الفصل الأول

118 8 2
                                    

في عام 1958 من السنة الميلادية في ولاية فرجينيا ..تحديدا مدينة دانفيل

انه الصباح ,الشمس ساطعة  الهواء نسيمه لطيف ,الان الوقت  الذي يخرج فيه الناس للعمل والحصول على قوت يومهم و والصبية والفتيات يخرجون الى المكان الذي ينمون فيه معرفتهم واحتياجاتهم التعلمية انه البداية ليوم جديد ,  ولكن بالنسبة للبعض انه بداية مُره لليوم .

في العيادة النفسية بكراسي الانتظار هناك امرأه جالسة  ظهرها على جدار خلفها كتفيها مرتخيتان بشكل مريح وغير مباليه حتى ان  مر يوما بأكمله وهي تنتظر ,كانت تلك المرأه هادئة وصامتة كانت تنظر باتجاه واحد دون حراك ,  كانت ملامحها ناعمه نوعا ما شعرها كان اسودا فاحم مجعدا ينساب الى كتفيها , ذات جسم نحيل , اما اعينها فكانت تخبر عن قصص دون ان تحكي كلمه واحدة , قد قضى الحزن على بريق عينيها ....وعلى ابتسامتها أيضا ,على عكس الرجل الذي بجانبها فكانت قدمه اليمنى لا تهدئان من قرع الأرض , ظهره منحي  يديه ملتحمتان معا , كان ذلك الرجل في وصفه لديه هيئة رجال الاعمال لكن ليس منهم فكان طويل القامه عريض المنكبين ذا شعر بني  واعين ناعسة سوداء , يحرص على حلاقة شعر وجهه بشكل دوري , رجل  كلاسيكي , عمله هو مندوب تسويق وهنا كانت نقطة التقاه بالشخص الذي احبه ..زوجته ,  ينظر الى الساعة التي على الحائط , الساعة الان ال 8:14  , ينتظر بفارغ الصبر فقط ,  خرجت الممرضة من الباب وهتفت باسم

" السيدة والسيد جونسون "

عند غرفة الطبيب النفسي ,جلسا في مقعديهما المخصص  تكلم زوجها

" انها بدأت بأكل معظم ادويتها .. لكن لاتلتزم بها .." 

قال لها الطبيب بصوت هادئ وعطوف ,

" اريد حقا مساعدتك لكن يجب ان تناضلي لأجل نفسك أيضا  لا يمكنني فعل أي شي ان لم تقومي بمساعدتي  .. الان سوف أقوم بوصف لك ادويه وسوف احدد موعد الجلسة الاحقه "

بالرغم من محاولة الطبيب من الاتصال معها لكن لا جدوى فهي تنظر بزاوية الغرفة بهدوء قامت و مظلم  بكل جلسة كانت تلك انجلينا   والذي كان يتحدث معظم الوقت بالنيابة عنها  هو زوجها ديفيد .

خرجا من العيادة وبدا ديفيد مستاءه قليلا , صعدا الى سيارتهما لم يرغب ديفيد بالتحدث عن أي شي كذلك انجلينا , قام ديفيد بالمرور الى احد المطاعم ليأخذوا وجبة الإفطار  قبل ان يعودا الى المنزل , بضع دقائق فقط ووصلوا الى منزلهم نزلت انجلينا أولا لتفتح الباب , ديفيد تبعها لكن وقف للحظات لكي يلوح الى جاره  الذي كان يسقي اعشابه قائلا له

" مرحبا السيد مور كيف حالك ؟ "ليرد عليه الاخر وهو ملوح يداه ,

" بخير سيد جونسون " ,

دخل ديفيد المنزل ووضع معطفه على الشمعدان بينما كانت انجلينا تجهز الطاولة للطعام , جلسى واكلا طعامها بهدوء .

والان لنسلط الضوء قليلا على الشبان والشابات.. تحديدا على المدرسة الثانوية ....

انه أواخر شهر نوفمبر الجميع في تهيئ لأجل عيد الشكر والطالبات والطلاب منشغلين بالتجهز لهذا اليوم السعيد , في ساحة الطعام كان هناك فتاتين واقفتين بالصف لأجل الطعام كانتا يدردشن عن عيد الشكر , كان خلفهم فتى يتنصت اليهم

كان هيئته مرتبة ونظيفة  كان ذا بشرة فاتحه  وشعرا اسود ذا ملمس حريري ساقط على جبهته ,  يرتدي نظارات ولكنها لم تتجرأ على ان تخبئ جمال عينيه , همست له نفسه بأن يشاركهم    احاديثهم للفتاتين ويكون علاقات جديده ويقول ,مرحبا ماذا تخططان لعيد الشكر لذا بدأ بالعد  ذهنيا  لنفسه ليتجهز وينطلق بالاحاديث " واحد اثنان ثلا.."

لكن قبل ان يكمل العد اذا بل فتاتين غادرتا الصف وذهبتا الى احدى طاولات الطعام , لذا اعتقدت ان فرصته قد انتهت وذهب الى احدى الطاولات الطعام المنعزلة وبدا يعاتب نفسه بالداخل على جبنه وعدم تمكنه بتكوين علاقات جديده , لكن الحياة مليئة بالفرص أليس كذلك ؟.. ان استمريت بعاتبة نفسك على فرصه واحد ضائعة ستضيع حتما كل الفرص , ولكنه  لم يدرك معنى هذا الحديث .. ليس بعد

هذا هو بطل قصتنا بنديكت مور .

شخص مختلفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن