كهف جهنم (أ. حسام أبوحطب)

كهف جهنم (15)

مع توسط الشمس لسماء وادى جهنم توقفت سيارة زعيم الهجانه بحدة ونزل منها الرجل الضخم وابتسامته الصفراء تعلو وجهه الملىء بالتجاعيد والضربات فى حين وقف فى استقباله (فزاع) الذى بدا أكثر سعادة منه وهو يهتف:
-سيدى الزعيم.. اهلا بك..

كشر الزعيم متسائلا:
-هل أمسكتم به حيا..

اومأ (فزاع) إيجابا قائلا:
-كما طلبت ياسيدى.. لقد أمرت الرجال بمحاصرته وعدم ترك ولو فرصة واحدة له للهروب وأمسكوا به ومعه اثنان من رجاله..

ثم مال عليه بخبث مكملا:
-يبدو اننا عرفنا من كان وراء مراقبة الهجانه خلال الفترة الماضية.. وعرفنا من ان يختبىء فى الكهف..

بدت الحيرة على وجه الزعيم وخو يفكر بصوت مرتفع:
-لكن ان كان هناك من يتخذ من الكهف ستارا فهذا يعنى ان تلك الاساطير التى تقال حول الكهف ليست الا ستار يتخذه هؤلاء الاوغاد لابعادنا عن الكهف..

ابتسم (فزاع) قائلا:
-سيدى الامر سيتضح اكثر حين ننفذ الخطة التى أخبرتنى بها..

ثم نظر للصندوق الاسود فى مؤخرة السيارة مكملا:
-والا سيكون لدينا خطة احتياطية بالتأكيد..

انطلقت ضحكة (الزعيم) بشراسة وهو يرى نظرة (فزاع) الوحشية صارخا:
-لقد تعلمت يافزاع جيدا كيف تكون الامور..

ثم اختفت ضحكته فى لحظة واحدة وكشر فجأة وهو يجذب (فزاع) من ملابسه صارخا:
-أين ذلك الكلب الان..

تراجع (فزاع) فى حدة وهو يشير برعب الى خيمة جانبية قائلا بصوت متحشرج:
-إنهم هناك.. هناك..

وللحظة بدت نظرة الزعيم لفزاع كأنها تحمل الجنون بعينه حتى ان فزاع تسائل فى نفسه :
-أى وحش تحول له ذلك الرجل بالضبط..

انتزعه من افكاره ترك الزعيم لملابسه واتجاهه الى كرسى ضخم فى احد اركان المكان وهو ينظر الى الخيمة المشار اليها صارخا:
-إجمع الرجال ولتأتينى بهم أريدهم أمامى..

وانطلقت صرخته بوحشية اكبر:
-الآن..

لم يكد ينهى صرخته حتى صرخ غزاع فى رجاله يجمعهم وامرهم بإحضار (جاسم) و(تميم) ووالده وفى لحظات كان رجال الهجانه قد أحاطوا المكان فيما يشبه الدائرة والتى القى وسطها ثلاث رجال مقيدين من ايديهم خلف ظهورهم.. وعلى رؤسهم اغطية سوداء لمنع الرؤية..
وللحظة عم الصمت الجميع وهم يشاهدون الزعيم يتطلع بشراسة للثلاثة الملقون ارضا والى جواره سلاحه الضخم الذى تكفى قذيفة منه لتفجير ثلاثتهم ..
فجأة قطع الزعيم الصمت وهو يقوم من مكانه متجها ببطىء شديد الى الثلاثة منتزعا الغطاء عن اولهم قبل ان يقول مندهشا وهو يجذبه:
-ماهذا ايها الاوغاد.. انه طفل.. مجرد طفل..

تلوى الطفل فى يده صارخا:
-إبتعد عنى ايها الوغد انا لست طفلا.. واياك ان تلمسنى مرة اخرى.. يازعيم الاغبياء..