سواءُ العَـقلُ في المَـحَبَّـةِ وَالجُـنونُ
سواءٌ لو في الحُـبِّ أُبصِـرَ، أو عُـمَت العُـيونُ
سَيَـبقـى الحُـب مُنـتَصِـراً عَزيزاً
بـِأرضِ مَعـرَكَةٍ أطالَتـها السُّـنونُ
وَيبـقى الحُـبُّ رُغمَ الغَـدرِ دوماً
وَرُغمَ البـغضِ لَم تَغـمَض جُفـونُه
سَيَـظَلُّ ساهِراً يحـمي الأحِبَّـة
صُلـباً صامِداً ما كُسِـرَت غُصـونُه
طُولُ الدَّهرِ لا يَمـحي المَـحَبـة
بَل يَزيدُ بِهـا دوماً لِمَـن يَصـونُ
وقد يَتَـدَفَّقُ نَهـرّ الحُـبِّ لِمَـن يُحـافِظ
وَقَد يَجِـفُّ النَّـهرُ يَوماً لِمَـن يَخُـونُ
لا، لا يَجِـفُّ بَل إنَّ الخِـيانة
كَـمَسَـدِّ النَّـهرِ يَمـنَعُـهُ يَكـون
وَرُغمَ المَـنعِ يَبـقى العِـشق غَضًّ
وَلكِـن يَصـعُبُ أن يَمُـرَّ لِـمَن يَخـونُ
أأُحِبُّـها؟ بَلَـى حُبّـاً عَظـيمـاً
حُبّـاً يَصـعُبُ أن تَدارَكَهُ العُـيونُ
وأُحِبُّـها رُغمَ الحَـوادِثِ بَيـنَنـا
وَرُغمَ كُلِّ مَشَـاكِلَ قَد تَكـونُ
سَتَـقولُ: "لا تُحِـبُّ بَل هذا وَهمٌ"
أيا آنِسَـتي وَإن كانَ وَهمـاً لا يَهـونُ
رُغمَ أنَّ الوَهمَ أبعَـدُ ما يُقـالُ
فَـبِـعِشـقِ ذاتِ الحُـسنِ ها أنا مَفـتونُ
لِـنَتـرُك باقِيَ السَّـنَواتِ تَشـهد
هل ما أُحِسُّـهُ عِشـقٌ أَم ظُنـونُ