الفصل الثامن عشر

61 2 4
                                    

وصلت لينا منزلها وهى منهاره من البكاء وكادت تدخل لولا سماع صوت ضحكات من داخل المنزل
مسحت دموعها وحاولت ان تظهر انها بخير بالرغم من الجرح الذى بها فتحت الباب وهى ترسم ابتسامه مزيفه على شفتيها وجدت عائلتها مجتمعه سعيده وتضحك
وجدتهم يلتفون حول شخص لكن ثوانى هذا اخوها زين الذى طال انتظاره ثلاثه اشهر فقد كان فى مأموريه نظرا لانه ظابط قوات خاصه
ذهبت مسرعة ترتمى فى أحضانه فقد كانت تشتاق اليه جدا حيث ان زين الاقرب لها فى عائلتها كانوا يدرسون سويا ويلعبون سويا ويتشاركوا اسرارهم ولم يفرقهم سوى عمله الذى يعشقه بشده
بادلها زين عناقها  وهو يقول : عامله ايه يحبيبتى
حاولت الرد والكذب لكن لسانها لا يسعفها للرد فهى لا تستطيع الكذب امامه وانهارت في البكاء بين يديه
شعر انها تتشبث به بشده كأنها تشكو له حزنها لم يفهم سبب حزنها الذى يظهر له فهو يعرف اخته جيدا
زين : مالك بس يا قلبي  بتعيطي ليه
تداركت لينا نفسها وردت بثبات عكس ما بداخلها : مفيش حاجه بس كنت واحشني اوي وكنت محتاجاك جنبي
زين  : وانتي والله بس اعمل اي بس يا حبيبتي شغلي وانتي عارفه  انا بحب شغلي قد اي ولولا شغلي كنت قعدت معاكي علطول
لينا : عارفه يا حبيبي انت بتحب شغلك قد اي ربنا يحميك ويخليك ليا
زين : ويخليكي ليا يا حبيبتي
ولكن زين شعر ان هناك شئ اخر يحزنها غير اشتياقها له ولكنه اكتفى بأن يربت على ظهرها بيده ثم بعد ذلك يسألها
الام : خلاص بقى هتفضلى ماسكه فيه كده كتير يلا يحبيبي روح غير هدومك وارتاح شويه لحد ما الاكل يجهز وانت عندك اجازه شهر اقعدوا مع بعض براحتكم لحد ما تشبعوا من بعض وانتي كمان يا لينا غيري هدومك وتعالي ساعدينا في الاكل
لينا : حاضر يا ماما
تركتهم متجهه الى غرفتها تحاول كبت دموعها وجرح قلبها الذي مازال ينزف حتي الان ...
**************************************
فى قصر الجد
كان عمر يتحدث فى الهاتف خارجا وعندما عاد وجد مالا يتوقعه
عمر بصدمه : سلمي !
الجد فايز بفرحة : تعال شوف يا عمر سلمى طلعت حفيدة جدك امجد
سيطرت عليه حاله من الصدمه لا يعرف بماذا يرد يشعر بانه تائه لا يعرف ماذا يقول ايفرح انه رأها ام يحزن انها كذبت عليه فى شأن عائلتها ؟ لا هى لم تكذب! هو لم يسألها لكن لماذا تعمل لديه وجدها يملك شركه من اكبر شركات المعمار ايضا ؟ تساؤلات بداخله لا يعرف اجابه لها حتى الان
قطع صمته وتساؤلاته صوت الجد امجد
الجد امجد : ما تفهمونى يجماعه ايه الحكايه ؟ انتو تعرفوا بعض منين ؟
سلمى بتوضيح : الموضوع ببساطه ياجدو ان انا كنت بشتغل فى شركه مستر عمر ولما كنت فى المستشفى كنت بزور جدو فايز
الجد امجد : بجد اومال لما روحت عنده مشوفتكيش ليه
سلمي : علشان كنت عند الحسابات مع مستر عمر
ابتسم الجد فايز وهو يقول بحب : هى دى بقى احلى الصدف
اماء الجد امجد بأبتسامه موافقه لكلام صديقه سلمى : ماما بتقولكوا اتفضلوا يلا على السفره الغدا جاهز
اتجهوا جميعا الى السفره لتناول الغداء
كان يجلس فى مقدمه المائده الجد امجد
وعلى يمينه يجلس الجد فايز والناحيه الاخرى تجلس ابنته
وعمر  وسلمى يجلسون قبالة بعضهم ينظر كل واحد منهم للاخر تارة والى الطعام تارة اخرى
يتناول الجميع الطعام فى صمت حتى قطع الصمت صوت الجد امجد : اومال لارا منزلتش تاكل معانا ليه ؟
يمنى : طلعت اوضتها اشوفها ملقتهاش اتصلت بيها قالتلى انها خرجت وهتتغدى برا مع صحابها
الجد امجد بتفهم : تمام ... ثم سريعا وجه سؤالا الى عمر الصامت منذ بداية اللقاء
الجد امجد: واخبار سلمي معاك يا عمر
انصدم عمر ولا يعرف كيف يرد ايقول له انها تعمل كسكرتيره عنده وانهم يتنافسون معا وجعلها تترك عملها كمهندسه عنده فأجابه : يعني يا جدو شغاله
غضبت سلمي وردت ؛ اي شغاله دي ويعني ما تقول مش يتعرف تشتغل اسهل
الجد فايز متدخل ليحل النزاع : معلش يا سلمي  عمر مش قصده حاجه صدقيني
عمر بغضب : لا قصدي يا جدو انها مش اوى يعني في الشغل وعاديه مش واو
سلمي بغضب مماثل : طالما عاديه ومش واو مقبلتش استقالتي ليه
عمر بارتباك حاول اخفاءه : صعبتي عليا قولت محدش هيرضي يشغلها قولت اشغالها انا
سلمي : مستر عمر متنساش ان انا سلمي الدمنهورى اللي  اي شركه تتمناني مش كده يا جدو
الجد : طبعا يا حبيبة جدك حد يطول تشتغلي عنده
الجد فايز : اي يا امجد انت كان هي ناقصه نار
وبعدين بس بقي يا عمر انت وسلمي عيب احنا علي الاكل
سلمي : اسفه يا جدو بس عمر هو اللي بدأ
عمر وخو ينظر لها بتحدي  : كده ماشي
قطع نظراتهم الجد امجد ووجه كلامه لعمر
الجد امجد : اخبار مناقصة العمرى اي يا عمر
عمر : والله شغالين عليها وان شاء الله هنكسبها 
الجد امجد بتحدى : مناقصة العمرى شركتى اللى هتاخدها الشغل مفهوش زعل
قال عمر  بتحدى مماثل : زى ما حضرتك قولت الشغل مفهوش زعل وهنشوف شركة مين اللى هتاخد المناقصه
الجد بتفهم : هنشوف ... وهى شركة العمرى متفقه معاكم على كام ؟
اخذوا يتشاورن فى العمل وشركه وعلامات الاعجاب تظهر على وجه الجد امجد من حديث عمر انتهى الجد من الحديث ثم ابتسم ووجه حديثه الى صديقه
الجد امجد  : ماشاء الله يا فايز حفيدك بيفكرنى بيك لما كنت شاب  طموح وواثق من نفسه واهم من دا كله عارف هو عايز ايه ويوصل لايه
عمر : دا شرف ليا ان حضرتك تمدحنى كدا
الجد امجد : دا مش مدح دا حقيقه وعلشان كده انا مش معترض على شغل سلمى معاك لانها هتستفاد منك جدا ويعالم يمكن يحصل شغل سوا بين الشركتين
عمر : ودا هيبقى انجاز كبير لشركتى ان يبقى فى شغل بينها وبين شركة بحجم شركة حضرتك
خرجت سلمى من صمتها طوال الحديث اخيرا
سلمى : بس انا يجدو خلاص مش عايزه اشتغل تانى
الجد فايز بإستفهام : ليه يا بنتى ؟ اوعى يكون عمر زعلك فى حاجه ؟
تبادلت النظرات مع عمر قبل ان تجيبه مما زاد التساؤل لديه مره اخرى  ماذا حدث ان هو وهي عادة ما يمزحوا مع بعضهم وكثير من الاحيان يتنافسوا سويا ويشتد الحديث بينهم وينتهي كل شي لا داعي لترك العمل لهذا السبب هى فجاءة قررت ترك العل وعندما نظرت له قبل ان تجيب زاد الشكوك لدى الجميع ان عمر هو السبب ومزاحه منذ قليل هو سبب ذلك وتحولت نظرات الجميع له لكن سرعان ما لاحظت ما فعلته واتجهت بنظراتها الى جده واجابته
سلمى : انا اسفه مش هقدر اقول السبب بس انا قررت انى اسيب الشغل
رمت كلماتها سريعا ثم نهضت من على كرسيها تاركه الغرفه بأكملها
غضب الجد امجد من تصرفها ثم ووجه كلامه ليمنى دون ان ينتبه او يسمع احد حديثه : هو فى ايه ؟ مالهم بناتك؟ الاتنين عايزين يعملوا اللى فى دماغهم من غير حتى ما ياخدوا رأى الكبار انا لازم اشوف حل للموضوع دا لازم يفهموا انهم مش عايشين بمزاجهم
رتبت يمنى على يده : هدى نفسك بس يا بابا وانا هتصرف معاهم
الجد فايز مغيرا الموضوع حتى يزيح هذا التوتر الظاهر على وجوه الجميع : تسلم ايدك يا يمنى يا بنتى زى نفس مامتك فى الاكل بالظبط ياما زمان كنا نيجى انا وابوكى نتغدا ومامتك تعملنا شويه اكل مدقناش زيهم لحد النهارده
الجد امجد  باشتياق للماضى : كانت احلى ايام
هز صديقه رأسه مؤيدا لكلام صديقه
***********************************
صعدت سلمى غرفتها لتجلس فيها بعيدا عنه وعن نظراته فهى لا تستطيع اخبارهم بسبب تركها العمل والذى هو انها بدأت تكن بعض المشاعر تجاه عمر ولكن هى تحاول ان تنكر ذلك وتريد ان تبعد بأى طريقه حتى لا تظهر ضعيفه امامه امسكت هاتفها تحادث لينا وليلى لتخبرهم بأهم الاخبار اتصلت اولا بلينا لتخبرها ولتعلم منها ما حدث معها فى النادى فمنذ ذهابها ولم تتصل بها لتخبرها بما حدث هاتفها مغلق منذ فتره حاولت مرارا ولكن ليس هناك استجابه عندما يأست اتصلت بليلى وجاءها الرد سريعا
ليلى بغضب مزيف : اي يا حجه في اي
سلمى بإستغراب : فى حد اول ما يرد على التلفون يقول ايوه يا حجه
ليلى بانزعاج : ماهو لما انتى تقطعى اتصالى مع ادهم لازم اقولك كده
فهمت سلمى سبب انزعاجها فضحكت عاليا : هههههه علشان كدا  .. طب اسفين يا فندم على قطع الاتصال رغم ان كان عندى خبر جديد
ليلى بلهفه : ايه ؟ خبر ايه الجديد ؟
سلمى بتمثيل : لا خلاص بقى كملى مكالمتك سلام
ليلى : استنى هنا انا مش بكلمك ؟ مش مهم دلوقتى ادهم قوليلى بقى الخبر الجديد
ابتسمت سلمى فهى تعرف صديقتها جيدا : هقولك يستى
سردت سلمى لها كل ما حدث وصدمتها عند رؤيه عمر فى منزلها
ليلى بذهول : طلع جده صاحب جدو امجد
ثم اكملت بمشاكسه : والله متقدمالك على طبق من دهب يا لوما
سلمى : والنبى مش فايقه للكلام دا انا لسه متخانقه معاهم وسبتهم وطلعت
ليلى باستفسار : ليه ؟ ايه اللى حصل
سلمى باستنكار : جدو اللى كان رافض فكره الشغل نهائى دلوقتى موافق لا وعايز يعمل شراكه مع شركه عمر بس انا مسكتش قولتلهم انا مش هشتغل وجيت سايباهم وطالعه على اوضتى
ليلى : يا هبله بقى تضيعى فرصه زى دى .. فعلا بومه
سلمى : اهو اللى حصل بقى .. ما هو مش بمزاجه !
بس فيه مشكله انا هموت وانزل تانى واعرف بيتكلموا فى ايه
اخذت تفكر ليلى فى حل
ليلى فجأة : خلاص لقيتها
سلمى : خضتنينى ... ايه اعمل ايه ؟
ليلى : انتى مش هتعملى حاجه انا اللى هعمل س سلام
اغلقت الخط فى وجه سلمى
سلمى لنفسها : حيوانه قفلت الخط فى وشى بتفكرنى بناس كانت تفكر فى عمر فهى عادته اغلاق الخط دون اكمال الحديث
حل المساء وكان الجد امجد وصديقه يجلسون فى حديقة المنزل يشربون القهوه مع مشاهدة الغروب يستعيدون زكرياتهم مع بعضهم وكان عمر يجلس معهم من حين لاخر او يأتيه اتصالا فيبتعد يرد عليه ثم يعود مره اخرى
واثناء جلوسهم وصلت سياره وبداخلها لارا وزياد
نزلوا من السياره متجهين لهم
زياد : اهلا يا جماعه
الجد : اهلا يا زياد
ثم وجه حديثه لفايز : دا زياد ابن احمد ابنى ودى لارا اخت سلمى
لارا : اهلا يا جماعه شرفتونا
الجد فايز : اهلا يا حبايبي ثم وجه كلامه لزياد والله وكبرت يا زياد فاكر وانت صغير كنت باخدك تلعب في الجنينة عندنا
زياد : اكيد يا جدو فايز وانا اقدر انسي الايس كريم اللي كنت بتجيبهولي
ثم قالت لارا : استاذن انا يا جماعه علشان اطلع ارتاح شويه
الجد : اتفضلي يا حبيبتي
ثم ذهبت لارا و جلس زياد مع عمر يتحدثوا سويا ويتعرفوا علي بعضهم البعض حيت ان  عمر كان مسافر مع والديه عندما كان زياد صغيرا فلم يقابله ابدا عندما كان يذهب الي منزل الجد فايز
فجأه وهم يجلسون سمعوا صريخ في الاعلي وجروا جميعا للداخل لمعرفه ما يحدث وكان هناك ..... يتبع
#متاهة الحب 
#MMM

متاهة الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن