- وَداعٌ أَخِير.

866 55 40
                                    


"إِن إِلتَقَينَا فِي حَياةٍ أُخرَى، سَأَكونُ فَتاكَ مَرةً أُخرَى".

-

.

-

نَهَضَ لِيفَاي مَفزُوعاً، لِيَنظُر نَاحِيَة إِيرِين الذِي بَدَت مَلامِحُهُ مُرتَاحَة كَمَا لَو كَانَ نَائِمَاً، كَانَ ذَلِكَ لِيَكونُ طَبِيعِياً صَحِيح؟، لَكِن لَيسَ فِي حَالَةِ إِيرِين، فَهوَ قَد فَقَد النَوم مُنذُ سَنَةٍ تَقرِيباً.

تَغَيَرت مَلامِحُ لِيفَاي بِسُرعَةٍ، لِيَقتَرِبَ مِن جَسَدِ إِيرِين وَهوَ يَرتَجِف، عِندَمَا لَمَسَت يَدَهُ يَد إِيرِين البَارِدَة وِالقَاسِيَة إِرتَعَشَ جَسَدُ لِيفَاي، لِيَضَع رَأسَهُ عَلى صَدرِ إِيرِين، رُغمَ أَن قَلبَ لِيفَاي كَانَ يَنبُضُ بِسُرعَةٍ شَدِيدَة، إِلا أَنَّ قَلبَ إِيرِين كَانَ قَد تَوَقفَ بِالفِعل، كَانَ لِيفَاي يَرتَجِفُ بِقُوَةٍ، نَظَرَ حَولَهُ وَلَم يَجِد أَي أَحَد، كَانَ كُرسِي آرمِين فَارِغ، وَقَفَ لِيفَاي عَلى قَدَماهُ المُرتَعِشَتان، بَينَمَا قَلبُهُ يَنبِض بِقُوَة شَدِيدَة.

إِقَتَرَبَت يَدُهُ المُرتَجِفَة إِلى مِقبَضِ بَابِ الغُرفَة، بَينَمَا بَدَأَ بِفَتحِ البَابِ بِبُطئٍ شَدِيد.
كَانَ عَقلُهُ فِي مَكَانٍ آخَرَ تَماماً.
بَدَأَ يَتَحَرُكُ خَارِجَ الغُرفَة بِخُطُواتٍ مُتَثَاقِلَة، بَدَأ يَمشِي فِي هَذا الدِهلِيز الطَوِيل الذِي عَاشَ فِيه مُدَّة سَنَتَينِ تَقرِيباً، بَينَمَا بَدَت الثَوانِي كَساعَات طَوِيلَة، وَكَأَن الزَمَنَ قَد تَوقَف.
بَدَأَتِ الذِكرَيَاتُ تَظهَرُ فِي مُخَيِلَتَهُ وَاحِدَةٌ تِلوَ الأُخرى.
عِنَدَمَا إِعتَرَفَ لَهُ عَلى السَطح، قُبلَتُهُم الأَولَى، عِندَمَا بَكَى إِيرِين أَمامَهُ لِلمَرَةِ الأُولَى فِي المَدرَسة..

لَم يَعُد لِيفَاي يَستَطِيع الشعُور بِقَدَمَيه، وكَانَ فِي عَالَمٍ آخَرَ تَماماً، فَقَد كَانَت المُمَرِضَة تُنادِي عَلَيه إِلا أَنهُ لَم يَسمَعَهَا..
فَجَأة سَقَطَ لِيفَاي عَلى الأَرضِ بِقُوَةٍ شَدِيدَة، هَرَعت المُمَرِضَة وَمِرِيضَة كَانَت جَالِسَة نَاحِيَتَهُ بِسُرعَة، بَدَأَت دُموعُ لِيفَاي تَتَساقَطُ عَلى أَرضِ المَشفَى البَيضَاء.

" سَيد لِيفَاي، سَيد لِيفَاي!، أَنتَ بٍخَير؟". قَالَت المُمَرِضَةُ مُحَدِثَةً لِيفَاي.

"لا." قَالَ لِيفَاي بِصَوتٍ ضَعِيفٍ لِلغَايَة، وَلَم يَستَطِع الكَلامَ أَكثَر، فَقَد شَعرَ بِأَلَمٍ لَا يُحتَمَل فِي حَلقِهِ.

"مَالذِي حَصَل؟، هَل المَرِيض إٍيرِين بِخَير؟". عِنَدَمَا ذَكَرَت هِي إِسمُهُ رَفَعَ لِيفَاي وَجهَهُ نَاحِيَتِهَا، لِيَنظُر إِلى عَينَاهَا بِنَظرَةٍ غَيرِ مَفهُومَة وَيُردِف: "إِيرِين... قَد رَحَل".

المختل. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن