وبعد

413 12 9
                                    

رمت سجى بنفسها في احضان والدتها
_لم ارك منذ مدة ياامي فقد كنت مشغوله ولم أستطع المجيء لزيارتك
_لقد اشتقت اليك كثيرا يا عزيزتي... كيف حالك؟
_انا بخير... امي اجيبيني... إذا فكر والدي بالرجوع إليك فهل ستوافقين
_ما هذا الكلام الذي تقولينه؟.. لقد اخبرتك مرارا بأن عليك نسيان موضوع والدك
_ولكن... لقد التقيته يا امي
_التقيتيه!!... كيف ومتى وأين؟؟؟
_التقيته عندما بدأت اعمل ممرضة لوليد ولكنني لم اكن أعلم بأن السيد غالي خال وليد هو ابي
_خال وليد.... أيعقل أن يكون والدك هو خال وليد؟
_نعم... علمت بذلك منذ فترة وجيزة ولكنه رفض اخباري عن سبب انفصالكما وعندما طلبت اليه اعادتك كي نعيش أسره واحدة سعيدة قال.... قال بأنه لا ينفع.... لماذا يا امي... لماذا لا ينفع؟ هل سبب انفصالكما قوي لدرجة أنه لم يعد ينفع عودتكما من اجلي؟
_الأمر ليس كما تظنين يا ابنتي... غالي لم يخطئ بحقي يوما... لقد كان وفيا صادقاً في حبه حتى آخر لحظة... انا المذنبه وانا السبب في انفصالنا ولهذا أظن أنه يكرهني الآن ومن المستحيل أن يفكر بالعودة لي
_هل أنت نادمه يا امي؟
_كل الندم
_اذا تمكنت من إقناعه فهل ستوافقين على العودة اليه؟
_لا أظن انه سيقتنع
_اذا اقتنع فهل ستوافقين؟
_طبعاً فقد كنت حينها طفله لا تعرف مصلحتها ولا تفكر سوى بالمال ولكنني الآن على استعداد للاعتذار له على ما بدر مني فقد جرحته جرحاً عميقا وكسرت قلبه واستغليت حبه لي لتحقيق مطامع نفسي

في ذلك الوقت وضعت أبرار الطعام أمام وليد بصمت ثم همت بالمغادرة ولكنه استوقفها بقوله
_أبرار.... لقد فكرت بكلامك كثيرا... أقصد فيما يخص أخي... لقد وجدت انك على حق لذلك انا اشكرك
_لاداعي للشكر سيدي
_بالرغم من انك مجرد خادمة هنا ولكنني اعترف انك صديقه رائعة

شعرت أبرار ببعض الإحراج والتوتر لكنها حاولت إخفاء هذه المشاعر بالرد المباشر
_شكراً...بالرغم من انك متعجرف الا انك طيب
_لا تنسي بأنني سيدك
لم تستطع أبرار تمالك نفسها من الضحك ثم ضحك وليد هو الآخر من بعدها ثم قال
_لقد قلبت الموضوع في ذهني ووجدت ان كلامك كله صحيح ولكن.... عندما أتذكر انه ابن تلك المرأة أشعر بالنفور من ناحيته
_لا تفكر بذلك وانسى تلك المرأة فكر فقط بالاخوه.... حتى السيدة غصون لم تفكر بذلك بل قطعت عهداً على نفسها برعايته كما لو كان ابنها تماما
_ولكنني... اه... انا....
_ماذا هناك؟
_أخشى انه عندما يكبر ويبدأ بالمشي يتمسك بها فتأخذه إلى حيث تذهب...
_انت تشعر بالغيرة لهذا السبب؟
_لا انها ليست غيره انا فقط....
_لا تكابر... ولكنك تستطيع حل المشكله وتخرج معها فكل ما عليك فعله هو التمسك بأوامر الطبيب والتعاون معه والاهتمام بصحتك وستتمكن من النهوض من سريرك ومغادرة الغرفة صدقني... عندها لا داعي لشعورك بالغيرة من اخوك تامر
_تامر!!؟؟؟؟
_نعم فقد قررت السيدة غصون تسميته تامر ليبقى اسم والدك يتردد على لسانها ولسان كل من في المنزل
_شيء رائع... ان امي امرأة رائعة ووفيه وبالرغم من كل ما فعله والدي بها إلا أنها لا زالت وفيه له... شكراً لك يا أبرار سأعمل بنصيحتك
_لا داعي للشكر فهذا واجبي
_أتمنى أن تسعدي قريباً بلقاء شقيقك
_أتمنى ذلك
_تفضلي لنتناول الطعام معا
_لا شكراً... بالهناء والشفاء
_قلت لك إجلسي فأنا أرغب بأنيس يجلس لتناول الطعام معي فلدي شهية للطعام
_كما تشاء... أمرك
__________________
وأخيراً هذه هي اللحظة التي تشفي غليل أبرار عند رؤيتها لكل من آذاها وهو يقف خلف القضبان عدا بدر. وتلك اللحظة التي انتضرتها عندما نطق القاضي بالحكم أخيراً
_وطبقاً لذلك فقد تم الحكم قانونياً على كل من هيثم هاشم طبيب قرية السنابل و عواد ناصر رئيس الطاقم الطبي للجراحين في المستشفى العام ورافد سليم بالإعدام شنقاً حتى الموت

انت.....رمز سروريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن