1: مُلتقى.

22.7K 314 244
                                    

1
تَمردَ الفُؤادُ وإنتفضَ الوِجدان
وَهبتُكَ قلبي.. بِذُعرٍ أن لا يكونَ لكَ كافيًا
.
.
.

يرتب شنطته بوتيرة ثاتبة وعيونه مركزه على أخر قطعة من ملابسه ناوي ياخذها

الساعة كانت تتجاوز ٧ بقليل

تنهد ومرر كفه على شعره الفاحم اللي بيودعه بحلول الغد، دخل أبوه مقاطع أفكاره المتخربطة واللي ماكانت مركزة على شي محدد

: ماخلصت؟

نطق بصوته الخشن يحكي قليل عن هيبته ووقاره، رد الثاني لما سكر الشنطة بدون مايقفل السحاب

: أيه يبه، خالص

: أبيك تبهرهم ياولد همام

مرتسمه إبتسامة فخر على مُحياه وهو يناظر ولده اللي قام بطوله الشامخ وبنيته القوية، رد مبادل أبوه الأبتسامة

: أبشر يبه

: كفو وأنا أبوك، أجل العشا زاهب أمك تبي تكحل عيونها فيك قبل ماتروح

.
.

دخل على جده بعد ما سلم وجلس بجنبه، ناظر بحفيده لوهله، يركز بجسمه الواهن وقصر قامته، تنهد بضيق

: رتبت عفشك؟

: كل شي جاهز يبه

عض شفته وهو قلبه مقطعه على حاله، مايبغى سلاف يروح بس التجنيد إلزامي على كل الشباب اللي بسنه

ماكان صعب على المعني انه يدرك ضيق جده عجمان ف قال بنبرته الهاديه بعدما وجه عيونه للفراغ : لا تحاتيني، كلها إلا دورة تدريبية

: استودعتك الله اللي ماتضيع ودائعه ياولدي، محاتيك محاتيك لكن ثقتي بالله أكبر

إبتسم بصدق لحنيته، راسه يملاه الشيب وكل شعره لها حكايه وقصه، اللي مر فيه ماهو ببسيط في سبيل تأمين حياه حفيده المنتظر بعد وفاة امه

رجع عجمان أنظاره لسلاف : خلك ملازم لعماد، ولا تبعد عنه إنتوا ا-

قاطع كلامه دخول شاب بشرته أقرب للشحوب وندبة بخده الأيسر محفورة على وجهه بعنف، عيونه كانت ناعسة رغم حدة باقي ملامحه، يعتليها شعر قصير بني مبعثر

شجُونْ. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن