حفلة ميلاد

290 14 2
                                    

حملت أبرار الفطور إلى غرفة وليد طرقت الباب ثم دخلت

_ماالذي تفعلينه هنا؟ الم أقل لك بأنني لا اريد رؤية وجهك؟
_وانا اخبرتك بأنني لن أخرج من هذا المنزل إلا بأمر من السيدة غصون ولو لم تطلب مني بنفسها إحضار الفطور لما فعلت
وضعت الفطور امامه على الطاولة بعد أن ساعدته على الجلوس ثم همت بالمغادرة ولكنها انزلقت وسقطت ارضا فانفجر وليد ضاحكا
_لماذا تضحك؟... هل انزلاق المرء وسقوطه ارضا يعد امرا مضحكا؟
_لا ولكن الطريقة التي انزلقتي بها كانت مضحكة ليت عمودك الفقري تحطم هاهاهاهاها
كانت أبرار تكاد تنفجر غضباً ولكنها احست أن هنالك شيء غريب فهذه اول مرة ترى وليد يضحك. نهضت وهي تحاول التقاط الكلمات التي ضاعت من فمها لتتابع شجارها معه ففوجئ الاثنان بدخول بان دون طرق الباب نظرت إليهما بمكر لبرهه ثم قالت بلهجة ساخره
_يبدو أن وليد يشعر بالسعادة فهذه اول مرة في حياتي أسمع هذه الضحكة
ثم تحولت لهجتها إلى الغضب
_وانت أيتها الخادمة ماالذي تفعلينه هنا؟... الا تخجلين من نفسك وانت تضحكين مع مخدومك؟
_هذا ليس من شأنك
_يالك من خادمة سليطة اللسان يبدو أن غصون لاتحاسب خادماتها بحزم ولكنني لا اسمح بهذا هيا خذي حاجياتك وانصرفي لا اريد رؤية وجهك في هذا المنزل
قال وليد بغضب
_لن تخرج من المنزل فأبرار هي خادمتي الخاصة ولا يحق لك طردها... انا فقط من يأمرها وينهاها
خرجت بان وهي في أشد ثورات الغضب فعلقت أبرار
_شكراً لك على المساعدة
اجاب بلا مبالاة
_لاداعي للشكر فأنا لم أفعل ذلك من أجلك بل لإغاضتها... اخبريني متى وصلت هذه المرأة إلى المنزل ولماذا لم تخبروني؟
_لقد وصل السيد تامر بالأمس بعد العصر وطلبت إليه السيده غصون أن لا يمر عليك خوفا على صحتك
_وانا وعدت بأن لا أبقى في هذا المنزل يوماً واحداً بعد دخول هذه الأفعى
_ولكنك بهذا التصرف ستساعدها على بلوغ مرامها فهي تهدف للحصول على السلطة الكاملة في هذا البيت ولو تركت المنزل فهذا يعني أنك انسحبت من هذا التحدي وستتعب السيده غصون كثيرا بسبب قلقها عليك ولن تقوى على مواجهة الأفعى لوحدها... ومع اننا سنقف إلى جانبها إلا أن هذا  لن يسد الفراغ الذي سيولده رحيلك وستقوى بان عند رؤيتها وحيدة ومهمومه... بهذه الطريقة ستكون لها السيطرة كما كانت تخطط.... أما إذا تكاتفنا ووقفنا جميعاً في وجهها سندحرها
_أرى انك حسبتي نفسك من أفراد العائلة بهذا الكلام
تغيرت ملامح وجهها إلى الغضب وقبل أن تنطق اضاف وليد
_ولكنني بدأت اقتنع بهذا الكلام
فاشرق وجهها بالسعادة
_هذا رائع... أتمنى أن تسعد السيده غصون بقرارك

مرت عدة ايام كانت الوظيفة الموكلة لابرار هي خدمة وليد وبذلك بدأت تتدخل في أمور أخرى كمحاولة إقناعه بإتباع أوامر الطبيب والحفاظ على صحته كان وليد يستجيب لنصائحها وبالرغم من ذلك كان يمر ببعض الحالات العصبية فيمتنع عن تناوله وخلال هذه الفترة لم يطل السيد تامر على ولده ولم تعد بان لمحاولاتها لعمل مشكلة لكنها كانت تخطط لشيء ما لا يدركه احد. عاد السيد تامر إلى المنزل ليلاً فوجد بان تجلس على سريرها بانتظاره وحال دخوله نهضت وهي تقول
_مرحبا يا عزيزي
_أهلاً... هل كنتي تنتظريني؟
_اجل... لدي مفاجأتان هل تخمن ما هما؟
_وكيف لي أن أعرف اخبريني انت فقد تشوقت لمعرفتهما
_أولا... بماذا يذكرك هذا اليوم؟
_اليوم... ماذا هناك؟
_اوه... تاريخ اليوم تذكر جيدا
_أه... كم يصادف... اتقصدين وليد؟
_كيف لك ان تنسى يوم ميلاد ابنك الوحيد؟
_آه لم يكن ببالي فالعمل يأخذ كل تفكيري
_ولكن هناك أمور في الحياة أهم من العمل
_كيف عرفتي أن اليوم ميلاده؟
_أذكر أننا احتفلنا بهذه المناسبة عندما كنت اعمل كممرضه
_ولا تزالين تذكرين هذا اليوم!!
_بهذه المناسبة لدي اقتراح.... ما رأيك بعمل حفله صغيرة لوليد نفاجئه بها كي ننسى المشاكل فيما بيننا وتعود لبناء علاقة حميمة مع ولدك
_وهل تظنين انه سيتقبل هذه الحفله؟
_أظن ذلك... لقد أعددت لكل شيء فقد اشتريت هدية بإسمك وأخرى باسمي وحضرت الكعكة والشموع وها أنا انتضر موافقتك لنفاجأه
_كم انت رائعة يا بان... بالرغم من كل ما فعله بك تفكرين باسعاده وتحسين علاقتي معه
_ماذا قلت يا تامر هل أنت موافق؟
_اجل موافق ومهما كانت ردة فعله فلن تعكر مزاجي لأنني سعيد بك كثيرا
_شكراً لك... وماالذي يهمني في الدنيا غير سعادتك؟.... المفاجأة الثانية سوف تعرفها في الحفل وأمام الجميع
_لا تشوقيني أكثر
_إذن هيا بنا لغرفة وليد..... من فضلك أذهب لدعوة غصون وسجى وربيع وجميع الخادمات
في هذه الأثناء كانت أبرار تكلم وليد عن قصتها. قالت أخيراً
_سأذهب لإحضار صورة ابي كي تراه... شكله غريب بعض الشيء ولكنه ضريف
نهضت ثم فوجئت بدخول الجميع الواحد تلو الآخر فتعجب وليد
_ما الأمر يا امي؟
_لقد طلب والدك إلينا المجيء فلديه ما يقوله
_ولماذا في غرفتي؟
_أظن أنه يود مصالحتك لأن اليوم هو يوم ميلادك
_لقد قلت لك بأنني لا اريد الاحتفال... كما أنني لا اريد مصالحته
_لا تقل هذا يا سيدي فهو والدك
_ولكنني اكرهه فما فعله لا يغتفر
_يجب أن تحمد الله لأن لديك  اب على قيد الحياة تراه كل يوم وتسمع صوته
_ليته كان راحلا عن الوجود
_ما هذا الكلام... صدقني ان فقدته ستندم على ما قلته
_لا تخافي فهو لن يرحل قبلي لأنه أقوى مني وصحته أكثر من ممتازة أما أنا فاظن أن أيامي معدودة
_انت لاتعلم ما يخبأه لك القدر لذلك استمع لوالدك كي لا تندم في المستقبل

وأخيراً دخل تامر وبان وكل منهما يحمل كيس هدايا في يده  وخلفهما الخادمة الخاصة ببان مهجه التي كانت تحمل الكعكة
همس وليد لابرار
_ماالذي تفعله هذه هنا.....
_اهدأ ولا تشعرها بغضبك فهذا هدفها لذلك تظاهر باللامبالاة
وصل تامر قرب ولده
_ارجو أن ننسى خلافنا ونحتفل بسعادة في يوم ميلادك
_ومن اخبرك بأنني اريد الاحتفال؟... انا لم أفكر بذلك أبداً
_وما المشكلة؟... أحببت إعداد مفاجأة لولدي في يوم ميلاده أقبل مني هذه الهدية
وضع السيد تامر الهديه إلى جانب وليد ثم تنحى جانباً كي يفسح المجال لبان فتقدمت بهديتها
_يوم ميلاد سعيد واتمنى لك العمر المديد... تفضل هديتي وارجو أن تعجبك
_أبرار خذي هذا الكيس وارميه في سلة المهملات
_حاضر سيدي
فقامت أبرار بتنفيذ الأمر من فورها وقد ارتسمت على وجهها ابتسامة فاشتعلت بان غيضا لكن تامر همس لها
_لا تهتمي يا عزيزتي انا ساتصرف
_لابأس فأنا لست منزعجه
_فوجه تامر حديثه لولده
_انا اشكر لك هذا التصرف يا ولدي العزيز فهذه لباقة منك ولكنني أريدك أن تعرف شيئاً واحداً... بان هي صاحبة الحفل فهي التي حضرت وخططت لكل هذا من أجل اسعادك
_وانا اشكرها على كل شيء واعدها بأنني ساحرص على إبقاء هديتها في مكانها والذي يلائم مقام صاحبتها
_يكفي هذا يا وليد فقد تجاوزت اكثر من اللازم واعلم أن بان هي زوجتي واهانتها هي اهانتي وانا لا اسمح بذلك ومنذ هذه اللحظة فإن أي شخص يسيء لبان بأي تصرف سوف ينال عقابه ابتداءً من غصون وحتى آخر خادمه
دهش الجميع مما سمع
صفق وليد صفقة ساخره
_هذا هو هدفها منذ البداية فقد فكرت وخططت لعمل مشكلة ولأن جميع سكان المنزل يتجاهلونها فكرت بتمثيل دور المصلح كي تجد فسحة للدخول بيننا
_اصمت وكف عن الإساءة لزوجة ابيك
_أرجوك اهدأ يا تامر فنحن لم نعمل هذا الحفل إلا لزرع البسمه على سكان هذا البيت ولذلك حان وقت المفاجأة الثانية التي اخبرتك عنها كي ننسى ما حدث ونفرح جميعاً... انا اريد اخباركم بأنني حامل
دهش الجميع مما سمع وكان لهذا الخبر وقعه على كل من غصون ووليد أما تامر فقد غمرته السعادة
_أحقا ما تقولين... سيصبح لدينا طفل؟؟
_اجل يا عزيزي
فشعر وليد بالغضب وصرخ
_اخرجا من غرفتي لا اريد سماع المزيد
_سوف يصبح لديك اخ يا بني
_هذا الطفل ليس أخي أتفهم ذلك؟... هيا أخرج
قالت غصون بانفعال
_اهدأ يا بني
_اخرجو جميعاً لا اريد ان ارى احدا... انا اكرهكم... اكرهكم جميعا
ثم بدأ يلهث بشده فركض كل من تامر وغصون نحوه أما سجى فأسرعت في تحضير ابره مهدئه وتعاون تامر وربيع على تثبيت ذراعه فاعطته سجى الابره حتى هدأ ونام
نضرت أبرار إلى بان بغضب ولمحت الابتسامه الماكره على وجهها وعيناها اللتان كانتا تقدحان شررا بينما جميع الوجوه قلقه وحزينه

انت.....رمز سروريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن