الفصل الثالث عشر

12 1 0
                                    

أستيقظ بندكت من فراشه الذي كان يحضنه بهدوء , قام بتجهيز نفسه للمدرسة ومن ضمن تجهيزاته الصباحية النظر الى نافذته ليرى جارته , نزل الى الطابق السفلي و دخل الى المطبخ و كان يجهز إفطاره ليأخذه معه , قدمت أمه بجانبه وعلى عجلة منها قالت لها ,

" والدك قد آتى بالأمس "

لم ينطق بندكت حرفاً واحداً لكن أعينه بالفعل أظهرت الصدمة والجزع ...بالطبع هو لا يريد أن يعيش مع كنف والده الذي لا يكف عن إثارة المتاعب وجلب الشقاء لهم , أخذ افطاره معه الى الخارج وهو في طريقه للمدرسة وجلس عند تلك الحديقة السرية الخاصة به, بين الأعشاب والنسيم اللطيف أمام الأحرف التي تصنع الحب والتاريخ أمام أوراق روايته ..يقرأ بهدوء ويأكل افطاره تلك اللحظات اللطيفة في بداية يومه .

والآن وقت المدرسة انتهى , يسير بندكت عائداً الى المنزل بفتور كان من المتوقع بأن لا يرى أنجلينا في الحديقة على أي حال , يسير الى الأمام أقترب من منزل أتجلينا تباطئ قليلاً لكن عيناه تنظر ثابتة الى منزله , أوقفه صوت أنجلينا وهي تهتف تناديه

" بندكت أنت هنا ....تعال و أنضم لي "

شجا وجه بندكت أجابها وهي بالكاد ينتقي كلماته ورأسه يجوب يميناً وشمالاً ,

" لا أعتقد ...لا أستطيع ..لدي واجبات يجب على أن ...أفعلها "

أجابت أنجلينا بهدوء خلفه إستياء ,

" حسناً ..كما تريد بندكت "

ذهب بندكت الى مسرعاً الى غرفته وبات ينظر الى نافذته شعر بالذنب لأنه لم يكن معها لكن ..تذكر وردته وكلامه الذي يرسله لها قال في نفسه

" تلك الوردة تحمل مشاعري ..قلبي الآن بجانبها وذلك كافي "

حل الليل وجميع العائلة على مائدة العشاء الكل ينعم بوجبة العشاء اللذيذة ولكن البعض ..كان يفكر في افسادها , كان بندكت يأكل على عجل , ينظر له بيلي بنظرات القسوة تكلم بإحنة واضحة ,

" لماذا العجلة ..هل تريد أن تنطلق وتضع الورد الحمراء على عتبة باب عشيقتك "

الكل توقف عن الأكل بندكت فكان ينظر الى طبقه برهبة روبرت ينظر الى بندكت متفاجئاًوقبل حتى أن يسأل عن صحة الأمر ,

أخرج بيلي بسيولة من تحت المائدة وردته الحمراء و رماها فوق الطاولة

" لا زلت أحبك ..يقول "

بغضب بالكاد ينفجر ,

" أنا ..لم ..أنجبك ..لكي ..تعاشر سيدة عجوزٍ "

نهض روبرت والغضب يسير في عروقه ويجعل دمائه تغلي , أخذ الوردة وقام بتمزيق بتلاتها وتناثرت تلك البتلات في الأرض أمام عين بندكت المحطمة , هرع بندكت من كرسيه و انحنى ليجمع البتلات ,أمسك روبرت كتفه ورفعه وقام بصفعه وكانت صوت تلك الصفعة كفيلاً بأن يوقظ مدينة نائمة ,

" أنت لن ترى تلك المراءة مجدداً ..أبداً "

صرخ بندكت بوجه قائلا ,

" كلا ..لن أفعل حتى لو صفعتني ألف مره "

بصمت روبرت ودهشته صعد الى الأعلى ..وبدأ روبرت يصرخ وتحاول جاكلين تهدأته أما بيلي فلم يتوقع ذلك الصراع فوقف متفاجئاً يُشاهد .

" أنا والدك لن أسمح لك بأن تتكلم معي بتلك الطريقة ..أيها الوغد .."

دفع جاكلين بقوة وتوجه الى السلالم , يضرب باب غرفة بندكت بشراسة وهو جالس خلف الباب مباشرة يبكي بحرقة ,

" لا ترفع صوتك علي أيها الحقير ..تريد أن تضاجع تلك اللعينة أنجلينا أذن ..العجوز العاهرة ..أخرج...سأقوم بتأديبك وتعلميك كيف تكلم والدك "

كاد أن يحطم الباب بسبب رجفاته القوية , استطاعت جاكلين وبيلي أن يبعدوا روبرت قليلاً عن الباب ولكنهم لا زالوا في نفس الرواق ولكن المفاجأه كانت تكمن في خروج بندكت من غرفته قائلا,

" أياك أن تتفوه باسمها بفمك القذر "

صرخ روبرت وحاول أن يدفع بيلي وجاكلين لينقض عليه , كان بندكت مستمر بكلامه ويصرخ بقهر يمزقه,

" كيف تتجرأ أن تدعوا نفسك بأب ..أنت لست أبي ولست فخوراً بأن أكون أبنك ...لا تدعون أنفسكم عائلة أن كنت أبكي طوال الليل ولا أحد كان يسمع بكائي ولا أحد يبالي أن كنت حزيناً أم سعيداً ..لا أحد ..لا أحد كان يعتبرني موجوداً "

بدأ بالبكاء وضرب يده بالحائط بقوة ,

" و لا أحد عاملني كما هي عاملتني...جميعكم مزيفون جميعكم قمتم باستغلال صمتي إلا هي .لذا لا تتجرأ بالتكلم عنها بالسوء وأنت لم تقم حتى بأبسط واجباتك كرجل "

وسط بكاء جاكلين وصراخ روبرت , حذا بندكت خطواته خارجاً وبسرعه الى منزل أنجلينا , ضغط على الجرس وهو يشهق بالبكاء , فتجت أنجلينا الباب وتفاجأت ببندكت وهو يبكي , دون أي مقدمات حضنها بندكت بقوة وهو يبكي و يشهق , حضنته أنجلينا بحنان , وباتت عيناها تدمع لحاله

" لا بأس ..لا بأس ..أنا هنا "

شخص مختلفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن