كهف جهنم (12)

125 19 0
                                    

نظر لهم (آدم) بنظرة نارية وهو يكمل مقاطعا إياها فى عصبية كأنها لم تتحدث :

-بل أظن أننى أصبت الحقيقة.. وأظن أنكم تعرفون شيئا.. أخفيتموه عنا.. وكان عليكم أن تخبرونا كل شىء من البداية.. 

قالها وإنتظر إجابتهم.. 
بينما جاوبه منهم صمتاً.. 
وهم ينظرون الى بعضهم البعض
ومن بعيد خرج من بين الشقوق كتلة سوداء رخوية تزحف بين الصخور فى هدوء حتى أن أحدا لم يشعر بحركتها وفى مقدمتها عينان تشعان بلون أحمر كالدم.. 
تطلعت اليهم.. 
وأخذت تقترب منهم.. 
وتقترب.. 
وتقترب.. 
ثم توقف ذلك الكائن لحظة وهو ينظر لهم من بعيد وغاص بين الصخور مختبأً يترقبهم.. 
بينما تردد هيثم للحظة قبل ان يقول:
-نعم.. أخفينا بعض الاشياء البسيطة.. لكنها تفاصيل غير هامة لن تغير من الامر شىء.. 

تطلع له (آدم) فى حيرة متسائلا:
-ومن حدد انها اشياء غير هامة؟؟!!.. أنتم.. 

قالت (سارة) فى صعبية:
-لو أخبرناكم بالحقيقة لما جئتم معنا الى هنا.. لم يكن أمامنا سبيل غير ذلك.. 

نظر (آدم) لها نظرة حادة صارخا:
-على الأقل كنا سنستعد لمواجهة هذه الكائنات البشعة التى لا نعرف عنها شىء.. 

ونظر الى صدره حيث الوشم المرسوم كقبضة وحش مكملا:

-أو سنعرف مايعنيه هذ؟؟.. وأى خطر نواجه بالضبط.. والله اعلم بما اصاب (أدهم) و(فارس) وربما لن نراهم مرة اخرى بسبب تلك الاشياء التى اعتبرتموها بسيطة لا أهمية لها.. 

ثم نظر لهم فى غضب هاتفا:
-الآن أريد أن أعرف كيف بدأ الأمر كله.. من البداية وبالتفاصيل.. 

سحب (هيثم) زجاجة مياه من حقيبته ارتشف نصفها على الاقل ثم قال:
-البداية بسيطة جدا.. لقد بدأ كل شىء أثناء الاجازة الاخيرة عندما سافرت(سارة) الى بلدتها القديمة.. حين أصرت عائلتها على الذهاب لحضور ذكرى وفاة جدها الذى لا تتذكر عنه شيئا ولم تراه من قبل.. 

أكملت (سارة) :
-نعم.. إضطررت لقضاء عدة أيام فى بلدة ريفية ومنزل أثرى قديم قدم الزمن ذاته.. فى بلدة ينام فيها الناس بحلول الظلام ويستيقظون مع اول خيوط الفجر.. وهو الامر الذى لم اعتاده يوما.. فمر اليوم الاول مملا بشكل عجيب.. 

ثم تنهدت مكملة:
-كان لابد من فعل شىء ما فى اليوم التالى لكسر حدة الملل .. أى شىء.. وقررت العودة للمدينة بأى شكل لكن للأسف البلدة معزولة ولا طريقة للخروج منها سوى سيارة أبى الخاصة.. وبالتالى صرت مضطرة للبقاء سجينه فى تلك البلدة.. لا انترنت ولا شبكات للهواتف المحمولة ولا شىء فى البلدة يبدد ذلك الملل.. لكن مع حلول الظلام كان فى انتظارى مفاجآة غير متوقعه.. 

نظر لها (آدم) بإهتمام فأكملت:
-كان الظلام قد حل فى البلدة فنزلت الى الحديقة عندما وجدت من يهمس من بين الاشجار.. كان الامر مرعبا ظلام الليل مع شخث يطل عليك من بين الاشجار ويهمس هى طريقة عجيبة لتوصيل رسالة لكن الفصول كاد أن يقتلنى فإقتربت قليلا حتى اكتشفت وجود إمرأة عجوزا بين الاشجار تنظر لى بعيون تلتمع وسط ظلام الليل طلبت منى الافتراب وقالت ان كلامها قد يبدو غريبا لكنه حقيقى وسأدرك ذلك بنفسى.. 

كهف جهنم (أ. حسام أبوحطب) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن