الفصل الخامس

34 2 0
                                    

ديفيد آلان أمام مرأته يُزين ربطة عُنقه أخذ حقيبة العمل التي كانت مستلقية على كرسيه وعلى عادته اليومية يحرص دائما ديفيد على التوقيت لذا يعطي أنجلينا أدويتها قبل إفطاره ,أخذ كوب من الماء وأقراص الأدوية , دخل الى الغرفة وجدها هائمه على الأريكة , بهدوء وضع أقراص الأدوية وكوب الماء على الطاولة , وأغلق الباب بنعومة ورحل , شرب فنجان من القهوة السوداء و أنطلق الى عمله .

فتحت أنجلينا عيناها وأستقام ظهرها من على الأريكة , نظرت الى الأدوية , والقرار الأخير كان بأكلها , لكن لم تكن واحدة أم اثنتين .....بل جميعها , ولتك كانت خطوة كبيرة تدُل على تحسن الأمور .

بينما على الجانب الآخر بندكت في مدرسته يحظر فصوله المدرسية وكانت إحداها عن الأدب الأنكليزي وكان الفصل يتكلم عن رواية كبرياء وتحامل الشهيرة سأل الأستاذ قائلا

" من برأيكم أحب الأخر أولاً دارسي أم إليزابيث؟ "

أحد الطلاب بفضول ,

" وهل هناك فرق ؟ "

" بالطبع ,سيكون هناك فرقاً في من سيكون على عجلة الانتظار للآخر من سيكون يتعذب شوقاً للآخر وهنا يقع الفرق جيمي "

ذلك السؤال وتلك الإجابة لامست قلب بندكت بعمق وجعلته يعتقد بل يؤمن بأنه هو على عجلة الانتظار لمُحَبه , لذا قرر بعدما تنتهي حصصه الدراسية بأن يقوم بشراء رواية كبرياء وتحامل .

انتهت المدرسة وانتهى بندكت من شراء روايته والآن هو يسير الى المنزل وبيديه كبرياء وتحامل يقرأها , أغلق كتابه عندما أدرك الآن هو بطريق المنزل , ادخَلَ كتابه بحقيبته , تحتم عليه المرور بجانب منزل إنجلينا للوصول الى منزله وهذا هو المصير الذي أراده المرور بجانب منزلها كل صباح , والحظ كان حليفه فكانت أنجلينا ترعى نباتاتها فهي لا تتبع جدول يومي معين فهي تقوم بالأشياء بشكل عشوائي , عندما رأته وهو قادم نحوها ,

" بندكت أتريد القدوم ومساعدتي ؟ "

كان صوتها رقيقاً وكان ردائها الأحمر ينافسه بالرقة , فكان الفستان ذا طابع ريفي و قماش خفيف وكان الرداء يضم فتحة واسعة حول الرقبة لا تبرز من صدرها شيئاً ولكن يترك المجال لرقبتها بالظهور وكانت مزينة تلك الفتحة على أطرافها باللؤلؤ الأبيض كان جميلاً جداً

قبل دعوتها بندكت وبدأ هو أنجلينا بالاستمتاع بوقتهم , بالرغم بأنها كانت فقط نباتات والزهور الباهية إلا انه كان المكان الذي يجتمع قلبهما معاً , تَشُعر بأن الوقت قد حَرَّم العالم من المُضِيّ لدقيقة ,...وأعطى تلك الدقيقة لهما .



عاد بندكت الى غرفته الشاعرية ومكانه الحنون , هبط في سريره وباشرَ في قراءة روايته ليُطلقَ العنان لخياله الجامح .

الأم جاكلين عند السلالم تنادي بصوت عالٍ ,

" وقت العشاء "

أنزلَ بندكت كتابه من على يديه بلهفة وسارعَ في النزول , الكل الآن على طاولة الطعام ولكن بندكت على غير عادته يأكل مُتَعجلاً وكانت جاكلين تنظر إليه وقالت وهي تضحك

" لا تتعجل ربما تختنق بالطعام "

اعتادوا أن يسلموا أطباقهم بعد انتهائهم إلا بندكت فكان يساعد والدته في تنظيفهم وغسلهم ولكن اليوم كان مخالف للعادة قليلاً .

قال بندكت وهو متسرعاً بالكلام بالمطبخ ,

" أيمكنني غسل الأطباق لاحقاً ...لدي واجب منزلي "

جاكلين وهي تضع الأطباق في حوض الغسيل ,

" بالطبع عزيزي كيف يمكنني الرفض "

هرع الى غرفته ورجع الى فراشه وروايته وبدأ في الأبحار عميقاَ .

وبعد مرور ساعات على إبحاره قرر ملاحنا أن يسترسل قليلاً , لأنه لم يرد أن ينهي الرواية دفعة واحدة بدلاً من ذلك أراد أن يكُتب قصته هو , وعلى مكتبه ودفتره المفتوح وعنوان جديد ,

" مَرَّ أم حَلو "

" تعالي إلي .. سأبني لك حدائق واسعه , كثيفة لم يُرى مثلها من قبل سأفعل ذلك حتماً لأجلك أنتِ ....لكن أريد سماع كلمة واحدة منك ...أريدك , تلك الكلمة هل تسطيعين تلبيها لي ؟

أشعر أنني في انتظارك كما لو كنت أحلق في السماء والهواء يعبر خلالي , ألامس الغيوم أستشعر جمال السماء , ولكن تعلم بأنك يوماً يجب عليك أن تسقط , والآن جُلُّ ما تتمناه هو أن تكون سقطتك هينه .

لا أعرف أن كان هذا الانتظار مَرَّ أم حَلو , تارة يكون حَلو وتارة أجده مَرَّ , تكمن حلاوته في رؤيتك سعيدة و مرارته تكمن في أنك لا تسطيع امتلاك تلك السعادة .

لكن هناك ما هو أكثر مرارة من ذلك هو تتمنى لا ينتهي انتظارك هذا لأنك فقط خائف من المصير المشؤوم , وذلك ما يجعلنا انتظر أكثر وأكثر .

أنا أريدك أن تريديني ....

شخص مختلفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن