تناثرت أكواب القهوة الجافة على مكتب الرائد (هشام) و قد تعبئت الغرفة بدخان التبغ المتصاعد من المطفأة الضخمة المكتظة بأعقاب لفافات التبغ... بينما ظهر الإرهاق جلياً على وجه مساعده (طارق) بينما انكب كلاهما على حواسبهم لآلية يراجعون كل تقرير و كل شاردة و واردة قد تفيدهما بأية معلومة عن (نهال) أو القضية...
كان الصمت قد اكتنفهما حينما علا جرس هاتف (هشام) ليجيبه في لهفة و قد بدا عليه الاهتمام ليجيب محدثه قائلاً قبل أن يغلق الهاتف و هو ينتفض من على مقعده...
هشام : جيد جداً... سنوافيكم خلال عشرة دقائق...
التفت إليه (طارق) قائلاً في لهفة...
طارق : هل من أنباء جديدة يا (هشام)؟؟؟
هشام : لقد عثروا على (نهال) ملقاة في طريق مهجور فاقدة الوعي... و قد تم نقلها إلى المشفى في حراسة الشرطة... هيا بنا إلى هناك على الفور...جلس المشعوذ (عرام) في مجلسه المعتاد أمام المبخرة الضخمة بينما جلس أمامه (ليث) الذي ابتدره قائلاً...
ليث : والآن أخبرني بما تخطط له يا (عرام)...
عرام : أنا في خدمتك يا سيدي (ليث)... لقد تم إلقاء المرأة في طريق منعزل و أبلغ أحدهم الشرطة و بالفعل قد تم نقلها إلى المشفى فاقدة الوعي...
ليث : و لكنها سوف تخبر الشرطة بكل شئ بمجرد أن تسترد وعيها أيها الساحر...
عرام : لن يحدث ذلك يا سيدي... ثق بي...
ليث : و ما مصدر تلك الثقة التي تتحدث بها؟؟؟
عرام : إن الطبيبة (نهال) الآن تحت السيطرة الكاملة للشيطان (قرشام) ملك مملكة الجن الأحمر... جن الهواء كما تعلم يا سيدي... و لكي أصدقك القول أنا احاول منذ فترة طويلة استحضاره و أخذ العهد منه و لكن طلباته دوماً صعبه و هو صعب المراس بشدة... و لكن مؤخراً استطعت التواصل معه و اشترط تقديم قربان حي لإمرأة بشرية بمواصفات محددة انطبقت جميعها على الطبيبة... فانتهزت الفرصة و قدمتها كقربان له في تلك الغرفة ما بين العوالم التي تحوي بوابة إلى عالم الجن ما خلف المرايا... و التي استخدمها عادة ي عقد لقاءات مع الجن لعميلاتي اللاتي يرغبن في الذرية بدلاً من عقد تلك اللقاءات في المقابر المهجورة كعادة السحرة... و بالفعل قبل (قرشام) القربان و منحني العهد بعد أن استكملت جميع شروطه بإرسالي الطبيبة كقربان...
ليث : و ماذا بعد كل تلك القصة لم تجيب سؤالي بعد؟؟؟
عرام : الطبيبة الآن ملك للملك (قرشام) و قد ألتبس جسدها و ألقى فيها من سحره و جسده... و لأنه جن طيار من جن الهواء فطبيعته ألا يستقر في جسد الملبوس و هو ما أفضله عادة في ذلك النوع من الأسحار... حيث يستطيع الجني مغادرة الجسد عند أي محاولة استخراج ثم يعود إليه لاحقاً تاركاً المعالج في حيرة من أمره... وقد قام (قرشام) بإخفاء كل الأحداث السابقة من عقل الطبيبة من قبل أن تتسلم الجثة و تبدأ في تشريحها... و لا تتذكر الآن أي شئ حيال تلك الجثة ولا اختطافها ولا لقائك ولا زيارتها لغرفة البوابة ولقائها بالملك (قرشام)...
ليث : هذا جيد... و لكنك استغليت الفرصة لتحقيق النفع لك أيها الساحر المستغل...
عرام : ليس لي وحدي يا سيدي (ليث)...
ليث : لازلت لا أفهمك أيها الساحر!!!
عرام : إن الملك (قرشام) و جنوده على العهد معي... وهو في انتظار أوامرك بأن ينضم إليك هو وجيشه القوي من المرده و العفاريت في معركتك القادمة...
ليث : و ما المقابل هذه المرة يا (عرام)؟؟؟
عرام : فقط يا سيدي هو يرغب في أن يضمن تحالفك معه بعد حصولك على الأيقونة و تنصيبه ملكاً على ممالك جن الهواء... أما خادمك المخلص (عرام) فيطمع فقط في بعض الكنوز المخفية التي سوف تخرجها بعد انتصارك على أعدائك...
ليث : هل عرف عالم الجن بأسره أني قد قررت الحصول على الأيقونة أيها المشعوذ؟؟؟
عرام : أنت تعلم يا سيدي (ليث)... أن الأخبار تنتقل في عالم الجن كالنار في الهشيم... مثل تلك الأنباء عن المعركة الضارية التي قامت في القرية الملعونة و التي نال فيها الزعيم (نيفون) و جنوده الملعونين و المطرودين من العالم السفلي هزيمة نكراء على يد أخيك (معاذ) و جنود العمار الذين يؤازرونه...
أنت تقرأ
حيث لا ترونهم
Horrorماذا لو أننا نراهم!!؟؟؟ نعم... الجن و الشياطين و الأرواح و الأشباح و الأطياف... ماذا لو رفعت تلك الحجب التي تخفيهم عن أعيننا لحكمه يعلمها سبحانه و تعالى؟؟؟ قال تعالى عن إبليس و قومه من الجن و الشياطين : { إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَي...