7

26 7 6
                                    


تنبيه: يحتوي الفصل على ألفاظ قوية ومشاهد عنف مما قد يُزعج بعض القراء.

تجلس فريدة على حاسوبها بينما تقرأ إحدى المقالات المكتوبة على الإنترنت تخص الموضوع الذي ستكتب عنه هذا الاسبوع.

قاطع تركيزها في المقالة صوت هاتفها الذي يقبع بجانب حاسوبها وبجانبه كوب الشاي الفارغ، تركت عينيها ما كانت تقرأه قبل ان تلتقط هاتفها وترى أن المُتصل رقم غير مُسجل.

فتحت الخط بغير إكتراث لتتفاجأ بصوت المتصل وملامح الذعر بدت على وجهها.

«وحشتيني.» شعرت بإن الدم قد حُبس لا يصل إلى عقلها، لسانها إنعقد وفجأة ذكريات من الماضي حلت على ذاكرتها.

«طبعًا كنتِ فاكرة إنك خلصتي مني. بس عايز افاجئك، أنا في مطار القاهرة وراجع مخصوص عشانك يا فريدة. عشان تعرفي معزتك عندي بس. سي يو.» أغلق الخط بينما هي متصنمة، لا تستطيع إستيعاب إن كابوسها قد عاد مجددًا ومن نبرته يبدو أنه لا ينوي على خير أبدًا. وكأن ما فعله لم يكن يكفي بالفعل.

أول ما جاء ببالها هو الإتصال بداليا صديقتها والتي تعلم تفاصيل ما حدث.

«داليا إلحقيني، عمر رجع من السفر. لسه قافل معايا وواضح إنه جاي عشان ينتقم. أنا خايفة أوي.» وأخيرًا إنفكت العقدة وبدأت فريدة بالتحدث بوتيرة سريعة ومتوترة.

«اهدي طيب، متقلقيش انتي موقفك كويس ومش هيقدر يعملك حاجة.»

«موقفي كويس ايه بس يا داليا انتي عارفة كويس هو يقدر يعملي ايه والناس هتصدقه كالعادة.»

«ما تجربي تحكي طيب لجارك الظابط دة وشوفي ممكن يعمل ايه؟» إقترحت داليا.

«باسم؟ مش عارفة، انا بقالي اسبوعين مقابلتوش اصلا والشقة طول الوقت مضلمة تقريبا مش هنا.» نطقت فريدة وهي تمرر يدها على شعرها وتنفخ الهواء بفمها وتدور بأنحاء الغرفة بقلة حيلة.

«استنيه لما يجي طيب واحكيله، متقلقيش كل حاجة هتبقى كويسة. اه واعملي للحيوان دة بلوك عشان ميعرفش يوصلك تاني.» رُغم أن داليا كانت بدورها قلقة على صديقتها لكنها تداركت الموقف وقررت مسانده فريدة بدلًا من إظهار القلق بدون داعي.

أغلقت فريدة الخط مع داليا وأكملت الدوران في أنحاء الغرفة محاولة إخراج التوتر وعندما فشلت قررت الخروج والجري قليلًا لعل ذلك يخفف من توترها.

وبعد كل هذه المحاولات فشلت في إبعاد تفكيرها عن عمر وحالة الذعر التي سببها سماع صوته من جديد.

ذلك الذي تسبب بجرح لن يزول مهما حاولت، الذي دمر براءة فريدة وأيقظها من أحلامها الوردية، لم تتمكن من إخراج ذكرياتهم معًا أو غدره بها، مما جعلها تعزم على أن تتأكد بأنها أخذت حقها هذه المرة.

يوميات صحفيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن