كهف جهنم (4)

256 33 2
                                    

"(تميم).. لاتصدر صوتا.. الهجانه لا يعرفون الرحمة يا ولدى.."

قالها الاب وهو يصعد الجبل بحذر شديد وخوف حاول ان يداريه عن ولده الا انه انتقل الى الشاب الذى ارتجفت اوصاله وهو يصعد مع والده ويقفان خلف صخرة فى اعلى الجبل ينظرون الى منطقة اشبه بوادى يختبأ خلف عدة جبال ومن بعيد بدى زعيم الهجانه وهو يجلس على كرسى قديم متهالك لكنه شديد الضخامة اشبه بوحش يجلس على عرش قديم..

ومن حوله وقف العديد من الرجال يحملون مناظر قاسية وبعضهم ملثم وفجأة ظهر رجل من بينهم بدا وكأنه كبيرهم فصرخ فيه الزعيم بحدة:
-(فزاع) انت تعرف اننى لا اسمح بالفشل..

قالها وهو يلوح بسلاح ضخم فى يده مكملا:
-هل احضرته ام لا؟؟!!

بدا (فزاع) ثابتا وهو يشير لرجلين فتقدموا حاملين رجل مربوط اليدين والقدمين ومعصوب العينين بشدة وألقوه وسط دائرة الرجال فانطلقت ضحكة الزعيم ليرددها صدى المكان وهو ينظر لرجاله هاتفا:
-هنيئا لك يا (فزاع) كنت اعرف انك لها..

قالها وهو يتقدم بوجه امتلأ بالضربات والتجاعيد التى زادته بشاعة حتى دنا من الرجل الملقى وسط الوادى ونزع الغطاء عن عينيه ليظهر وجه الرجل المغطى بالدماء وابتسم الزعيم ليظهر صف من الاسنان المعدنية التى زادته بشاعة وهو يصرخ فى الرجل:
-هل ظننت انك ستفلت بفعلتك ايها الغبى.. للاسف كنت اظنك اذكى من هذا بكثير..

واقترب اكثر وسط امارات الرعب التى ارتسمت على وجه الرجل وهو يهتف:
-ارجوك سامحنى.. ارجوك.. الرحمة..

انطلقت ضحكت الزعيم بكل وحشية حتى ان قلب اشجع الرجال انخلع من مكانه قبل ان يقول:
-الرحمة.. انت تعرف ان هذا الصنف نادر هنا.. لكنى قررت ان اجلب لك بعضا منه.. فانت تستحق ان ارحمك يا رجل كما رحمت من قبلك.. اليس كذلك يا (فزاع)؟؟!!

بدا (فزاع) ثابتا وهو يجيبه:
-خيانه الهجانه ليس لها عقاب سوى الموت.. لكن ما يراه الزعيم ينفذ..

انطلقت ضحكة الزعيم بشكل جنونى لتهز المنطقة الجبلية حتى ان رجاله تراجعوافى حدة خوفا من اى رد فعل مفاجىء منه لكنه فجأة قطع الضحك ونظر للرجال من حوله صارخا:
-اعلموا جميعا ان القانون هنا هو ما يقوله الزعيم فقط.. لقد ظن ذلك الكلب انه يستطيع خيانة زعيم الهجانه وانه سينجو بفعلته لكنى احضرته وكنت قادر على احضاره من قلب جهنم..

بدا الرجل وكأنه على مشارف الموت الا ان الزعيم هدأ فجأة على غير العادة وهو يقترب من (فزاع) ذلك الرجل الاسود البشرة ضخم الجثة بارز العضلات وهو يقول:
-لكن الرجل طلب الرحمة..

وبحركة مفاجأة سحب سلاح من حزام (فزاع) واطلق رصاصاته على رأس الرجل المقيد فإنفجرت الدماء لتغطى وجهه بأكمله ويخر صريعا وسط المكان وفى لحظة صمت الجميع..

كهف جهنم (أ. حسام أبوحطب) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن