تجلس فريدة في مكتبها بالجريدة تضع لمساتها الأخيرة على المقال لتُقرر أن تفتح هاتفها وتعبث به قليلًا لأنها تعبت من العمل.
ظهر أمامها منشور لأحدى الفتيات منتشر ليشد إنتباهها محتواه.
«بمناسبة الحادثة الأخيرة حبيت أحكي قصتي، اللي في جامعة القاهرة ممكن يستوعب اللي هقوله دة اكتر، احنا في جامعة القاهرة الناس اللي جاية من محافظات أحيانًا بنجمع بعض وناخد شقة في بين السرايات اللي يفصل بينها وبين الجامعة شارع واللي منطقة نوعًا ما شعبية، كنا أربع بنات من محافظات مختلفة وفي يوم واحدة صاحبتنا كان زميل ليها جايبلها ورق وخدته منه في السبت مطلعش حتى البيت، وقتها صاحب المكتبة اللي تحت البيت طلع ومعاه عصاية عايز يدخل للبنت دي يربيها! لولا إننا وقفناله ومرضيناش نفتح الباب مش عارفة كان ممكن يحصل ايه، بعدها باباها جه من البلد وخدها بس أنا بجد مش فاهمة ايه دخل صاحب المكتبة بصاحبتي وزميلها!»
شعرت فريدة بالغضب يتسلسل إليها من جديد، ما دخل صاحب المكتبة ليتدخل بضيوف الفتاة؟ ما تلك المهزلة التي تحدث! كيف يسمح لنفسه بالتدخل بهذا الشكل بشيء لا يخصه؟
«صباح الخير يا أستاذ حاتم، أتفضل حضرتك المقال اهو.» تحدثت فريدة وهي تعطي المقال لحاتم ليأخذ الأوراق من يدها ويومئ لها.
«تمام هقراه وهبلغك لو في حاجة محتاجة تتعدل أو حاجة.»
«تمام، عن إذنك.»
عادت فريدة إلى مكتبها وعلامات القلق تعتريها، تُرى ماذا سيكون رد فعل الجمهور عندما يقرأ الخبر؟ هل سيقرأه أحد من الأساس أم سيغطيه الغبار لأن الجريدة لا يقرأها أحد، لكن بالنهاية قررت أن توقف قلقها الذي لا داعي له وبدأت تُفكر في مقالها الجديد وماذا ستكتب به. لم يمر الكثير من الوقت حتى قام حاتم بمناداتها لتعود إلى مكتبه تحاول إخفاء توترها.
«المقال حلو جدًا، فيه بس شوية حاجات لازم تتشال قبل ما ينزل عشان ممكن تعملنا مشاكل.»
بدأ حاتم بمناقشتها ببعض النقاط التي تخص المقال وأشياء من الممكن أن تجعله أقوى، وبعد عدة تعديلات أصبح المقال جاهز للنشر.
نُشر المقال ولمدة يومين لم تحصل فريدة على رد الفعل الذي كانت تتوقعه، لقد توقعت إن يقرأه الجميع ويُصبح حديث الساعة، أن يكون المقال هو سبب شهره الجريدة من جديد، أن يدعمها ويدعم موقفها فتيات مواقع التواصل الإجتماعي خاصةً أنها قامت بنشر بعض الأجزاء منه ولكن لم يراه سوى بعض من أفراد عائلتها وبعض الأصدقاء الذين يدعمونها.
جلست أمام حاسوبها بإحباط تراقب المقال وتقرأه وكلما إنتهت منه تُعيد قرأته من جديد، إنشغلت به ولم تلاحظ أن اليوم هو الثلاثاء ويجب أن تبدأ بكتابة مقال جديد لتسليمه يوم الخميس.
أنت تقرأ
يوميات صحفية
General Fictionمرحبًا جميعًا أنا الصحفية فريدة حامد، أكتب في جريدة تُدعى الحرية سلسلة مقالات بعنوان يوميات صحفية. حيث أسردُ ما أتعرض له أنا والكثير من الفتيات خلال يومنا الطبيعي؛ بسبب المجتمع الذي نعيش فيه. ملحوظة 🛑: الرواية +16 لأنها تُناقش قضايا حساسة ومهمة م...