١٢- حقيقةً أم كارثة؟

99 10 201
                                    


"ولو طلبتَ مني أن أعبرَ فوقَ الجمر؛ كي ألمسَ جرحك، فسأعبره محولًا إياه رمادًا لأحزانك"

......

من يعمل لصالح شخصٍ كهذا ليسَ عليه أن يرى وجهه أو أن يلمحَ ظله

وكأنَ خلفَ وجهه وظله هذان سرًا يسلبُ الأرواح، ومن رآه يهابه،

نظراته الباردة، وشعره المبعثر في كثيرٍ من الأحيان، وعيناه التي تضرب الرعب في الأوصال، حديثه الذي يخرج منه يجعل القلبَ يرتعش، أسلوبه الخاص يخلقُ آلافَ الأسئلة، كلما ظهرَ أمامَ أحدهم يتلاعبُ بأعصابه،

أوليسَ البشر الطبيعين يحاولون ألا يكرروا الخطأ مرتين؟ لكنه هو سيكرره بالحرف الواحد، وما قدمَ عليه في الماضي سيقدم عليه مرةً ثانية، وكأنه لم يجرب الخمر من ذي قبل وعقله مدينةَ الاختمار، مع كل نفسٍ يتنفسه داخلَ هذا الجسد يمتلأ بئرُ الحقائق محدثًا فجوة تضر من يقع له كخطيئة،

وهل تصمت الطبيعة له إن أحدث اختلالًا في نظامها؟

لكلٌ منا ملاكٌ يرشده إلى دربه الأصح وشيطانٌ عليه التلاعب به كي يخطئ، لكلٍ شيءٍ وظيفة، وهو خرجَ عن وظيفته، ماذا إن وقعَ شيطان أحدهم في حب صاحبة؟ وليسَ لمرةٍ واحدة، هذه هي فرصته الثانية والاخيره،

وهو قررَ أنه مهما كلفَ الأمر روحها هي ملكًا له، حتى إن انتقلت إلى جسدٍ آخر غير جسدها كما حدث في السابق سيكرر ما حدث في الماضي،

يؤمن الكثير بالحيوات السابقة وبطلتنا كانت تملكُ واحدةً وشيطانها دمرها، انتقلت روحها وعادَ هو يرسلها إلى الهلاك بحبه

وقفَ ينظر إلى النافذة عن كثب، يريحُ رأسه فوقَ زجاج النافذة، يفكر فيما سيفعل المرةَ المقبلة

وكأنه قررَ آخيرًا إحراق الجميع، هو قرر بدأ العاصفة وهي حتى الآن في بدايتها،

بعثرَ شعره بيداهُ الاثنتين، وابتسمَ ابتسامةً جانبية وكأنه وجدَ خطته بالفعل، وضعَ يده على النافذة وأخرج القليل من الهواء من حلقه،

سمع خطواتٍ من خلفه، ذاكَ الصوت يقتربُ منه بهدوء، ودونَ حتى أن يفكر النظر إليها عرفها من خطوات أقدامها، انتظرها حتى تبدأ حديثها، لكنها تمامًا كالروح التي تحرسها مترددة بعض الشيء،

حركَ عيناه بملل واستدارَ يفرجُ عن وجهه، يقترب بخطوات ثابتة نحوها يحاول ألا ينظر إلى ضوئها كثيرًا كي لا يحترق، رفعَ رأسه إلى الأعلى متباهيًا بنفسه

مـــرتـــع إبلـــيــس M.YGحيث تعيش القصص. اكتشف الآن