الفصل الرابع عشر

13 2 0
                                    

بندكت في منزل أنجلينا حوله لحاف قطن ناعم وآثار الدموع لم تقتفي من عينيه بعد , أقبلت أنجلينا من خلفه ومعها كُوباً من الحليب البارد , أخذه بندكت وبصوت هامس وعاجز

" شكراً "

أخذ رشفه , أنجلينا تنظر له بهدوء , نطق بندكت بالكلمات التي حبسها بداخله لسنوات وكانت

" أكره والدي ..أكره أخي ..أكره عالمي ..فهو ..فهو جعلني .."

قاطعته أنجلينا ووضعت يديها بنعومة على خده ,

" لا بأس أن كنت لا تريد التحدث عن الأمر "

أنسجم بندكت بحلاوة تلك اللمسة واغمض عيناه حتى أمسكت هي يده قائله ,

" تعال سوف أريك شيئاً "

أخذته الى حجرة الرسم فتحت الباب ,

" هنا أجلس عندما أشعر بأن العالم يهزمني "

أجلسته في الأرض أمام لوحة بيضاء والألوان والفرش حوله هي جالسه على مقربة منه أمسكت الفرشة ولطختها باللون الأصفر ورسمت النقوش السعيدة على تلك اللوحة البيضاء , بندكت يشاهد مترقباً ,

" أرأيت سهل فقط عليك أن تضع حمل مشاعرك وكامل غضبك في تلك الريشة "

أعطته فرشة أخرى نظيفة و أعطته بعض الألوان ,

" هيا أختار لوناً "

وضع فرشته بخفه على اللون الأزرق الفاتح و بهدوء تام وضع ألونه على اللوحة وقام بالرسم بشكل منظم وبغير أريحيه , شعرت أنجلينا لذا أمسكت يده التي يرسم بها ,

" هكذا "

وسمت بشكل عشوائي وبدون وجهة معينة , كانت تضحك ,

" شعور رائع أليس كذلك "

كان بندكت يضحك بسرور ليس بسبب أنه رسم فقط بل أيضاً لأنه كان بجانبها .

ولازالت جاكلين تصارع روبرت داخل غرفة النوم , الأبواب مرصدة لكن للأسف لا تسطيع منع الصوت من الخروج, والإحباط كان مرافق بيلي وهو جالس في السلالم يستمع إليهما.

جاكلين وتبكي بوجه روبرت,

".أنت.لم تعامله كأبنك قط ..منذ أن كان صغيراً كنت تفضل أخاه عليه ..وأنا كنت أنظر صامته .. عن خطئك ..ربما ..ربما كنت ستتغير مع الوقت , لكني كنت مخطئه حين اعتمدت على الوقت لتصحيحك لكني انتهيت من المغفرة لك .."

روبرت بدت عليه ملامح الإستياء والندم قال وهو محاولاً أن يدافع عن نفسه ,

" أنتي لا تعلمين هذا الفتى قد يوقع نفسه في .."

قاطعته جاكلين بنبرة عالية وجادة ,

" أخرس روبرت لقد سمعت ما يكفي "

تغيرت نبرة صوتها الى أكثر حدة وجهامة ,

" إياك أن تذهب إليه ...فإنت تجهل عن ما أستطيع فعله ..والآن أخرج من منزلي "

أشارت الى الباب و بعدوانية ,

" أخرج "

خرج روبرت وأغلق الباب بقوة نزل عند السلالم و رأى بيلي ,توقف للحظة ينظر إليه وبيلي ينظر برهبه لأبيه , وبمشاعر الندم القاسية خرج روبرت عن المنزل .

عاد بيلي لغرفته وبعد دقائق سمع صوت في المطبخ لذا ذهب ليتفقده إذا بهي جاكلين في أرض المطبخ مع زجاجة نبيذ وفي حاله يرثى لها وبالكاد تتكلم ,

" أتعلم بيلي ...هو أخبرني ..بأنك كنت تدخن ..في الفناء الخلفي ..وقال لي بأن لا أخبر أباك لأنه علم ما سيأتي إذا علم ..و الآن... هل كان الأمر يستحق كل هذا بيلي ؟ "

أنقلب حال بيلي من الإحباط الى الحسرة الشديدة أتجاه أخيه ولم يجاوب على والدته ولكنه من الداخل كان يعلم الجواب لهذا السؤال .

أما بندكت فكان يتجول في غرفة أنجلينا متعمقاً , وأنجلينا كانت في المطبخ دخل المنزل ديفيد ينزع حذائه وتوجه الى المطبخ ليشرب كأساً من الماء .

قالت له أنجلينا بوجه بشوش ,

" أتعرف بندكت ؟ "

" نعم ذاك فتى الحديقة "

" هو سيقيم لدينا الليلة "

بدا وجه ديفيد متفاجئاً

" حقاً ؟ هل هناك سبب محدد أو.."

" نعم هو و أهله ..هم ليس على وفاق "

بدت تعابير الموافقه عليه ,

" أتفهم ذلك ...أين سينام هو ؟ "

" في غرفتي ؟"

أردف ديفيد قائلاً لها ,

" وأنتِ أين ستنامين ؟ "

أشارت الى الأريكة ,

" هنا "

بدأت أعين ديفيد خائبة وبكلمات مخادعة ,

" جيد "

صعد الى غرفته والحزن قد أنطوى عليه , ينظر الى سريره الخالي وجدران غرفته الوحيدة , جل ما أراده هو أنجلينا بجانبه .

بندكت دخل الى حجرتها الصغيرة يلمس ملابسها ويشتم عطرها ,واجه النافذة ورأى من خلالها غرفته , أرتسمت على شفتيه ابتسامة قال في نفسه ,

" نحن نبكي على الألم ولكن لا نعلم بأنه أخفى السعادة خلفه "

أحيانا العذاب والوجع ما هو الى تمهيد لطريق السعادة والسرور .

شخص مختلفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن