شخص مختلف

الفصل الثالث

بندكت رأسه على مكتبه وحوله أوراقه متبعثرة , شعاع الشمس اخترق شعره الأسود , فتح عيناه معلناً استيقاظه , لذا استقام ظهره وفرك عينه وأرتدى نظارته التفت عيناه الى النافذة قام بفتحها ليعرف ما سبب تلك الضجة التي أيقظته وسمع بعض اعمال البناء المجاورة يعملون لان العطلة انتهت لذا عاد الجميع الى أعمالهم , امسك باب نافذته ليغلقها اذا بعينيه تسقط بناظريها بغير قصد الى نافذة جارته صاحبة مال البقالة لمحة خافتة فقط لتخبره بان الغرفة كانت خالية من وجودها أغلق نافذته بسرعه , واستعد ليقوم بتغير ملابسه , لذا ارتدى قميص باللون الأبيض والمخطط باللون الأزرق الداكن قصير الكم وارتدى بنطال ونزل الى الطابق السفلي ليتناول الإفطار مع عائلته ,

على طاولة الطعام بينما الجميع يأكل ,

" قميص لطيف "

قال بيلي الى اخاه بندكت نظر الاخر الى قميصه وهو يأكل ضحك بيلي ضحكة مستهترة

أردف قائلا,

" قميص قبيح ...لا تقلق وتأخذه بجدية ..أعني ليس كما لو ان رداءك كان جميلا سيتغير شكلك .."

قاطعته الام جاكلين بصوت مرتفع ,

" كفى "

صمت ونظر الى طعامه وقال بصوت خافت ,

" من المخجل حقا ان نسير معك في نفس الطريق "

جاكلين نظرت اليه بحده ,

"بيلي "

" ماذا ؟ أتعلمين ماذا انا انتهيت من طعامي "

رحل من مكانه وترك كلماته السامة , اما بندكت اكمل طعامه رغم الاهانة التي تعرض لها , بندكت ليس شخصية حساسة ... صحيح هو يحتاج الثقة بنفسه ونزح الأفكار السلبية من رأسه ولكن بندكت لديه مميزاته واهمها بأنه لا يتأثر بالكلام السيئ فهو يقوم بالتكيف معه أي انه يعتاد عليه ولا يقوم بردعه كما يجب لكن فقط يقوم بتجاهله , لذا بالنسبة لكلام بيلي اليه فهو شي اعتادت عليه نفسه ولكنه شعر بالقهر لموقف والديه فهو يريد العدل والأنصاف , بالنسبة للأب روبرت فهو داخل ذلك النقاش لا يفعل شيئاً سوى الجلوس على كرسيه ويتصفح الجريدة فلم يتكبد عناء بالتدخل بينهما فهو متأكد بأن زوجته ستقوم بذلك بدلا عنه , اخذ بندكت حقيبته وعندما أراد الخروج تبعته والدته مع أكياس القمامة ,

" عزيزي أخرج أكياس القمامة " ,

اخذ بندكت أكياس القمامة معه وخرج ليلقيها في حاويات القمامة , ألقى كيسه في الحاوية المشتركة , سمع صوت كيس يسحب ويخدش الأرض , إذا بأنجلينا تسحب كيس القمامة بإهمال لكنه ثقيل لذلك هو متمسك في الأرض تمزق جزء من الكيس وتناثرت بعض المخلفات فجثت على ركبتيه لتلتقطها , هرع بندكت منتهزا الفرصة لمساعدتها لرد جميلها التي فعلته له , جرى إليها قائلا