الفصل الثاني

51 5 1
                                    

استيقظ بندكت من نومه العميق الساعة التاسعة صباحا وبما أن اليوم هو عيد الشكر قرر يشتري له بعض الحلويات التي ستبجه , ارتدى ما يناسبه للذهاب الى البقالة المجاورة , واخذ حلوياته المفضلة وذهب ليدفع حسابه قال محاسب البضاعة بضجر واضح ,

" الحساب 7,15 دولار "

ادخل يديه في جيبيه الخلفي لبنطاله ليخرج محفظته اذا بهي ليست موجودة توتر قليلا , بحث في الجيوب الجانبية ليست هناك أيضا ! ماذا يحدث ؟ هو اول سؤال بدر في ذهنه فزع بندكت والذي زاد من قلقه هو المحاسب الذي يرمق بندكت بنظرات غير صبورة و حادة, وقف بندكت جامدا لا يعرف ما عليه فعله فهو لم يواجه مواقف كتلك من قبل , سمع صوت ضحكه خفيفة رقيقة من خلفه ,ثم عبرت امراءه من جانبه وقالت بصوت يشبه لحن موسيقى رومانسية

" احسب لي هذه مع أغراض الفتى "

بندكت ينظر الى الأرض , شعر بالخجل الشديد لذا تبعها الى الخارج

" انتظري بيتي ليس ببعيد.. محفظتي هناك استطيع ان ارجع .. "

قبل ان يكمل حتى كلماه قاطعته بصوت هادئ كنسيم الهواء البارد وبابتسامة رقيقة

" لا بأس ..عيد شكر سعيد "

ربما قد تكون تهنئه بسيطة لكن تلك الكمات غمرت بندكت من الداخل بعمق .

والان بعد مرور ساعات فقط المنازل اكتظت بالضيوف والأطفال في الحدائق المنزلية يلعبون .. حان موعد عيد الشكر , لذا منزل السيد مور امتلئ بأقاربه ليهنئوا بعضهم على عيد الشكر جلسوا جميعهم على مائدة الطعام يتحدثون , أصواتهم عالية , صوت الضحكات يملئ الجدران , مضى الوقت ومضوا معه , ذهب روبرت مور عند الباب لتوديع ضيوفه , و بندكت في الطابق العلوي عند غرفته , امام مكتبه الصغير واوراقه , اعتاد بندكت ان يكتب كل ما يجول في خاطره يحب الكتابة والخوص في أفكاره والتعبير عنها وماذا حدث معه خلال اليوم او ما أراد ان يحدث معه خلال اليوم فهو يحب ان يشكي ويتكلم الى الأوراق انها هوايته المفضلة .

لذا كتب في اول صفحه من كراسته وعنوانها ,

" شخص ما تمنى لي عيد شكرا سعيد "

وبدا يدون وهو متكئ على ذراعه اليسرى وواضعا يده على خديه , وأصبحت يده اليمنى تتحرك بالقلم ,

" ربما انني كنت احمق لأنني نسيت محفظتي ولكن بسبب ذلك , حصلت على تهنئه من شخص ما .. انا لا اعرفها حق المعرفة لكن .. لا احتاج ان اعرفك لكي اهنئك اليس كذلك ؟؟

ابتسامتها كانت صادقه لدرجة انه احسستني بأني انني لازلت على قيد الحياة .. او ربما بانني فقط وضيع , على الاغلب هي تعتقد ذلك او قالته انا .. انا لا اعلم ولا اريد ان اعلم "

شعر بنفحة هواء من النافذة لذا .ذهب لإغلاقها, قام بثنيها لكنه تفاجئ بما رأه من خلال نافذة جاره , عندما أدرك بندكت ان الشخص الذي امامه هو نفس السيدة التي دفعت مال بقالته, اغلق ستاره بسرعه ولم يتحرك من مكانه بدأت الأسئلة تجوب في رأسه,

" هل هي كانت تعرفني ؟؟ هل كانت ... تعرف بأني جارها ؟ "

جلس في كرسيه

" مثيراً للشفقة "

وعلى تلك الكلمة انتهى يومه .

شخص مختلفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن