بارت ٤١
وقفت وناظرت أبوها بحواجب معقوده : وش فيه؟!
تكلم وهو متأكد رح تفرح بهذا الخبر وبنفس الوقت متوتر من رد فعلها : جراح ارجعك لذمته !
نزل الكلام عليها مثل الصاعقة ..نطقت باستنكار وهي تحس نفسها سمعت بالغلط:-وش تقول ؟!
جواد رفع حاجب باستغراب لرد فعلها : الحين تمت ملكتكم
قاطعته بغضب من تصرفه بدون علمها : مين سمح لكم ! ومين قال إني أبغى أرجع له ؟!
هذا الامر مستحيل يتم كذا
مسك يدها بغضب لما تحركت: وين رايحه!
نطقت رونق بقوة: ما رح اسمح لهذه المهزلة تستمر
شد جواد على يدها بقوة : تبغين تفضحينا!
المكان برا مليان رجال انطقي هنا ....زوجك وارجعك وليه مكبره الموضوع ؟!
ناظرته بقهر من تصرفه تراها ما هي صغيره حتى ما يستشيرها ..نطقت باتهام : اذا وجودي عندك يضايقك كان قلت لي احمل عفشي وانقلع لآخر الدنيا ....ما له داعي ترميني لناس ما عندهم ذمةولا ضمير
قاطعها بغضب وهو يهزها من كتفها : اصص ولا كلمة !
قاطعته بانفعال : نا رح اسكت
نطق بخيبة وهو ما زال ممسك بكتفها: هذا الي طلع معك !
شكرا لك !
انا الغبي إلي ظنيت إنك
قاطعته بمراره ما تبغى تدمر علاقتها بأبوها بعد ما زانت ...بس تصرفهم افقدها صوابها : ليه ما خبرتني قبل ما تصير الملكة !
رد بعد ما نفضها بزعل : ظنيت اني رح اسعدك بهذا الخبر .... مط شفته بسخرية : أخذت بنفسي مقلب يوم ظنيت اني أبو ولي كلمة واحترامي عند حضرة الدكتورة !
يلا الحين اطلعي كذا قدام الرجاجيل وفشلينا ....يا خسارة لقب الدكتورة عليك!
ناظرها بحسافة وغادر المكان ...تركها مشتعلةمن الغضب من تصرفهم ......ما تعرف الناس ليه تعرف الحق وتحيد عنه ... حقها هي الي تزعل يوم مسح وجودها وكأنها لعبة يحركونها على كيفهم ....وش فيها الناس ما تشوف الحق ؟! مهقول انها غلطانه وما تشوف الصواب ؟!
تنهدت بوجع وهي تردد بداخلها " آخخخخ منك يا جراح "
**
*
**
**
من اول ما رجعوا من الخطوبة وهم يسمعون ثرثرته وعصبيته الي ما لها مبرر بنظرهم .... لينطق راكان بغضب : ما عدنا نعرف لك يا جراح!
ذبحتنا حتى تتزوجها والحين وش تغير؟
زياد نطق بملل من تصرفات جراح : اتركه يقول الي يبغاه ....
ام راكان بعتب ناظرت جراح: كذا تجازي إخوانك يوم عزموا يفرحونك ...وينسوا الماضي ويصحح
رد بضيق : يعطوني خبر يستشيروني على الاقل !
لو بغيت ارجعها ما أنتظر أحد يرجعها ..... بس ما أكون مثل الغبي جالس بينهم ....
أم راكان برجاء ناظرته : فكونا من المشاكل ....وروح الحين جيب زوجتك إذا لي عندك خاطر ...خلاص ملكت عليها ...كل كلامك وعصبيتك ما لها مبرر !
راكان بتساؤل: رح تسكن هنا !
رد بملامح معفوسة:اكيد لا أنا طالع أشوف شقة مفروشة نمشي أمورنا فيها ..وتركهم وغادر....
ام راكان باستغراب: وش فيه كان ذابح حاله عليها...والحين
زياد قاطعها : لأنه ما يثق في الي حوله ....ما يبغى ترجع المشاكل من جديد ..يومين وترجع حليمة لعادتها القديمة ويجننا فيها !
طلع من بيت أهله ..ناظر بيت ابو راكان ...تنهد براحة ما رح تكون لغيره طول ما هو على قيد الحياة...لو تزوجت فارس أمام عيونه ما يضمن نفسه .... ما عجبه تصرف إخوانه على الاقل يعطونه خبر ..تنهد وهو يفكر كيف رح يكون اللقاء ...يحبها لحد الجنون وبنفس الوقت مجروح منها لحد النخاع ....كيف يجتمع الجرح مع المحبة ؟!!!.....
**
•
**
من البارحة أبوها مقاطعها وما يكلمها وزعلان خاصة بعد ما رفضت ترجع لجراح ..ناظرت أم راكان الي تقنعها ترجع ..مطت شفتها بسخرية من هذه الدنيا ...يلف الزمان وام راكان بنفسها ترتجيها ترجع لجراح.... دنيا عجيبة.....متأكدة ما هو حب فيها لكن حتى تضمن ولدها يبقى تحت عيونها ..... سبحان الله بالماضي تتكلم عليها وإنها ما تناسب جراح والحين صارت ....قطعت أفكارها وهي تناظر أم راكان تحثها تتكلم: وش قلت ؟!
صديقني إنه يحبك
ردت رونق بهدوء ظاهري: عمر الحب مافتح بيوت ...قراري اتخذته جراح ما
قاطعتها ام جواد بنهر وغضب: انت مجنونة ؟!!
الحين ما عدت تبغين جراح !!
جراح الي وقفت بوجه الكل وانت تقولين ما اتزوج غيره ....لا تكونين أنانية ....فكري بولدك وش ذنبه يعيش بدون أبوه
تنهدت رونق وبداخلها عتب كبير على جراح حتى لو غلطت هالطفل وش ذنبه ؟! ليه يجافيه بهذه الطريقة ؟! يظن الحين رح ترمي كرامتها بالارض في سبيل الحب ...غلطان اذا ظنها رح تنسى كل شيء !!
وبهدوء نطقت : ولدي ما رح ينقصه شيء!
أنا وجراح خلاص انتهى كل شيء
أم جواد بقوة: لا ما خلص !
تبغين تفشلين أبوك وأعمامك قدام العالم !
وش موقف أبوك قدام عيال عمه يقول لهم ابنتي كسرت كلمتي وما تحترمني يوم إنها ترمي كلامي بعرض الحائط
قاطعتها باستنكار: أنا ما احترمه !
وبغصه تابعت كلامها : أنا احترمت أبوي واحترمت الكل ...وصلني من الجميع كلام ضربني هنا بالصميم ومع ذلك قفلت حلقي ...وبلعت السم وقلت طنشي وخلي الحياة تستمر .....والحين تقولين ما احترم !!
انا لو وحده ثانية ما ترضى تحط يدها بيدكم بعد طعنكم فيني ....أكلتم لحمي وانتم تغتابوني وتناظروني النظرة الدونية وكأني مو من مستواكم
قاطعتها ام راكان : ما أنكر كلامك عن الجميع صحيح...لكن إلا جراح ما ناظرك هالنظرة أبدا ...كان دائما يشوفك وكأنك ملاك نازل من السماء ...مهما صدر منك تصرفات ماكان يشوفها ويرقع عنك .....جراح حبك من كل قلبه ليه تجازيه كثير !
نسيت خير جراح وما تذكرين إلا المواقف السيئة ! وين الأيام الحلوة الي عشتوها مع بعض !!
أم جواد بنصيحة : يا ابنتي لا تخربين بيتك .. أبوك من البارحة ما ذاق شيء والهم مكتسيه من الفشيلة يرضيك
قاطعتها وهي تحس بشيء ثقيل جاثم على صدرها ...ما تقدر تفشل أبوها قدام الكل ... بالرغم من الأحداث الماضية أبوها ما قصر معها ضفها في بيته وما وقف بوجه وظيفتها تنازل عن أشياء كثيرة علشانها...رح تتنازل علشانه وجراح بتعرف كيف تتصرف معه: قولي لأبوي إني رح ارجع
قاطعتها أم جواد بعد ما تهلل وجهها : الحمد لله !
ما بغيت تقولين هالكلمة -
ناظرتها رونق واكتفت بالصمت .....تكره بعض الأمور الي تلوي ذراعها ..وتجبرها على بعض القرارات الي ما تبغاها!-
***
***
**•
***
جالس ينتظرها تطلع له وبداخله ضيق من تصرفها بعد ما وصلها رفضها للرجوع لذمته ....يعني تبغى فارس ؟!
عض على شفته من القهر ....رح يطلع هالحركة من عيونها إذا ما قهرها مثل ما قهرته ما يكون اسمه جراح ....عفس ملامحه وهو يحس بالتعب .....ناظرها لما طلعت من البيت وجواد معها وخلفهم قدر ..تقدمتهم قدر بعجلة وفتحت الباب بابتسامة ونطقت بروح مرحه: عمي جراح أمي أمانة عندك ...يا ويلك إذا اشتكت منك
دفها جواد بعبوس : ابعدي من هنا ....ليه جايه لهنا مو قلت لك لا تلحقينا !
ابتسمت بمرح : أبغى اوصيه على أمي !
وضع الأغراض جواد والتفت للخلف لرونق تمشي على اقل من مهلها ....ناظر حوله باحراج من قدر وهي تتكلم بصوت مرتفع : عمي جراح انزل سلم على امي خسارة تمنيت نعمل لكم عرس كبيييييير
اقترب منها جواد وقرصها بكتفها : انكتمي فضحتينا !
ابتسم جراح بدون نفس على تصرفات قدر ....أشر جواد لرونق :اركبي !
تحس دقات قلبها كل العالم تسمعها ....مشتاقة لزوجها وبنفس الوقت مجروحة منه ...تنهدت وهي تحاول تهدي انفاسها... وركبت بهدوء ظاهري ...قفل جواد الباب وهو ينطق : الله يوفقكم !
قدر تحاول تقترب بس يد جواد منعتها ...فتكلمت : اذا زعلك اتصلي فيني اراويك فيه
دفها جواد بضجر وناظرهم: توكلوا على الله !
تحرك جراح بدون ماينطق حرف واحد....واكتفت رونق بالصمت وانشغلت بابنها !
تتسارق النظرات له ولما تلتقي عينها بعينه تصد مباشرة ...متوترة وكأنها اول مرة تلتقي فيه أو تشوفه بحياتها....
ناظرت الطريق ما توجه من طريق أهله ..رجعت اختلست النظر له .....ملامحه متجهمه وكأنه مجبور يرجعها ..مطت شفتها بضيق وكأنه مكتوب عليها البسمة ما تدوم لها ......
**
**
**
بعد اسبوع
حياتها نفس الروتين من لما وصلت الشقة ما شافته ... الظاهر إنه دوامه مسائي وهي دوامها صباحي للحين ما التقوا بالاسم إنها رجعت له ...ناظرت روعة الي تكلمها : غريبة ما زرتي بيت حماك للحين ...غريب يعني جراح ما غصبك تروحين
بلعت غصتها رونق بالرغم من علاقتها مع روعة بس في شيء منعها تخبرها عن حياتها ...ما قالت لها انه من ذاك اليوم ما شافته ولا كلمته ولا حتى معها رقمه ...قبل ما ترجع كانت مخططة تسمعه كلام قوي وتمسح فيه الأرض .... لكن فشلت مخططاتها لما فتح لها باب الشقة وغادر ومن بعدها ما التقت فيه ...ردت بخفوت: انسي
روعة بابتسامة: اليوم رايحه عند اهلي ...اتصلت بأمي وقلت لها ابغى احتفال عالمي يقطع هالدوام والله ارجع من الدوام ما لي خلق للطبخ قرفت الأكل الجاهز !
وش رأيك تروحين معي؟!
هزت رأسها بالرفض: اليوم رايحه عند بيت جدي اشوف قدر
روعة رفعت حاجب: يا اختي ابنتك احسها كل ما تكبر يزيد جنونها!
ابتسمت رونق : دام أبوها نايف وش ترتجي منها !
تدرين مرة قلبت الدنيا مناحة يوم سافرت امي تبغى تروح معهم
روعة عقدت حواجبها: غريبة تبكي تبغى تروح مع جدتها ورافضه تروح معك
رونق تنهدت : متعلقه بديما كثير وعندي اكيد رح تمل وانا بالنهار بالدوام
المهم خليني اجهز نفسي انتهى الدوام .....تجهزت وطلعت من المستشفى بروح خائرة وهي تحس بالضياع ....تظهر للكل الوضع تمام وما احد يدري عنها !
توجهت للحضانة كانت قريبة من المستشفى ..أخذت ولدها ..وتوجهت لبيت جدها قدر عند نايف ....
قبل ما تدخل وقفت وهي تناظر سيارة جراح امام بيت أهله ....أخذت نفس عميق وتوجهت للداخل ....شافت جدتها بالصالة جالسه...اقتربت منها بهدوء وسلمت عليها و معها عمتها شذى ...بالرغم إنها متأكدة ما تطيقها ومع ذلك سلمت احترام لجدتها...جلست وهي تحس بتعب من حمل ولدها كلما كبر تتعب من حمله : كيفك يا جدتي!
هزت رأسه بهدوء: بخير!
كيف وضعك مع ولد عمك !
ناظرتها وابتسمت بمجاملة: الحمد لله بخير !
هزت رأسه بنصيحه: الحرمة ما لها الا بيت زوجها ...ما رح تلقين مثل جراح حافظي على زوجك !
هزت رأسها بغصه: ان شاء الله!
تنهدت وناظرتها باستفسار: جاية تزورين قدر
هزت رأسها باستغراب : ايه اتصلت عليها وما ردت علي
ردت بهدوء:طلعت مع ابوها واخوانها معزوم عند اهل زوجته !
هزت رأسها وكتمت ضيقها: متى يرجعون ؟
ردت وهي تتثاوب:-معزوم على العشاء اكيد متأخر رح يرجعون
وين جراح؟!
ردت بهدوء: عنده دوام ...تبغين شيء اعملك
قاطعتها برفض: مشكورة
وبداخلها مستغربة اي دوام هذا ...حسب معلوماتها جراح هنا بإجازة ولما تخلص إجازته رح يرجع ويسافر !!!
وقفت رونق وقررت ترجع ما بقى شيء على اذان المغرب نايف ما هو موجود حتى يرجعها !
تكلمت شذى الي طول الوقت تطقطق بجوالها ... ما تعرف تسكت لزوم ترفع ضغط كل من حولها : رونق
التفتت لها: نعم
تكلمت بهدوء: حافظي على بيت زوجك ترى المرأه ما لها غير زوجها وعيالها
استغربت من كلامها !
تابعت كلامها : اسمعيني زين حاولي خففي من زيارة أبوك
قاطعته باستنكار من كلامها: ليه؟!
ردت بتبرير وعيونها تلمع بالخبث : مسكين للحين موجوع من فقدان مريم ..وكلما يشوفك يفز قلبه يظنك مريم وبعدها ينصدم بالحقيقة المرة
قاطعتها عمرها ما حبت هالعمة مثل أبوها ابو جواد.... ولا رح ييجي اليوم الي تحبها وبهدوء نطقت عكس الي بداخلها: مشكلته!
وما أعطتها فرصه طلعت بهدوء من البيت متجاهلة نداء جدتها عليها ..تحركت للخارج ...تلقائيا ناظرت بيت ابو راكان ...سيارته ما هي موجودة .....
ما رح تسامحه أبدا....ما رح تسامح احد غلط بحقها!
تحركت مبتعده عن البوابة وهي تمشي بدون هدف ...كل هالحياة فوق طاقتها !
تتمنى الموت وترتاح منهم كلهم....خلاص كرهت كل الي حولها ما تبغى احد منهم ..اكتفت منهم ! جلست على جنب الرصيف ماقدرت تمشي أكثر ....تنتظر سيارة اجرة !
بعد وقت دخلت الشقة والسكون يعم المكان!
توجهت للغرفة ووضعت طفلها على الكنبة ...ناظرت اغراضها على الارض للحين لأنه بكل بساطة ما في خزانة ...ما تدري وش قصده من هالحركة ....ظهرها زاد وجعه من النوم على الكنبة ...
خرجت من الغرفة ناظرت باب الغرفة الثانية ...دوم مغلقة...يمكن يخاف تسحره ..تقدمت من الباب حركت مقبض الباب وكالعادة مغلق ..اسندت رأسها على الباب بروح خاوية .....زفرت بضيق كلام عمتها يتردد بإذنها !
رجعت لغرفتها وقفلت الباب بالمفتاح ...جلست على الارض ووضعت رأسها على الكنبة وهي تحس الوحده تنخرها نخر ...
غمضت عيونها وشريط خذلانها ممن حولها يمر أمام عيونها .....تقنع نفسها انها نسيت ...لكن كلما تخس بالضيق ينعاد هالشريط أمام عيونها ...
امها حتى لو تم الصلح بينهم لكنها ما نسيت لما خذلتها بوقت كانت بحاجة احد يوقف معها !
أبوها ..عضت شفتها ودموعها تنزل عمره ما حبها متأكدة من هالشيء بس يبغى يثبت للجميع إنه اب ناجح من بعد موت اخوانها تغير كثير...
فتحت جوالها حركت اصابعها بخفة شغلت على القران ....قفلت الجوال ووضعته جنبها وغمضت عيونها باسترخاء!!،
**
**
**
في اليوم الثاني
دخل الشقة والهدوء يعم المكان...ناظر غرفتها والشوق لها يذبحه لكن في شيء يمنعه ...ما يبغى يرجعوا مثل زمان وتنفجع بعد فترة قصيرة...وبنفس الوقت ينتظرها ترجع له ...ما يعرف وش هالتناقض الي في داخله....اقترب من الباب حرك المقبض وكالعادة مقفله الباب ...زفر بضيق من عنادها لمتى ينتظرها ترجع له !
ضرب الباب بقوة من القهر الي بداخله: عنيدة!
توجه للكنبه الي بالصالة وتمدد على طوله ......يحمل نفسه فوق طاقته.......مر وقت وعقله مشوش ...رفع حاجب باستغراب لما انفتح باب غرفتها ..طلعت وهي متجهزه للخروج ماسك نفسه ما يكسر هالنظارات الي لابستيها زمان ما شاف عيونها !
مشتاق لولده البارحة ما شافه بالحضانه !
انصدمت لما شافته متمدد على الكنبة ويناظرها ..كتمت أنفاسها ....تحركت حتى تلحق الدوام متأخرة اليوم كثير ..وقفت لما نهض وتكلم بغضب: وين طالعه ما في جدار هنا تكلمينه وتستأذني منه ؟!
طالعة داخله على كيفك!!!
وبأمر حازم نطق : ارجعي اعملي فطور
ردت وهي تمسك أعصابها ....وبنبرة هادئة تكلمت: متأخرة
قاطعها بأمر : ما هي مشكلتي تحركي
همست بداخلها فصبر جميل !
أجلست الصغير على الكنبة...ودخلت المطبخ على عجالة جهزت له .....وعقلها مع الدوام .....طلعت من المطبخ مسكت يد ولدها وتكلمت : الفطور جاهز
وتوجهت للخارج بسرعة قبل مايكنسل دوامها!
تنهد ورجع يستلقي على الكنبة بتعب ... يبغى ترجع حياته معها مثل اول وافضل ...بس فيه حواجز بينهم .... كم شخص احب زوجته بصدق ...وبدم بارد يدمروا حياتهم الحساد ...وش يضرهم لو فرحوا لسعادتهم وش يستفيدوا يوم يدمروا حياة الي من حولهم ....اغمض عيونه وبداخله يدعي ربه يصلح بينهم ...ما يبغى يقسى عليها ويجرحها !!
**
**
**
**
**
**
**
ما لها نفس بالدوام من القهر الي بداخلها ... كملت الحالة الي معها وخرجت من الغرفة وانصدمت لما طلع فارس بوجهها ..قبل ما تتحرك نطق بدون مقدمات: سبب واحد لرفضك المتكرر لي !!
شعرت بالارتباك ما تبغى احد يشوفها هنا واقفة معه ويفسر الامور على كيفه ....تحركت حتى تغادر وهي متجاهله وجوده تماما ..جحظت عيونها بصدمة وهي تشوف جراح متوجه لها ...تابعت خطواتها بعد ما استعادت ثقتها بنفسها ...اضطرت للتوقف لما توقف امامها ...نطق بهدوء: كلمت المدير واخذت لك اجازة ...جهزي نفسك راجعين للشقة
ردت بجمود وهي تبعد يده عنها: ليه
قاطعها بعبوس : بعدين نتكلم !
كانت رح تعاند وترفض لكن فعلا هي متعبة ومب قادرة تمشي ...
دخلت الشقة بصمت كالعادة وهو خلفها يحمل الصغير ....طول الطريق ما احد كلم الثاني ....توجهت للمطبخ حتى تشرب مويه .حست وكأنه أحد سكب عليها مويه بارده وهي تشوف الفطور مثل ما هو ما لمسه ....زادت ضيقتها ...معقول للحين يشك انها عملت السحر؟!
طلعت من المطبخ بدون ما تشرب ...ناظرته جالس على الكنبة و يلاعب الصغير...اقتربت وهي تحس نفسها رح تبكي من تصرفه ....انتبه على وجودها نطق برسمية: جهزي حالك نزور اهلي
قاطعتها وهي تنطق بقهر: انت مب آدمي .... انت واحد مريض نفسي ونصيحة مني تعالج افضل لك!
رفع حاجب باستغراب من هجومها: والله !
الحمد لله خبرتيني اروح اتعالج يا حضرة الدكتورة ....
قاطعته وهي تحس بنار متأججة بداخلها : لا تتمسخر! ترى اهلك هم الي سحروك ما هو انا يوم انك تتحسس
قاطعها بدون ما يفهم قصدها بغضب: حدك اهلي تفهمين ؟!
عندك كلام ابلعيه وعليك بالعافية يكون افضل !
سيرة اهلي خط احمر
قاطعته بقهر: ايه اهلك خط احمر وهم اساس البلاء أما أنا جهنم
تنهد ورد : وش تبغين بالضبط ؟!
وليه مقهورة كل هالقهر...لا تقولين عاد لأني خربت خطوبتك على فارس !!
نسيت إنك بدون قلب وتتلاعبين بقلوب الناس ....وش يبغى فارس منك للحين يلاحق خلفك ؟!
والا ناويه اطلقك وترجعين له بما انك رفضت ترجعين لي!
اسمعيني زين جراح الغبي مات من زمان والي قتله حضرتك بكل احترافيه ...مو انا الي بعتيني علشان اهلك ؟!
مب انا
قاطعته بمرارة: ايه انا البنت الي تزوجتها شفقة ....انا البنت الي قلت لها طالعي نفسك بالمرآة وش فيك شيء يعجبك وأنت الفارس إلي تتمناك ألف بنت !
أنا إلي تبرأ زوجها من ولده قبل ما يشوف نور الدنيا !
انا الي سمعت منك كلام مثل السم غير الاتهامات الباطلة الي اتهمتني بها ....انا الي طلقتها بالشارع وكأني طرارة....انا الي رماني زوجي انا وولدي وما سأل عني وراح يتزوج عليها ..... انا الي رفضت ارجع لك بعد ما مسحت بكرامتي الارض ....إلا الكرامة ما اتخلى عنها ....وبيت اهلك ما رح ادخله ...الي وصلني منكم كفاني !
اقتربت منه وسحبت ولدها ...مسك يدها ونطق : كملي ليه سكتي ... لذي الدرجة حاقدة علينا...ما توقعت قلبك حقود لذي الدرجة!
سحبت يدها بقوة ...ودموعها على وشك النزول: تعلمت الحقد منك !
للحين حاقد علي بذنب ما اقترفته !
رد وهو ماسك اعصابه: أقول قومي جيبي اغراض للصغير وتعالي
ردت برفض وعناد : ما رح
قاطعها بصرخة غاضبة: رونق وقسم بالله إذا وصلت السيارة وما كنت خلفي ما يصير خير!
تركها بدون ما يعطيها فرصة ترد....زفرت بضيق ....حقها هي تزعل ما هو ...... بدل ما يعتذر يرفع صوته عليها .... ما رح تروح معه....جلست على الكنبة بعد ما زفرت بقوة لعل الضيق الي بداخلها يروح .... ناظرت ولدها لما نزل من حضنها وبدأ يركض بالصالة ....اغمضت عيونها بتعب من الحياة ...واسندت رأسها على الكنبة .....وسرحت بحياتها ...جاءت لها فرصة تعيش مع جراح وكل الأطراف موافقه على زواجها ....يعني مشاكل الماضي تقريبا انتهت..لكن المشكلة بجراح تحسه تغير كثير عن السابق ....وين جراح صاحب القلب الطيب ....ما له اثر بالوجود ..سرعان ما نقزت ووقفت على حيلها بخوف لما دخل وهو ينطق بغضب: انت وش مشكلتك بالضبط؟
ردت بقوة عكس قلبها الي من الداخل يدق بقوةّ من الخوف: لا تصرخ علي انا قلت لك ما ابغى
قاطعها وهو يمسك ولدهم وهويناظرهم بضياع: دامك كاره الحياة معي لذي الدرجة رح انسحب من حياتك حتى لو ما انفصلنا لاني مب مستعد ادمر نفسية هالطفل وهو يشوف هالنكد وعنادك الي يفقد الواحد بسببه اعصابه ...معك مهلة فكري زين اما نكمل الحياة بهدوء واحترام وما هو ضروري تحبيني او تتقبليني ...المهم يعيش هالولد باستقرار
ناظرته ومطت شفتها بسخرية ....ما يدري إنه حبه معجن بقلبها وما قدرت تنساه ....نطقت بنغزه: كثير يهمك امر هالصغير ...تراه تعدى عمر السنتين وينك عنه ؟! وينك عنه وهو عايش مثل اليتيم ؟ ما يدري هالصغير انه ابوه مسافر وعايش حياته مع زوجته المصون ؟!!!
وبقلب مليئ بالغيرة: ما قلت لنا وينها صاحبة الحسن والجمال ؟! وينها خلينا نتعرف على الملاك الي طلقتني علشانها وهجرت أهلك علشانها !
ابتسم على جنب وهو يحس الغيرة رح تفتت قلبها ....لينطق بهدوء : إن شاء الله قريبا تتعرفين عليها !
رفعت حاجب بقهر: والله!
صدق وقاحة ما هي طبيعية ...عسى كم قرد خلفت لك !
ضحك بالرغم ما له مزاج للضحك : هذا وانت متعلمة تقولين كذا !
وحتى ترتاحين زوجتي متعلمة وعملنا تباعد بالحمل يعني اكتفينا بطفل واحد
قاطعته بغضب: دامك عايش حياتك ليه رجعتني
مسح على شعر ولده بابتسامة: رجعت علشان ولدي!
فلا تأخذين في نفسك مقلب..... خلي اهلك الي اختر
قاطعته بضجر من هالسالفة : ابغى اعرف انت ليه كاره ابوي لذي الدرجة ؟!
مط شفته بسخرية: ابوك ! عاد قالوا انه تعمد يعمل الحادث حتى يتخلص منك ....ايه صح ابوك الي قال قدام عيال عمه ليتها كانت الطفلة المحروقة الي دفنتها بيديني وارتحت من همها !
حست بسهم اخترق قلبها بقوة من كلامه ...كلما تنسى او تتناسى لزوم يذكرونها ويجرحونها بالكلام...هذا هو الي دمرت سمعتها قدام اهلها علشانه جالس يعايرها...لتنطق وهي تتجرع المر كانت غبية وعلى عيونها غشاوة لما وثقت فيه : ابوي هو الوحيد الي وقف معي لما الكل ظلمني
جذبها من كتفها بقهر : انا الوحيد الي وقفت معك ....انا شفت كل شيء بعيوني ومع ذلك ما تخليت عن
سكت للحظات وبداخله يردد «ما تخلت عن قلبي» لينطق بعدها وهو يكمل كلامه: ما تخليت عنك !
انت الي
قاطعته بضيق : انا السيئة وإنت الملاك البريء !
والحين وش تبغى!
كتم ضيقه وهو يشوف عيونها تلمع بالدموع ....ما هو مصدق كيف يجرح قلبه كذا ....ما يدري في شيء حاجز بينها وبينه ....لينطق بهدوء: تسمعين كلمتي بما اني الحين زوجك .... جهزي اغراض للصغير وتعالي معي !
ما ناظرته وتوجهت للغرفة وهي تحس كأن شيء اطبق على صدرها ...مسحت دمعة وتبعتها دموع ..اخذت نفس عميق ....ومسحت دموعها بطرف الكم بقوة ....اخذت اغراض لولدها ...وتوجهت للخارج لما شافته تقدمها بالنزول !!!
**
**
**
ناظرته للحظات وهي مستغربة ما سلك طريق اهله ...بغت تسأله لكن ما لها نفس تكلمه ابدا !! .... تبغى مكان بعيد عن الكل وتبكي بقوة ..... رفعت حاجب لما سلك طريق القرية .... التفتت له لما نطق وعيونه على الطريق: ادري نفسيتك تعبانه ...رح تجلسين عند جدتك اسبوع تغيري جو وبعدها أرجع ....وإن احتجت شيء كلميني !
وإن تأخرت ارجعي مع مروان...حست قلبها هبط بخوف من كلامه ...اكتفت بالسكوت وقلبها ناغزها من كلامه...بغت تسأله لكن في شيء مانعها !
بعد وقت وقف امام بيت ام مرعي ...مسك يد الصغير وهو يلاعبه ....بعدها نطق بدون ما يناظرها : اهتمي بنفسك وبالصغير ....رونق أنا
سكت للحظات وبعدها نطق يغير السالفة :، وصلي سلامي لجدتك !
نطقت غصب عنها ما قدرت تتحكم بنفسها: صاير شيء؟!
احسك تخفي عني
قاطعها ببرود: ما في شيء ...والحين تفضلي الطريق طويل
هزت رأسها وزاد ضيقها وهي متأكده مخفي شيء عنها!
نزلت وعيونها تتابعه وهو يغادر المكان وتحس قلبها طار خلفه ما تبغى يبعد عن عيونها ....صحيح ضايقهابكلامه لكنها متأكدة من بياض قلبه ...اكيد هذه زوجته قلبته عليها حسبي الله عليها ما صدقت تخلص من سعاد تطلع لها هذه!
دخلت ومشاعرها مبعثرة .....ما عادت تعرف وش تبغى !
***
**
***
يتبع......
أنت تقرأ
بسمة مدفونة في خيالي ~ضاقت أنفاسي ~
General Fictionالجزء الثاني من رواية احكي غيابا مزق الوجدان والرواية الرابعة للكاتبة ضاقت انفاسي ابرار