هناك... خارج عالمنا البشري... تعالوا معي جميعاً... لا ليس في عالم الجن فلن نصل إلى هذا الحد هذه المرة... و لكن استرخوا جميعاً كل في موضعه... أغمضوا أعينكم... ركزوا أفكاركم جميعاً عند نقطة واحدة... أرواحكم... سوف نخرج بها من أجسادنا المرهقة... لا ليست النهاية... أنتم تتعجلون دوماً... فقط سنخرج في رحلة سريعة إلى خارج هذا البعد الذي نحيا فيه... سمعت هذا الصوت من بعيد... نعم أحسنت هو الإسقاط النجمي... فلنستشعر حتى دقات قلوبنا حتى نسمعها واضحة... و نسمع خرير دمائنا في شرايننا بوضوح... فلنسمو بأرواحنا خارج ذلك الكيان المادي المحدود... فليتعلق كل منكم بهذا الحبل الضوئي الهابط من السماء... هيا فلتغادر أرواحنا في تلك الرحلة... أتبعوني لنغادر ذلك البعد الذي يجمعنا... أنا أعرف الطريق جيداً... هذا هو البعد الذي نقصده... بعد طيفي غريب تسبح فيه أرواحنا بهدوء بلا حواجز... دعونا نقترب من هؤلاء الأشخاص... و لكن في صمت فأنتم لا تودون ان يراكم أحدهم... صدقوني...
كان الغضب بادياً على وجه (ليث) و هو يضرب بقبضته على مسند كرسيه الضخم المعلق في فراغ ذلك البعد الطيفي الغريب ما بين عالم الجن و عالم البشر، و قد تناثرت مقاعد حلفاؤه من حوله على شكل دائرة ليعقدوا إجتماعهم بناء على إستدعاء (ليث) لهم، و في وسط ذلك الحوار الدائر كان (ليث) يصرخ قائلاً:
ليث : أي نصر هذا الذي تتحدث عنه يا (قرشام) يا ملك جن الهواء؟؟؟ لقد تسببت في الإسراع بالمعركة بسبب تسرعك بإلقاء سلاحك السري من أبناءك الطفيليين و كشف نقاط ضعفهم مبكراً جداً، لقد أستطاع الضابط البشري التغلب على عائليهم ببساطة تثير الحنق لنفقد عامل المفاجأة، كان من المفترض ألا يتم الكشف عنهم إلا بعد أن يتم نشر الوباء بين أكبر عدد ممكن من البشر استعداداً للجولة الأخيرة.
ظهر الضيق على وجه (قرشام) متأففاً من أن يقوم بشري بتوبيخه بهذا الشكل و في حضور ملوك الجان ليجيبه قائلاً في حنق:
قرشام : هذا بالفعل ما بدأت بتنفيذه، و لكن جسد البشرية انهار و لم يحتمل انتقال كل هذا الكم من الطفيليين و فقدت وعيها بمجرد عودتها إلى عالم البشر، ولولا ذلك ما أخذوا عينة الدماء التي تسببت في كل هذا الهرج بعد ذلك، أما ذلك الضابط البشري و رفيقه فقد كدت أقضي عليهما بكراتي النارية لولا تدخل أخيك في اللحظة الأخيرة.
ليث : لن أقبل أية مبررات أو أية أخطاء، فخطتنا و معركتنا على المحك و من تلك اللحظة سوف لا يقوم أحدكم بأي تصرف دون أن آذن له بذلك.
ثم دار بعينيه في وجوه الحاضرين متأملاً ردة فعلهم تجاه كلماته قبل أن يستطرد قائلاً:
ليث : فلنبدأ بك يا (عرام)، فلتخبرنا عن استعداداتك لتنفيذ دورك في المعركة الكبرى.
عرام : كل أتباعي من الترابيين و جن المقابر على أهبة الاستعداد و قد عرفوا دورهم جيداً يا سيدي، و لكن دورهم سيكون محدوداً جدا نظراً لأن المعركة على ساحل البحر و سوف تقتصر مهمتهم على مهاجمة المؤخرة و تشتيت الصفوف كما أمرت يا سيدي.
ليث : و ماذا عن قواتك أيها الملك (أروشان) من جن الماء؟؟ و هل عثر رجالك على الأميرة (هفيف)؟؟
أنت تقرأ
حيث لا ترونهم
Terrorماذا لو أننا نراهم!!؟؟؟ نعم... الجن و الشياطين و الأرواح و الأشباح و الأطياف... ماذا لو رفعت تلك الحجب التي تخفيهم عن أعيننا لحكمه يعلمها سبحانه و تعالى؟؟؟ قال تعالى عن إبليس و قومه من الجن و الشياطين : { إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَي...