- نَدَم.

844 49 31
                                    

" لَا يُمكِنُكَ أَن تُخْبِر شَخْصاً مَا أَن يَنسَاك، أَن يَمضِي قُدُمًا وَالتَظَاهُر بِأَنَهُ لَم يَحدُث شَيئٌ عَلى الإِطلَاق... والتَوقُفُ عَن حُبِّ شَخصٍ مَا، لَرُبَمَا كَان مِن المُمْكِنِ أَن يَكونَ لَدَيهِم وَدَاعًا لائِقاً.
أتَمَنى لَو أَدرَكَ هُوَ ذَلِكَ فِي وَقتٍ أَقرَب..."

.

.

.

وَقَفَ لِيفَاي بَينَمَا يَحتَضِن إِيرِين بِقُوَة، كَانَ الأَمرُ غَرِيباً، فَقَد شَعَرَ لِيفَاي بِرَغَبةٍ فِي البُكاءِ رُغمَ عَدم قُدرَتِهِ عَلى البُكَاءِ مُنذُ أَن كَانَ فِي العَاشِرة مِن عُمرِهِ.

-

كُنتُ سَعِيدَاً حَدَّ المَوت، فَقِد كُنتُ بَينَ أَحضَانِ الشَخصِ الذِي أُحِبُه، شَعَرتُ بِبَعضِ الشَك، بِسَبَبِ أَنَ الجَوَ قَد كَان غَرِيباً بَعض الشَيئ لَكِنَنِي لَم أُبَالِي، بَدَأتُ آرَى النُورَ الذِي فِي نِهَايَةِ النَفَقِ المُظلِم بَعدَ سِنِينٍ مِن العَذابِ وَالمُعانَاة، رُغمَ أَن ذَلِكَ النُور قَد يَعنِي الرَحِيل..

إِبتَعَدتُ قَلِيلاً عَن لِيفَاي لِأُردِف: مَا رَأيُكَ بِأَن آتِي لِلمَدرِسَة غَداً؟.

لِمَاذَا، أَتُرِيدُ القُدوم؟. أَردَفَ لِيفَاي.

نَعَم، لَا أَظُنُنِي سَأَستَطِيعُ الذَهَابَ لِحَفلَة التَخَرُج لِذَا أُرِيدُ الذَهَابَ مَرةً أَخِيرَة. أَردَفتُ بِهُدوء.

مَالذِي تَعنِيه بِ "لَا أَظُنُنِي سَأَستَطِيع الذَهَاب"؟، إِيرِين أنتَ بِخَير؟. أَردَفَ هُو.

لَا أَعلَم، لَكِن هَذِهِ لَيسَت بِالمُشكِلَة الكَبِيرَة، أُرِيدُ أَن أَذهَبَ غَداً لِلمَدرَسَة وَلَن أَعودَ مُجَدَداً هُناك، أَو بِالأًصَّحِ لَن أَستَطِيع العَودَة مَرة أُخرَى لَهَا. أَردَفتُ وَأَنا أَنظُرُ لِلخَارِج مُتَظَاهِراً عَدَمَ المَعرِفَة.

لَم يَتَكَلم لِيفَاي لِذَا أَردَفتُ بِهُدوءٍ شَديد: أَتَعلَمُ لِيفَاي؟، سَأَقُومُ بِشِراءٍ عِدَةِ هَدَاياً لَكَ لِأَعيادِ مِيلادِكَ القَادِمَة، قَد أَكونُ مَوجُوداً السَنَة المُقبِلَة عَلى الأَرجَح، لَكِنَنِي لَا أَظُنُ أَنَنِي سَأَفعَلُهَا لِلسَنَةِ التِي تَلِيهَا.

مَالذِي تَعنِيهِ إِيرِين عَزِيزِي؟!. أَردَفَ لِيفَاي.

لِيفَاي، عَزِيزِي، كِلَانَا يَعلَمُ جَيداً مَالذِي أَتَحَدَّثُ عَنهُ، لَكِن إِن كُنتَ قَد نَسيتَ مَالذِي أَتَحدَث عَنهُ فَسوفَ أُذَكِرُك، فِي غُضونِ سَنَةٍ سَأَكونُ مِيتاً عَلى الأَرجَح، وَقبلَ حُلولِ السَنَة بِأَكمَلِهَا سَأَفقِدُ القُدرَة عَلى الحَرَكَة أَو الكَلام بِالضَبطِ كَما بَدَأتُ أَفقِدُ القُدرَة عَلى النَوم.

المختل. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن