي ويئن
_آه... غاده هل هذه انت؟
_هذا انا غالي... كيف حالك جمال؟

اتضحت الصورة أمام جمال الذي كان يتخيل غادة تقف امامه فرد بصعوبة
_آه... السيد غالي بنفسه.... آه... أين غادة؟... هل... هي بخير؟
_لا تخف عليها ستكون بخير
_ستكون؟... هذا يعني... إنها....
_لا تتعب نفسك بالكلام ولا تفكر بغاده فأنت متعب وتحتاج إلى الراحة... لقد جئت للاطمئنان عليك و....والاعتذار فكل ما حدث كان بسببي... إنني أشعر بالندم ولكن الندم لا يفيد
_لا... تلم نفسك... سيدي... ف...انت لم تكن... تعلم بما سيحدث... آه... أعلم انك... فكرت... بمصلحة غادة.... المهم الآن... أين هي؟
_لا أعلم... لو أنني صدقت رسالتك... لقد ظننت بك ظن السوء.. آه لقد أعمى المال بصيرتي وجعلني اشك في كل من يتقرب مني... لكن الحقيقة هناك سبب لظني هذا.... سأحكي لك قصتي وارجو ان تعذرني على تصرفاتي تجاهك...
لقد حدث كل شيء عندما كانت غادة لاتزال في علم الغيب لذلك فهي لا تعرف سبب تصرفاتي... بدأ الأمر عندما تزوجت من امرأة من قرية السنابل... لقد احببتها وتزوجتها رغم معارضة والداي لهذا الزواج... ولكنهما رضخا للأمر الواقع بعد أن وجدا نفسيهما امامه... بعد فترة من زواجنا اكتشفت أن زوجتي لم تكن تحبني بل تزوجتني من أجل المال فقط... لقد حطمت قلبي وجرحتني ولكنني احببتها بصدق وتحملتها كثيرا حتى ضقت ذرعا بها وطلقتها ومع كل ما فعلته معي إلا أنني بقيت نادما لأشهر على طلاقها واستطعت الخروج من حالة الاكتئاب بصعوبة ولذلك... عندما علمت بأنك تريد الزواج من غادة عادت ذاكرتي إلى الوراء وتذكرت ما حدث معي وأسأت الظن بك
_هل... أستطيع أن... أ....اعرف ما... اسم.. تلك المرأة؟
_جليلة.. كان اسم زوجتي جليلة
_هل هي... السيدة... جليلة نبهان؟
_نعم انها هي بحد ذاتها... على الرغم من أنني لم ارها منذ انفصالنا إلا أن صورتها لا تزال في ذاكرتي ولا يزال حبها عامر في قلبي رغم كل شيء
_انت لاتعلم... إنها... كانت حامل... عند طلاقها
_كانت حامل!!... أيعقل ذلك؟ هل هذا يعني أنني اب طوال هذه الفترة وانا لا اعلم؟... لماذا... لماذا لم تخبريني بذلك يا جليلة؟ سامحك الله
_لقد اكتشفت... إنها حامل... آه... بعد أن... تركتها بفترة... لم يكن احد.. من... آه...سكان القرية يعلم بذلك... آه... آه... ولكننا علمنا بقصتها.... عندما التقينا بابنتها.... وهي التي.... آه... آه.... اخبرت أبرار... بكل شيء
_لدي بنت!!... أين ابنتي؟ أخبرني أين التقت بها أبرار؟ أنا لا أصدق... لا اكاد اصدق بأن لدي ابنه
_انت تعرفها... تعرف ابنتك... وأعتقد انك تحدثت معها من قبل... وانت... لا تعلم
_اعرفها؟؟ من هي أخبرني بسرعة من تكون؟
_انها... الممرضة سجى
_أيعقل أن سجى هي... لا.... سجى ابنتي يا الهي... انا لا أصدق... وهل ربيع هو شقيق جليلة؟
_السيد ربيع وسجى... أنهما... لا يعلمان... انك طليق... السيدة جليلة
_اشكرك يا جمال... أشكرك من كل قلبي لأنك أخبرتني بهذا الخبر الرائع... سأذهب لمقابلة سجى وساوصي الأطباء بالاعتناء بك جيدا أما تكاليف المستشفى فلا تهتم لها فهي مدفوعة مسبقا... هل تود شيء قبل ذهابي؟
_اريد ان اشكرك.... على كل شيء... آه و....ان أبرار بانتضار.... زيارتي.. أرجو أن تطمئنها علي... لأنها ستقلق اذا... لم اقم بزيارتها
_لاتقلق بشأنها
_واتمنى... إذا أصابني مكروه... آه.. أرجوك... أرجوك أن تقف... إلى جانبها... إنها وحيدة... أرجوك سيدي... آه... لا تتركها من بعدي
_لا تقل هذا الكلام يا جمال ستخرج من هنا سالما بإذن الله وسأزوجك من غادة بنفسي بعد طلاقها من بدر... أما بالنسبة لقضية أبرار فأنا مسؤؤل عنها منذ هذه اللحظة وساكلف السيد فيصل بهذه المهمة فقضية غادة واختطافها من قبل بدر وطلاقها منه ومكوثك هنا في المستشفى وقضية أبرار كلها قضية واحدة متعلقة ببعضها وكما قلت لك سأوكلها إلى فيصل
_شكراً لك
_لا اريد منك التفكير بالموضوع فقط اهتم بصحتك كي تخرج بالسلامة