استيقظت (نهال) من غيبوبتها غير مدركة لما يحدث من حولها... حاولت رفع يدها إلى رأسها و لكن ذراعها أبت تنفيذ رغبتها... حاولت القيام من رقادها لتعتدل جالسة و لكنها اكتشفت أنها مقيدة اليدين و الساقين و ملقى بها في في غرفة مظلمة كريهة الرائحة...
رائحة غريبة تلك التي تزكم أنفها... رغم أنها قضت حياتها العملية بالكامل وسط الجثث و الأموات بجميع أشكالهم... و اعتادت رائحة الموت حتى أدمنتها... و لكن الرائحة من حولها هي رائحة مختلفة لم تعاينها من قبل... رائحة الموت الممزوج بالكفر و السحر... رائحة العالم السفلي بكافة قاذوراته و نجاساته...
كانت (نهال) تصرخ صرخات مكتومة من خلف تلك الكمامة التي تكمم فمها حينما شعرت بحركة من خلف باب الغرفة... كل ما تتذكره أنها كانت في في غرفة التشريح معملها للطب الشرعي تفحص بقايا تلك الجثة الممزقة... حينما اكتشفت أمراً غريباً فاتصلت مباشرة بزوجها السابق الرائد (هشام) ليحضر لها فوراً... لم تلبث أن أظلمت الغرفة من حولها ثم أحست بحركة غريبة في الظلام قبل أن تشتم رائحة نفاذة و تشعر ببرودة شديدة تجتاح جسدها... ثم أكتنف عقلها ضباباً كثيفاً... لتستفيق الآن في هذا الوضع...
فُتح باب الغرفة بهدوء ليتسلل ضوءاً أحمر خافت و تلمح (نهال) شخصاً غريباً كأنما يتلصص متسللاً إلى الغرفة... أضاء ذلك الشخص كشاف هاتفه النقال ليستكشف محتويات الغرفة دون أن تظهر ملامح وجهه أمامها... و لكنه كشف لها أنها لم تحضر وحدها إلى ذلك المكان... بل أن مختطفيها قد حرصوا على إحضار الجثة التي كانت تعمل عليها و ها هي أجزاء الجثة الممزقة مكومة إلى جوارها...
و استمر ذلك المتلصص يمر بكشافه الضوئي على الجثة الممزقه ليغمر الضوء فجأه وجه (نهال) التي تحدق في وجهه بذعر... و لكن يبدو أن المفاجأة كانت من نصيب ذلك المتلصص الذي تراجع في حدة مرتبكاً ليكشف الضوء وجهه و هو يسقط على ظهره وسط غمغمات (نهال) المكممة... و لكن فجأة ظهر خيال شخص على باب الغرفة و قد اختفت معالم وجهه في الظلام لتظهر علامات الفزع و الارتياع على وجه المتلصص حينما علا صوت صاحب الظل قائلاً...
ليث : ماذا تفعل هنا يا (قاسم)؟؟؟
قاسم : لا.. لا شيء يا سيدي (ليث)... لقد سمعت بعض الضوضاء صادرة من الغرفة فخشيت أن يكون أحداً بداخلها...
ليث : فلتنصرف الآن أيها الأحمق و إياك أن تعيدها مرة ثانية و إلا....
قاسم : لا لا لا يا سيدي... ليس هناك مرة ثانية... أقسم لك...و انطلق (قاسم) يركض مغادراً الغرفة بينما اقترب (ليث) في خطى بطيئه تجاه (نهال) لينحني نحوها و هو يتأملها بعينيه اللتان تبرقان في الظلام... تزايدت دقات قلب (نهال) بشدة حينما انحنى نحوها (ليث) و هو يمد كفه جهة وجهها... كانت تشعر أنه ليس آدمياً... ليس آدمياً على الإطلاق...
كان (هشام) يدور في الغرفة كالليث الجريح و هو لا يدري كيف يتصرف للعثور على (نهال) و استرجاعها من خاطفيها.... بينما يلقي بنظراته النارية الغاضبة ما بين الفنية و الأخرى على (معاذ) المقيد في الغرفة المحصنة عبر تلك الشاشات التي تنقل كل سكناته... حاول (طارق) شق السكون بالحديث ليهديء من روع (هشام) قائلاً...
طارق : إهدأ يا سيدي... سوف نعثر عليها إن شاء الله... قلقك و توترك لن يفيدها في شيء...
أنت تقرأ
حيث لا ترونهم
Horrorماذا لو أننا نراهم!!؟؟؟ نعم... الجن و الشياطين و الأرواح و الأشباح و الأطياف... ماذا لو رفعت تلك الحجب التي تخفيهم عن أعيننا لحكمه يعلمها سبحانه و تعالى؟؟؟ قال تعالى عن إبليس و قومه من الجن و الشياطين : { إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَي...