البارت السابع عشر

689 25 6
                                    

حـب بـين نـاريـن 🔥 آلـبارت السابع عشر بقلمي نـور هـان نـاصر

كانت تهرول هاربةً عقلها يرفض وبشدة تصديق ما سمتعه من تلك الخادمة ، أيعقل أن  لا ترى صديقتها بعد الآن ؟ كانت تعد الليالي والأيام لكي ترى لميس
أن تعبها معها لم يضعْ هبائًا ، أخذت تبكي بشدة وهي تخرج من فناء المنزل وسارت بغير هدى نحو الطريق الرئيسي وهي تتذكر آخر مرة رأت فيها صديقتها .

تذكرت تذمرها وضيقها من أفعالها ومحاولتها لإقناعها بالحجاب وكل نصائح التي كانت تُـسديها لها على أمل أن تميل لها وتستمع لما تقوله  ، وفي موجة بكـائها تلك أغلقت عينيها ولم تنتبه على تلك السيارة المسرعة ، وللحق الخطأ ، خطأ سارة لأنها قطعت عليه الطريق فجأةً فلم يتمكن الآخر من تفادي الاصطدام بها فصرخ بهياج:

_ حاسبي يا آنسه !.

صرخت بشدة واصطدمت مقدمة رأسها بسيارته ثم انزلقت لتستقبلها الأرض بين ذراعيها وبرفقتها سحابة سوداء ابتلعتها ، زفر هو بحنق وهو يلعـ"ـن تحت أنفاسه ثم قال :

_ أهو ده إللي ناقص !

أنهى حديثه ثم ترجل من سيارته ،كان الطريق خاليًا ازدرق ريقه بتوتر شديد ثم نظر إلى الفتاة المجثية أرضًا انحنى ليراها عن كثبٍ وبتوتر مد يده ليرى إن كانت ما تزال على قيد الحياة  ، تنهد بارتياح عندما وجدها تتنفس ، كم أن إصابة رأسها لا تبدو بهذا السوء ومع ذلك يجب عليه الإطمئنان أكثر خشية أن يكون هُـناك نـزيـف داخلي ، نظر في الشارع لعله يجد إمرأة تساعده في هذا الموقف  الطريق فارغ ، زفر بضيق وهو يستغفر ثم قال

_ أنا مضطر سامحني يارب بس هي إللي طلعت فجأة !

أنهى حديثه ثم مال عليها وقام برفعها من  على الأرض واتجه بها إلى سيارته وهو ينعي حظه العاثر .

_________________________

كانت قد انتهت من أداء صلاتها وهي تحمد الله على حمايته لطفلتها ، إبتسمت بهدوء بعد رؤيتها لعمها وطمأنته على ابنتها بأنها بخير ، ثم رددت أذكارها برضا ،حتى انتهت وقامت بطي سجادة الصلاة وجلست على السرير وأخرجت هاتفها ثم ضغطت على رقم معين وانتظرت بفارغ صبرٍ أن تسمع الإجابة على اتصالها وحينما فتح الخط زفرت فيروز وبنبرة يملؤها العتاب كادت تتحدث ولكن لسانها لم يُـسعفها فوجدت نفسها تصمت فجأة بعد أن كان لديها الكثير لتقوله .

-Marhaba!

أجلت فيروز صوتها بهدوء:

_أمي !

اجابتها جنار بتوتر:

_ اذيك يا فيروز ؟

فيروز بحزن:

_معقوله بتسأليني وأنتِ عارفه حالتي إيه؟

جنار بحزن :

_حبيبتي أنا أسفه بس عملت كده علشان أحمي بنتك افهميني !

حب بين نارينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن