جفل (معاذ) على يد رقيقة تمس كتفه تبعها صوتاً خافتاً كموسيقى ناعمة يقول...
حور : هل أصابك شيئاً ما؟؟ هل أنت بخير؟؟؟
عاد (معاذ) إلى واقعه مرة أخرى ليستعيد مشهد المكتبة مرة أخرى و قد اختفى المسخ من أمامه حينما التفت لينظر إلى مصدر الصوت...إنها هي... بصفاء وجهها و إشراقه... بعينيها الصافيتين الواسعتين كبحر يجذبك إلى أعماقه... بخصلات شعرها المتناثرة التي تزيدها جمالاً كأميرات الأساطير التي تزخر بهم روايات المكتبة... و ذلك الصوت الملائكي العذب المفعم بالحيوية و الحزم و الرقة في مزيج غريب... تلك اللمسة الحانية من كفها الرقيق القوي كأصابع الجراحين يحمل المشرط و العلاج في آن واحد...
حور : هل أنت بخير؟؟ هل تعاني من وعكة ما؟؟
ارتبك (معاذ) بشدة حينما انتبه إلى أنها تحادثه بينما هو متجمد أمامها يتأملها في شرود... فلملم شتات نفسه بصعوبه و لأول مره يخرج صوته مجيباً من يحادثه... خرج صوته عميقاً لا يخلو من رعشة ارتباك ظاهرة...
معاذ : أنا... أنا بخير... فقد شرد ذهني قليلاً... عذراً...و انسل هارباً بخطوتين واسعتين قبل أن تهتف في صوت خفيض...
حور : انتظر...حادثته نفسه أن يتجاهلها و يبتعد و لكنه توقف في موضعه ليلتفت إليها متسائلاً في بطء بينما يتصبب عرقاً رغم الطقس البارد لتقترب منه بخطواتها الرشيقة كأنما تمس الأرض مساً و تقول بابتسامة خجلى...
حور : الكتب...
لم يدرك مرادها... فنظر إليها متسائلاً و قد بدت الحيرة على وجهه قبل أن تستطرد موضحه و هي تشير إلى عربه اليد الصغيرة التي يدفعها...
حور : ألن تعطيني الكتب التي طلبتها...
انتبه (معاذ) إلى الكتب التي كان في طريقه ليعطيها إياها فحملها في ارتباك ليعطيها إياها و مبتسماً و لازال ينظر في عينيها مباشرة قبل أن تأخذها منه قائلة...
حور : شكراً لك...
و انصرفت إلى مقعدها لتجلس في هدوء متحاشية النظر إليه...مرت الساعه المتبقية سريعاً ليتوافد الطلبة المتواجدين في المكتبة على (معاذ) ليعيدوا الكتب المقرؤة و يستردوا بطاقاتهم المكتبية وسط توتر (معاذ) الواضح الغير معتاد... انصرف الطلبة جميعاً و لكن تبق لدى (معاذ) بطاقة واحدة باسم (حور)...
غادر (معاذ) مكتبه في توتر متوجهاً إلى نهاية رواق المكتبة حيث تجلس (حور) بخطوات مترددة حتى بلغ وحدة الأرفف الأخيرة ليمر إلى جوارها ببطء... و لكن لم يكن هناك سوى كتاب واحد موضوع على مائدة القراءة و لا أثر لصاحبة البطاقة الأخيرة... (حور)...جفل (معاذ) منتفضاً للمرة الثانية في تلك الليلة حينما شعر بتلك اللمسة الرقيقة على ظهره ليلتفت في سرعة ليجد ذلك الوجه الباسم الرقيق قبل أن تبدأه (حور) بالحديث قائلة...
حور : هل تبحث عني؟؟ عذراً أنا لا أعرف اسمك...نظر إليها (معاذ) في دهشة للحظات قبل أن يجيبها قائلاً...
معاذ : نعم... لقد حان وقت إغلاق المكتبة و انصرف الجميع فيما عداكي...
أنت تقرأ
حيث لا ترونهم
Hororماذا لو أننا نراهم!!؟؟؟ نعم... الجن و الشياطين و الأرواح و الأشباح و الأطياف... ماذا لو رفعت تلك الحجب التي تخفيهم عن أعيننا لحكمه يعلمها سبحانه و تعالى؟؟؟ قال تعالى عن إبليس و قومه من الجن و الشياطين : { إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَي...