16- حَقـائق الألوانِ

146 9 8
                                    


كـومنت + فُـوت نُـجومي

_________

للألـوان درجات،خامات، صبغات
و لكّن إذا ما نظرَ هاوٍ بالرّسم اللون بالعين المجردة
فهل سيدركُ تركيـبة اللون كما يدركها الخبير ؟
فـ الخبيرُ يدركُ أنه بـمزجِ الأصفر و الأحمر نتحصل على برتقاليّ و يدركُ أنه بمزج البرتقالي و الأبيض، يتحصل على درجات متنوعّة بكميات معينة من الأبيض...
و ذلك أنّه يجرّب المزج حتى يدركَ حقيقة اللّون المتخفيّة تحت طبقات من الألوان و كميّاتها و مقاديرها المناسبة

_______

و عـندما عدتُ إلى حيثُ أنتَـمي، مرّت الأمورُ بـ سلامٍ و إشتقتُ لـ طفلتي جوزفيـن و بقـيتُ ألاعبها طويلاً

و نـوعا ما.. سأقُـول إنّي لم أهتّم قط بـالإشتياق لـ كاي و ها أنذا سعيدٌ دونه هنا ! أعيشُ حيـاتي المعتادة و أقوم بواجباتي كلّها على أتممِ وجه

أهُـمّ بذكر أخي مارسيل و والدانا و أدعـو لهم في كلّ صلاةٍ.. فـ الوحدةُ سيفٌ فتّـاك إمّا قطعته إمّا قطعك

يا أيّها الرّبُ في السّماواتِ، إحمِـني في الأرض و إحمِ أخي عند كنفِك و أصلح شأني، ٠
و إرحم والدايَ، آمين

إنّهُ لـمنَ الصّعب أن تنضُج وحيدًا و تتذوّق علقم الحياة و مرارة الأيّام دُون مرشدٍ و لا إرشادٍ.. أشبَـه بأمـر طفلٍ بالركضِ و هو مشلولٌ منذ الولادة..

مرّت الكثيرُ من الأشهر دونه.. و لا رسالةً تُـذكَـر من طرفه .. كـاي، أ تخلّيـت عني بسرعةٍ.. أ تخليّت عن الذكريات التي جمعتنا؟ حنقٌ و حزن..

و لـ مراتٍ لا أعدّدها و لا أحصيها.. لـكم وددتُ إرسال رسالةٍ له.. و لكّن.. بقايا الكلمات تُرمى في خفايا صدري تُحرقني.. و لن أنكرَ حتى أنّي أحتضرُ دونه!
و لـكم دعوتُ أن أراهُ.. أن يأتي و لو بمحض الخطأ.. أن أحلُم به و لو لثواني.. أن يرسل رسالةً و لو بدافع الكذب..

و لكّن.. هيهات ! لم تُـستجب دعواتي..
و بقيتُ كـ فقيرٍ عاجزٍ متضرّع إلى إرواء ريقه
كما قضيـتُ كذلك.. أفضلَ فترات عيشي .. و كأنّني لم أتنفّس الهواء النّقي مطلقًا و لم أهتّم لذكراه سوى نادرًا.. و غالبًا حينمـا تتآكلنيِ الوحدة و الأفكار

و ريثمـا بدأ يقتربُ عيـد المسيح.. حيث إشتقتُ أن يتواجدَ بجانبي.. في ولـيمةٍ ضخمة و سكرٍ و نشوة حتّى الفجر.. هَـممتُ بالرحيل كذلك.. إلى هيـوكجاي..
و لم أنسَ إلقاء رسالة على منضدة أحد الرّهبان كي لا يقلقوا

و بين شعورِ اللّذة و مخلفات الصّداع و حلاوة التقابل بعد الفراق.. كنت أقودُ الخيـل البُنـي في عنان الرّياح، ثمّ.. لا أدري كيف وصلتُ حتما بعد أيامٍ و ليالي .. فـ لعلّي كنتُ غارقًا بأفكاري حتى نسيتُ وعرة الطريق و إتخاذ الحذر..

անտեսանելի || أنـتيـسـانـلِـيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن