الجزء التاسع : الموتى الأحياء (محمد الجوهرى)

129 6 0
                                    

حيث لا ترونهم
الجزء التاسع : الموتى الأحياء
بقلم : محمد الجوهرى
============
هناك... حيث لا ترونهم... في عالم الجن و بالتحديد في مملكة العمار في قصر (حارس) حيث يجتمع مع كل من (معاذ) و (حور)، و ما أن انتهى (معاذ) من شرح تفاصيل خطته حتى بدا على وجه (حور) القلق و التفكير العميق... لم تلبث إلا ان أطلقت زفيراً متوتراً و هي تقول.
حور : حقيقة أنا أشعر بقلق بالغ من هذه الخطة يا (معاذ)، لازالت القوى غير متكافئة على الإطلاق.
معاذ : أعلم ذلك جيداً يا (حور)، و لكن هذه المعركة للدفاع عن خلافة الإنسان على الأرض، و شئنا أم أبينا سوف يصبحون طرفاً فيها، ماذا تحسبين (ليث) و حلفاؤه فاعلين في حال حصولهم على الإيقونة؟؟ إن هدفهم هو إزاحة البشر عن طريقهم و استعبادهم و الانتقام منهم و في كل الأحوال سيبدأون بمهاجمتهم تمهيداً لتلك المعركة.

همت (حور) أن تستمر في مجادلته و لكن في تلك اللحظة قطع حديثهم دخول أحد قواد الجيش ليلقي السلام في قوة و يقترب من قائده (حارس) ليهمس له ببعض الكلمات و ينصرف في خطوات مسرعة بعدما أشار له (حارس) بالإنصراف قائلاً..
حارس : يبدو أن نبؤتك قد تحققت بأسرع مما تتخيل يا (معاذ).
نظرا إليه في دهشة و تساؤل ليستطرد قائلاً..
حارس : لقد بدأ (ليث) هجومه المبكر على البشر بالفعل مستعيناً بالملك (قرشام) الذي أرسل جيوش الطفيليين إلى عالم البشر.
معاذ : جيوش الطفيليين!!! لم أسمع عنهم من قبل يا (حارس)!!
حارس : إنهم مثل ما تطلقون عليهم طفرة جينية في عالمكم يا (معاذ)، إنهم سلالة هجينة تمزج بين القرين الذي يجري من ابن آدم مجرى الدم و بين جن الهواء و بين البشر، تلك السلالة تكونت بالصدفة بعدما ألتبس (قرشام) نفسه إمرأة بشرية حاولت قرينتها مواجهته و طرده من الجسد الذي تسكنه، و لكنه هزمها ببساطة و سيطر عليها و أصبحت هي و المرأة نفسها من خدمه و سباياه بعد أن قدمتا أنفسهن له طائعتين تحت تأثير سحره و سيطرته عليهن بعدما زاد دور القرينة التي أصبحت تتمثل في جسد المرأة المسكينة التي أصبحت تحمل شخصيتين هي و قرينتها، و هنا ظهر ذلك النسل العجيب و أولاهم (قرشام) اهتماماً بالغاً و أحاطهم بسرية تامة،  و لكنهم ما أن يدلفوا إلى جسدٍ بشري حتى تحتل أجسادهم خلايا الدم يبدأون بالانقسام و التكاثر بأعداد مهولة، لك أن تتخيل أعداد خلايا الدم في جسد الانسان الواحد ليستحوذوا على ذلك الجسد تماماً مستخدمينه في نقل تلك العدوى من شخص إلى آخر عبر الفم، كما أن لهم القدرة على اتخاذ أحجام الجن الطبيعية عند مغادرة جسد العائل.
حور : يا إلهي... إنهم وباء متنقل يشبه أسطورة (الزومبي) إلى حد كبير.
حارس : صدقتي يا (حور) فبمجرد استحواذهم على الشخص فإنه يصبح شبيهاً بالموتى الأحياء، إلا أن روحه تظل في داخل ذلك الجسد حتى يستنفذونه تماماً.
معاذ : و لكن كيف أرسل جنوده إلى عالم البشر يا (حارس)؟
حارس : عبر جسد تلك البشرية المختطفة، زوجة صديقك الشرطي يا (معاذ).
معاذ : يا للهول.. الطبيبة (نهال)!! لابد أن أعود فوراً إلى عالمنا يا (حور)، لابد أن أنقذ الضابط (هشام).
*********
ما إن عادت (هناء) إلى غرفة (نهال) حتى التفتت إلى الحارسين و هي تصيح بجزع...
هناء : لا يوجد أحد بالغرفة... أين ذهبت المريضة؟؟؟

حيث لا ترونهمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن