مر يومان منذ مقابلة فريدة بالجريدة ومن يومها وهي تبحث عن شيء تكتب عنه أولى مقالاتها بالجريدة ولكن عقلها يأبى أن يُفكر في شيء تكتبه.
أغلقت حاسوبها بضجر وخرجت إلى الشرفة وكوب الشاي في يديها تستمتع بالهواء الذي يُداعب وجهها نظرت إلى القمر وتنهدت، ها هو يومٌ أخر يضيع دون الكتابة.
قاطع عزلتها وتفكيرها صوت جرس الباب مما جعلها تترك كوب الشاي وتتوجه إلى باب الشقة لتفتحه وتتفاجأ بجارها يقف ناظرًا للأرض بتوتر يحمل في يديه صحن وُضع عليه كعك.
«مساء الخير، حبيت أعتذر عن سوء التفاهم اللي حصل من يومين، ودي هدية عشان أثبت صدق إعتذاري وعشان تعرفي برضه إن الظباط مش حثالة المجتمع، رغم إني لسه معرفش إنتي عرفتي منين إني ظابط.» تحدث دُفعة واحدة بإبتسامة بسيطة يحاول إزالة التوتر من صوته وقد نجح بالفعل لتأخذ منه الصحن.
«هدية مقبولة وأعتذار مقبول. بس، مظنش إنك لما ترشيني بكيكة هغير رأيي فيكم.» تلفظت رافعة كتفيها بقلة حيلة ليضيق عينيه من لؤمها.
«خلاص لو مش عاجبك هاتي الكيكة.» رد بغيظ لكنها إبتسمت إبتسامة صفراء.
«مش قصدي يعني، بس محتاج تبذل مجهود أكتر عشان أغير وجهه نظري عنكم.» أجابت بعدما أزالت تلك الإبتسامة ليقلب عينيه.
«إن شالله عنك ما غيرتيها قال يعني حد مهتم برأيك.» هسهس ولحسن حظه لم تتمكن من سماعه.
«ما علينا عامةً هدية مقبولة، إلا لو كنت حاططلي فيها سم ولا حاجة.» نطقت عابسة ليضحك الآخر.
«لا متقلقيش لسه شوية على موضوع السم دة انا لسه معرفكيش كويس، أكيد لو اتعرفنا هيبقى في سبب أقوى يخليني أسمك، تصبحي على خير.» قال قبل أن يتوجه إلى شقته غير تاركًا لها المجال للتحدث.
عادت إلى الشرفة وضعت الصحن بجانب الكوب وبدأت بتناول الكعك مع الشاي.
«جه في وقته والله الشاي دة كان محتاج كيك فعلا.» همست لنفسها.
أستيقظت في اليوم التالي على صوت هاتفها فاليوم يكون الأثنين يجب أن تذهب إلى مقر الجريدة كما إتفاقها مع رئيس التحرير.
قامت بروتينها اليومي، تناولت فطورها، أرتدت ملابسها ثم توجهت إلى مقر الجريدة في وسط البلد والذي يبعد عن منزلها في مصر الجديدة مسافة عشرون دقيقه بسيارة الأجرة.
«صباح الخير.» ألقت التحية جاذبة إنتباه الأشخاص المتواجدين بالمكتب.
«صباح النور، إنتِ الصحفية الجديدة؟» توجهت لها سيدة تبدو في الثلاثينات من عمرها.
«بالظبط كدة، فريدة.» تحدثت فريدة مُعرفة نفسها تمد يدها لمصافحة تلك السيدة.
«بسنت، بشتغل هنا بقالي سنتين، سمعت إن الأستاذ حاتم حاطط أمل كبير عليكِ.» قالت مُبتسمة بودٍ لتبتسم لها فريدة.
أنت تقرأ
يوميات صحفية
General Fictionمرحبًا جميعًا أنا الصحفية فريدة حامد، أكتب في جريدة تُدعى الحرية سلسلة مقالات بعنوان يوميات صحفية. حيث أسردُ ما أتعرض له أنا والكثير من الفتيات خلال يومنا الطبيعي؛ بسبب المجتمع الذي نعيش فيه. ملحوظة 🛑: الرواية +16 لأنها تُناقش قضايا حساسة ومهمة م...