«ألو، صباح الخير. أزيك يا بابا.» كانت فريدة تقف بالشرفة تُحدث والدها على الهاتف الذي تهللت أساريره بسماع صوتها.
«ازيك يا بنتي، إنتِ ايه الأخبار عندك؟» تسآل والدها وصوته يملؤه البهجة بسماع صوتها.
«بخير يا حبيبي الحمد لله، ماما عاملة ايه؟» دخل باسم شرفته ليجد فريدة واقفة تتحدث بالهاتف وإنعقد حاجباه عندما سمعها تقول لأحدهم حبيبي، لكنه خمن أنه والدها عندما سألته عن والدتها.
«كلنا كويسين الحمد لله، مش هنشوفك قريب يا بنتي؟ احنا اخر الشهر اهو.» تحدث بنبرة متسآلة.
«كدة يا بابا تحرق المفاجأة دانا كنت عملالكوا مفاجأة إني جاية كمان يومين خلاص.» أجابت فريدة مُدعية الإستياء ليضحك والدها.
«معلش يا حبيبتي من شوقي ليكِ بقى هعمل ايه. تيجي بالسلامة يا قلب بابا.» نطق والدها تابعًا حديثه بكحة حادة.
«هي الكحة رجعت تاني؟ أنت رجعت تشرب سجاير تاني ولا ايه؟» تسآلت فريدة بقلق لينفي والدها بعدما توقفت الكحة.
«سجاير ايه بس يا بنتي، متقلقيش انا كويس دي مجرد كحه.» تفوه والدها، محاولًا طمأنتها رُغم أنه منذ يومين وهو يشعر بثقل في صدره ويلتقط أنفاسه بصعوبة بالفعل.
«يا بابا متستهونش بالموضوع انت عارف إن حالتك مش عادية، ابقى خد ماما وروح أكشف عشان نتطمن حتى متكسلش والنبي عشان لو في حاجة نلحقها.» تلفظت ليومئ لها والدها رُغم أنه يعلم أنها لا تراه.
«متقلقيش عليا انا كويس، يلا بقى هسيبك تشوفي شغلك، مع السلامة.» أغلقت فريدة الخط بعدما تبادلت معه السلام وأكدت عليه أن يذهب إلى الطبيب.
«باباكِ؟» تسآل باسم رُغم أنه يعلم الإجابة ليفتح معها حديث.
تنهدت تنهيدة طويلة قبل أن تُجيبه.
«اه، كان عنده سرطان في الرئة من كام سنة بسبب السجاير بس الحمد لله اكتشفوه في الاول ومكانش محتاج عمليات ولا كيماوي العلاج كان جايب نتيجة، بس مش عارفة. قلقانة، كدة كدة هسافرلهم كمان يومين هبقى اتاكد إذا كان راح المستشفى ولا لا.» تحدثت بينما ينصت لها بإهتمام وأومأ بالأخير.
«تروحي وتيجي بالسلامة.» علق لتبتسم له شاكرة.
«صحيح عملت ايه مع مامتك وأختك؟» سألته فهي لم تقابله منذ أن كانا معًا بالمتجر.
«عايزة الصراحة؟ حاولت أعمل مكرونة بشاميل وطاجن لسان عصفور بس حطيت الحاجة في الفرن وقعدت ألعب على اللاب توب نسيتهم لحد ما شميت ريحة شياط. الاكل أتحرق ومامتي لما جت قعدت تهزقني رغم إني طلبتلهم دليڤري. بس كانت جايبة معاها اكل عشان عارفة إني فاشل في المطبخ.» قال لتضحك فريدة بغير تصديق.
أنت تقرأ
يوميات صحفية
General Fictionمرحبًا جميعًا أنا الصحفية فريدة حامد، أكتب في جريدة تُدعى الحرية سلسلة مقالات بعنوان يوميات صحفية. حيث أسردُ ما أتعرض له أنا والكثير من الفتيات خلال يومنا الطبيعي؛ بسبب المجتمع الذي نعيش فيه. ملحوظة 🛑: الرواية +16 لأنها تُناقش قضايا حساسة ومهمة م...