كهف جهنم (9)

179 29 2
                                    

كادت ابتسامة (أدهم) تتسع وهو ينظر للوحش الذى سقط بلا حراك قائلا:
-يا إلهى إنها معجزة..اتعرف لقد تخيلت للحظة فى الظلام أن عيناك تشع بضوء أحمر.. يبدو أن ذلك الكائن كتم انفاسى حتى ادى نقص الاكسجين فى جسدى لمختلف مظاهر الهلوسة.. 

الا ان صديقه(فارس) التفت اليه ناظرا له بتلك العيون الملتهبة كجمرتين من نار.. 
فأدرك أنها لم تكن مجرد هلوسة.. 
وتقافزت دقات قلبه بسرعة.. 
فى رعب.. 
وفزع.. 
بلاحدود.. 
وهتف وهو يتراجع:
-(فارس) ماذا أصابك؟؟!!.. ماذا حدث؟؟!! 

قالها وأشهر سلاحه فى وجهه بخوف فجاوبته نظرات صديقة البارده وعيونه الحمراء المشتعله كجمرتين من دم وهو يتقدم بهدوء نحوه فصرخ فيه:
-توقف.. ارجوك توقف لا اريد اطلاق الرصاص .. لا تدفعنى لذلك.. لاتدع الامور تخرج عن السيطرة.. 

استمر صديقه فى التقدم كأنما لايسمع ولا يبصر وعيونه تكاد تغلى بحمم من جهنم.. مم دفعه الى التراجع قدر الامكان حتى التصق بالحائط وهو يلوح بمسدسه هاتفا:
-حسنا أنا لا أمزح.. إما أن تتوقف أو سأطلق النار.. هل تفهم.. سأطلق النار فورا.. 

قالها موجها سلاحه الى قدم صديقه وقرر اطلاق الرصاص لايقافه.. 
وضغطت يده زناد مسدسه.. 
و.. 
شيئا لم يحدث.. 
لقد نفذت رصاصاته فى مواجهة ذلك الكائن العظمى الشرس.. 
ومازال (فارس) يتقدم نحوه صامتا.. 
وعيناه الحمراء تطلق شرارات الرعب فى قلب (أدهم).. 
الذى نظر يمينا ويسارا من حوله مرتبكا.. فقد رأى بنفسه كيف دبت القوة والشجاعه فى جسد صديقه (فارس)فجأة على غير عادته.. حتى أنه هاجم ذلك الكائن العظمى ذو اللسان المشقوق بيديه الحرتين فقط.. 
لن ينسى أن الكائن الذى بث الرعب بداخله ارد الهرب بمجرد رؤية عيون (فارس) الحمراء.. 
الذى هاجمه بشراسه.. 
بل وقضى عليه.. 
وفجأة.. 
توقف (فارس) وسقط على قدميه أرضا.. 
وأمسك رأسه وهو يطلق صرخات متعددة كأنما يتألم فى قلب الجحيم ومن بين صرخاته نظر لصديقه هاتفا:
-(أدهم) إبتعد.. بسرعة.. 

قالها وعادت صرخاته تنطلق مرة أخرى وهو يمسك برأسه وكأن الألم يزداد.. 
ويزداد..
وتعجب (أدهم) عندما نظر له صديقه فقد عادت عيناه طبيعية للحظة واحدة كأن شيئاً لم يحدث.. 
الا أن (أدهم) لم يجد أمامه سوى حل واحد..
وهو الهروب من صديقه.. 
بأى شكل.. 
فاطلق العنان لقدميه وانطلق بأقصى سرعة له عبر الممرات الصخرية التى لا يعرف الى اين قد تقوده.. لكن كل ما يشغله هو الابتعاد عن هذا الجحيم الذى ابتلع صديقه.. 
وفجأة توقف (أدهم) مفكرا.. 
لقد عادت عينا صديقه طبيعية للحظة.. 
ماذا لو كان ما أصابه مرض يمكن الشفاء منه.. 
ماذا لو كان عليه البقاء الى جواره وعدم تركه فى تلك اللحظة الصعبة.. 
وهنا فقط قرر العودة بسرعة على أن يراقب صديقه (فارس) من بعيد حتى يطمئن أنه لم يتحول لشىء آخر.. 
شىء بشع.. 

وقف مترددا للحظة.. 
لكنه فى النهاية قرر العودة.. 
تحسس الطرقات الصخرية الباردة.. 
وما أن إقترب من تلك القاعة الصخرية حتى إتسعت عيناه رعبا.. 
فعلى ضوء الكشافات التى ألقاها فى القاعة الصخرية رأى (فارس) يصرخ صرخات متعددة تخلع أعتى القلوب من مكانها.. 
صرخات ألم.. 
ورعب..
وفزع.. 
وعيونه تضىء بتلك الحمم الحمراء كأنها تغلى.. 

كهف جهنم (أ. حسام أبوحطب) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن