في غرفتها الفوضوية التي تقوم بترتيبها مرة كُل عدة أشهر تجلس بتملل على مكتبها المليئ بالأوراق الملقاه بعشوائية والأطباق الفارغة تُفسح المجال لحاسوبها ليقع بعض الأوراق والأكياس الفارغة على الأرض لكنها لم تهتم. وضعت حاسوبها لتقوم بفتح بريدها الإلكتروني، تقوم بإعادة تحميل الصفحة عدة مرات مُنتظرة إشعارًا بعينه فهذه أصبحت عادتها مؤخرًا مُنتظرة إشعارًا مُعين. قفزت بحماس عندما ظهر رقم 1 على صندوق الإشعارات لتفتحه مُبتسمة بتوسع وتعبس مجددًا عندما وجدته مُجرد إعلان غير مهم. زفرت بضيق وعادت مُجددًا لإعادة تحميل الصفحة. أعادت الكره عدة مرات حتى أتاها إشعارًا مُجددًا أخيرًا، قرأته بصوت عالي وحماس.
«فريدة حامد، نُعلمكِ أنه تم قبول سيرتك الذاتية المُقدمة إلى جريدة الحرية، موعد مُقابلتكِ غدًا الساعة الثانية عشر صباحًا، نرجو عدم التأخير.» صاحت فريدة بحماس بعد قرائتها لمحتوى الرسالة التي وصلتها.
وأخيرًا تم قبولها في جريدة من أصل عشر جرائد تركت سيرتها الذاتية بهم. ولكن، هل هذا مُهم بعدما قُبلت في إحدى الجرائد؟ بالطبع لا.
فرغم كونها تخرجت منذ سنتين كانت صدمة للعائلة أن تحصل على وظيفة بعد تخرجها مُباشرة وبدلًا من نظرة الإحتقار التي كان ينظر لها عائلتها بها كونها إختارت أن تدرس بكلية الإعلام بدلًا من الطب او الهندسة كما باقي أفراد العائلة، أصبحت مثال يُحتذى به لأنه وبعد عده أشهر فقط أستطاعت أن تُثبت نفسها في مجال الصحافة وأصبحت مشهورة في عالم الصحافة ولكن للأسف لم تكتمل نظرة الفخر حيث قامت الجريدة بفصلها بعد عدة أشهر بسبب مقال قامت بنشره. ولحسن حظها أن والدها كان أول الداعمين لها في مشوارها ولم يأبه لحديث عائلته وعاداتهم وتقاليدهم، لذا كان يجب أن يكون هو أول من يعلم بخبر قبولها في إحدى الجرائد.
وفور أن فُتح الخط على الجهة الأخرى إستمعت فريدة إلى صوت والدها الذي بث الراحة إلى قلبها.
«هاه يا بنتي طمنيني ايه الأخبار؟» تسآل والقلق على إبنته واضح بصوته. «أحنا اتفقنا إنها هتبقى أخر محاولة وبعدها هتيجي عشان تبقي معايا انا وامك.» أكمل عندما لم ترد عليه فريدة لتبتسم بتوسع رغم معرفتها بأنه لن يراها.
«مافيش داعي يا بابا بكرة هروح أعمل مقابلة خلاص.» أتاه صوتها السعيد لتتهلهل أساريره ويُطلق زفيرًا براحة.
«أخيرًا يا بنتي، ربنا يوفقك وإن شاء الله تتقبلي ويحققلك كل اللي بتتمنيه.» أصبح صوته سعيد لسماع الأخبار الجيدة من إبنته.
«إدعيلي يا بابا والنبي وقول لماما تكثف الدعاء.» تحدثت فريدة برجاء.
«بندعيلك يا حبيبتي من غير ما تقولي ربنا يوفقك يا رب ويريح بالك.»
«أمال فين ماما؟» تسآلت.
«في السوق يا حبيبتي أول ما تيجي هخليها تكلمك تباركلك بنفسها.»
أنت تقرأ
يوميات صحفية
General Fictionمرحبًا جميعًا أنا الصحفية فريدة حامد، أكتب في جريدة تُدعى الحرية سلسلة مقالات بعنوان يوميات صحفية. حيث أسردُ ما أتعرض له أنا والكثير من الفتيات خلال يومنا الطبيعي؛ بسبب المجتمع الذي نعيش فيه. ملحوظة 🛑: الرواية +16 لأنها تُناقش قضايا حساسة ومهمة م...