فتح قفل السلسلة || Unlock The Chain's Lock

97 8 2
                                    

يا ليتك يا ارض تنشقين و تأخدينني في احشائك ، ليتك يا طيور تحملينني و تأخدينني الى حيث اعيش بعيدة عن مستنقع الحزن هذا ، ليتني مت و لم اسمع ما سمعت الان .

ايفلين : لا بد انك قد خلطتي الاسماء او اخطأت او لم تسمعي جيدا ...
الخادمة : انا متأكدة حق التأكد ، هو طلبك الليلة كي تذهبي عنده للخلوة .

توفقت شلالات افكاري عن السيلان ، من اين اتت هذه الساعقة فوق رأسي مجددا ، هل اصبح من الحرام علينا العيش حبا و امانا ام ان المعاناة عاشقة لنا ، تظاهرت انني قد وافقت ، و قمت اجهز نفسي ، اما عقلي ، فقد كانت به فكرة جهنمية تكسر لعنة هذه الليلة .

{في مملكة الجنوب}

وصلت الى السنجق اخيرا ، و قد كانت الرحلة آمنة رغم انها كانت متعبة و طويلة ، دخلت القصر الصغير و انا احدق بالخدم و الحراس ، المكان ليس غريبا علي ، فأنا قد ولدت هنا ، حينما كان ابي لا يزال اميرا ، حينما كان جدي المرحوم ينازع العدو القريب على ما هو حق له و عليه ، ينازع اخوته على عرشه الذي كان قدره و اختياره و مصيره ، ولدت هنا في هذا القصر في تلك الغرفة ، التي حدثت بها الكثير من الاشياء التي لا تزال تسري بذاكرتي كالانهار ، حينما كان ابي يجلس على تلك الطاولة ينحث المجوهرات ، و امي التي كانت تجلس فوق ذاك السرير تلاعبني و ضحكاتي تملأ المكان ، عندما كان ابي ينادي امي بوردة الياقوت ، كم كانت هذه الذكريات جميلة ، لكن تغير الامر الان قليلا ، انشغل ابي عنا ، و كبرت امي في السن ، و اصبحت نادرا ما ارى ابي بجوار امي ، و اصبحت نادرا ما ارى ابي بجواري ، الا في اوقات تسيير الشؤون ، كم اشتاق الى رحلات الصيد ، و الخروج في النزه ، و تعلم القتال بالسيف ، و ركوب الخيل ، و رمي السهم ، و لعب الشطرنج ، كلها اشياء افتقدها منذ ان اصبح ابي ملكا ، صحيح اني سعيد له انه ملك عادل و محبوب ، لكن رؤيتي لأناس ابسط حال مني يعيشون تلك اللحظات مع آبائهم تجعلني اشعر بالغيرة و الاختقار ، لما لا تسير عدالة ابي علي انا كذلك .
دخلت الجناح و اخدت حماما ساخنا ازيل به تعب الطريق ، يا ترى ما حالك يا ايفلين الان ، هل انتي مشتاقة لي كما انا مشتاق بقلب يحن ، ام انت منشغلة بحالك في قصر جهلت ما داخله ، خرجت من الحمام و فور ان ارتديت ملابسي ثم نمت لساعات لم اكد اعدها من شدة التعب ، استيقظت على صوت تابعي الذي كان ينبهني على موعد الغداء ، لم اشعر بأي اختلاف ابدا ، فمثلما كنت افعل بالقصر انا افعل الان ، آكل وحدي ، طلبت من تابعي احظار غدائه و المجيئ الى طاولتي حتى نأكل معا لعلي اكسر سلسلة الوحدة التي تخنق رقبتي ، و قد كان امرا ممتعا ، تحدثنا كثيرا و قد مزحنا كذلك ، لو نتعمق في التفكير سنجد ان السعادة لا تحتاج قصورا و قلاعا حتى تحظر ، كل ما تحتاجه هو قلوب صافية و نوايا طيبة .

{مملكة الشمال}

حملت نفسي نحو غرفة بعيدة عن الانظار ، كانت بها شموع ، امسكت شمعة بيدي ، ثم القيتها على الستار ، حرق هذه الغرفة لن يسبب اي اذى لكنه سيشوش الملك و يجعله يؤجل الليلة على الاقل ، و قد حدث ما اردته ، اجلت الليلة الى بعد غد ، تبا الم يجد اياما اخرى غير هذه ، لم اكن استطيع اخبار الملكة ، فرغم برائتي من الموضوع الا اني اشعر و كأنني اخون ثقتها ، قررت ان اقلل ظهوري امام الملك مخافة ان يحبني ، فقد اصبحت اتوقع اي شيء الان و خصوصا بعد طلبه لي ، لم يخجل بعد من نفسه ، حتى قلنا انه نادم قام و اقترف ما هو اسوء بكثير ، لم يأتني نوم الليل طوله ، فقمت الى الحديقة اشم هوائها قليلا .
رحيل جوشوا عنها يجعلي افتقد شيئا ما ، شيء لطالما كان هنا و رحل ، لكن سوف اتعود مع الوقت الى ان يعود ، لا انكر ان هذه الحديقة قد عانقت روحي ، فالبعد عنها يوما واحدا يجعلني افقد صوابي ، كيف لا و انا ساقظي يوما بعيدا عن هذه الاشجار الجميلة ، و الزهور المبهرة ، و نباتات التي تبعث في داخلي راحة لا تصور .

عدت الى القصر و قد التقيت بأمي في الطريق فسحبتها معي .

رئيسة الخدم : خيرا ابنتي ، ماذا هناك ؟!
ايفلين : احتاج مساعدتك امي ...
رئيسة الخدم : اخبريني ماذا هناك !؟
ايفلين : بالامس طلبني الملك لأقضي معه ليلة ، و بسبب ما حدث بالامس فقد ادطر لتأجيلها ، امي ماذا سأفعل ، انا لا اريد ان اقضي ليلة معه .

بقيت امي صامتة ، لقد عجزت عن ايجاد اي حل لهذه المشكلة .

لم اجد اي وسيلة للهروب من هذا المشكل ابدا ، و قد توجب علي مواجهة المصير المحتوم ، جهزت نفسي و ذهبت مع الخدم الى جناح الملك .

{عند ميون}

دخل علي سيهون فجأة و هو مدعور .

ميون : ماذا هناك ماذا حصل ؟!
سيهون : مولاتي ، الملك طلب ايفلين الليلة عنده .

توسعت عيناه حينها ، هذا مستحيل .

ميون : سيهون ، نادي خادمة ما كي تأتي و تساعدني على الذهاب الى جناح الملك
سيهون : حسنا .

{عند ايفلين}

دخلت جناح الملك و انا في اسوء حالاتي ، لقد احسست بشعور الخيانة ، كيف سأنظر الى عيني الملك بعد الان ، انحنيت ببطئ كما اخبرتني الخادمة بالضبط ، و قبل ان يتقدم الملك خطوة نحوي ، فتح الباب ، استدرت و قد كانت الملكة و معها سيهون .

الملك : ما هذه الوقاحة ، كيف تدخلين فجأة و في وقت خلوتي ؟!
ميون : مولاي ، اسفة على وقاحتي لكن ، ارجوك اترك ايفلين .
الملك : ماذا دهاك ، اذا لم يكن لديك شيء لقوله فلتذهبي !
ميون : ارجوك مولاي ، اختر اي واحدة غيرها ارجوك .
الملك : لست انت من تقررين من يدخل الى جناحي !!
ميون : انا اتوسل اليك مولاي ، الا ايفلين ؟!
الملك : لماذا (بصراخ) !!
ميون : لأنها ابنتك !

تم وقعت الملكة على الارض و بيدها زجاجة سم فارغة ...

__________
__________

انتهى البارت

The Garden (قيد التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن