الفصل الخامس
"لم أسمع ردّكِ عزيزتي.. هل تقضي معي الليلة مقابل مبلغ مالي يريحكِ
من عناء العمل طوال حياتكِ؟"
عندما التقطها بين ذراعيها توقّفت أنفاسها فقد علمت مَن هو ولكنها لم
تعلم لماذا يراقصها على الرغم من رأيه السيّء بها؟!
ولكن عندما قال ما قاله اشتعل آتون غضبها فكادت تبتعد عنه عنوة
وتصفعه بقوة أمام الجميع إلا أنها للحظة تقابلت نظراتها مع نظرات هيلينا
المحدّقة بها بسعادة رافقت تلويحها لها بسرور ظاهر على محياها
ويجاورها عمها فيرو.. لتقرّر التماسك وصفعة ولكن بطريقة غير مباشرة
طريقة تؤلم كبرياءه وغروره اللعينين.
رفعت سولينا رأسها إليه ونظرت بعينيه مباشرة ثم ابتسمت ساخرة وهي
تهمس له بنعومة زائفة:"أعتذر منك سنيور جيوفاني فتلك الليلة لم تكن
مميزة لي إلى حد تكرارها حتى لو مقابل المال"
احتدّت عيناه حتى شعرت بلهيب نظراته أحرقها وذراعيه يضيقان حولها
ككماشتين يكادان يزهقان روحها بين ذراعيه قبل أن يهمس لها من بين
أسنانه:"كيف تجرؤين على إهانتي بهذا الشكل؟ أنتِ خادمة لعينة
وروحكِ وحياتكِ كلها بين يدي"
رفعت حاجبها متسائلة وهي لم تشعر بالإهانة مطلقا وهو ينعتها مرة أخرى
بالخادمة أكثر من شعورها بالإهانة مما طلبه منها قبل قليل ثم قالت:
"كَوني خادمة لا يعني أنه عليّ النوم معكَ حتى وأنتِ عاشق سيء سنيور,
أعتذر منكَ ولكني لا أحتاج للمال لهذا الحد ربما تجد مَن هي بحاجة
لتمثيل الرضا معكَ فقط من أجل المال"
وقبل أن يتّخذ أي تصرّف تجاهها كانت الرقصة تنتهي وهي تبتعد عنه
راسمة ابتسامة لطيفة على شفتيها ثم تتّجه إلى الشرفة وهي تلتقط مشروبا
بطريقها علّها تهدّئ النار التي اندلعت داخلها مهدّدة بحرق سانتو حيا.
*****
راقب فيرو شقيقه سانتو وهو يقترب من سولينا ويراقصها أو يختطفها منمراقصها بمعنى أدق ثم الهمس الدائر بينهما والشرارت التي تتقافز حولهما
مهدّدة بحرق كل مَن حولهما وهو يشعر أن سولينا هي الوحيدة القادرة على
إعادة شقيقه إلى سيرته الأولى قبل أن يعيش تجربته السيئة الماضية ولكن
لِمَ يشعر أن سانتو يعرفها من قبل؟!
أنت تقرأ
نوفيلا غربي غريق للهوى مشتاق بقلمي حنين أحمد
Romanceنوفيلا رومانسية غربي قابلته بوقت ظنّت به أن عالمها انتهى وأنها على وشك الموت ليزرع بقلبها بذرة أمل وعشق لفارس من زمن الفرسان إلا أن المقابلة التالية أدركت أنه ما هو إلا ذئب في صورة إنسان وقد أوضح لها ذلك قائلا ببساطة: "يا صغيرتي الرجال كلهم مفترسين...