المولود الجديد

444 20 2
                                    

جلس غالي مع شقيقته على مائدة الإفطار بصمت كان كل منهما يفكر في نفسه بشيء ما وبعد مرور لحظات نطقت غادة

_أخي... هل سيأتي بدر اليوم؟

_نعم سيأتي مع والده لخطبتك رسمياً وأريد منك التصرف بلباقة ولا تخبريهم بأنك مجبرة على الموافقة لأنك تعرفين ما يمكنني فعله أن احرجتيني امامهما

_كل ما يهمك هو موقفك منهم.. الاتهمك سعادتي؟

_اذا كنت تظنين أن سعادتك مع ذلك الشاب القروي فأنت مخطئه لأنك لاتعرفين مصلحتك جيدا فذلك الشاب لا يهمه سوى الأموال التي تملكينها

_هذا غير صحيح فجمال ليس من هذا النوع من الشباب فهو لم يتقدم لخطبتي لكونه من عائلة فقيرة ولطالما كان يفكر كيف سيهيء  لي الحياة التي استحقها

ضحك غالي بسخرية

_طبعاً كان سيقول مثل هذا الكلام ولكنه واثق بانه اذا تزوج منك سيعيش حياة لم يكن يحلم بها بافخم القصور ويلعب بالاموال كما يشاء

_لا... لاتقل هذا الكلام يا غالي فجمال ليس كذلك

_قولي ما تشائين فمهما تكلمت معك لن تتغير الفكرة التي خدعت بها... على أية حال لا يهمني أمره مادمتي ستتزوجين من بدر وتنتهي القصة

_أرجوك أخبرهم بأنني لست موافقة

_كفي عن المحاولة فقد اخبرتهم بأنك موافقة كجواب نهائي

فتنهدت بحزن ثم نهضت من على الطاولة

غادة فتاة بارعة الجمال لها عينان تميلان إلى الصفره قليلا نظراتهما ساحرة ووجه مرح باسم شعرها ذهبي وصوتها ساحر رنان كانت لاتزال في عنفوان الشباب فهي في السابعه عشر من العمر

اما غالي فهو في التاسعة والثلاثون ولكنه يبدو أصغر من ذلك انيق الهندام له ملامح تشبه شقيقته قليلا

_إلى أين أنت ذاهبة تاركة فطورك؟

_لقد شبعت

_ولكنك لم تاكلي شيئا

_الجلوس معك يسد النفس

_سامحك الله يا اختي

عند المساء حضر بدر ومعه والده وكانت هذه المرة الأولى التي تلتقي بها غادة معه فكان قد شاهدها عدة مرات من بعيد ولكنها لم تنتهبه له

ان منضر هذا  الرجل شكل صدمة بالنسبة لغادة فقد كان أكبر من اخوها باربع سنوات ملامحه عادية ذو بشره برونزية وعينان نرجسيتان طويل القامه فعند وقوفه أمامها يبدو كوالدها لكنها لم تستطع التفوه بكلمه جلست قليلا ثم استأذنت من الضيوف وغادرت فحاول غالي تبرير الموقف

_اعذروها فهي محرجة

قال السيد انس والد بدر

_انها معذوره فهي لاتزال صغيرة

انت.....رمز سروريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن