دفِين.

22 6 0
                                    

ولازِلت أتذكر، تِلك الصفعة التي تلقيتها مِن معلمتي للغة العربية عِندما أخطئت في لفظ كلِمة«أهرام».
لقد كُنت صغيرة لِلدرجة التي لم تسعني لِمعرفة أنها فعلت هذا لِجعلي أنطقها أو لمصحلتي كما قالت أمي.

ولكِني كرهتها، كرهتُ فِكرة أذيتي لِذلك عندما جلبت تِلك الهدية لِي لنجاحي في أمتحاني الأول.
كُنت أريد تكسيرها فوق رأسها ولكِني كتمت ذلك بأقصى طريقة، فلَم أريد من أبي يأتيني بصفعات، وهكذا نشأ غضبي تجاه العالم.

مُنذ صغري، وأنا أكتُم مشاعر غضبي، مشاعري السيئة
أضعها في نفسي، ولا أظهرها.

عِندما كُنت أتعرض للضرب مِن أبي، فكرتُ بأشياء عدة إلا أن أعطيه ردة الفِعل الضعيفة، الذي أرادها.

كُنت أكره وبشدة، حينما يظن أنه قادر على جعلي أبكي بسبه، ولكِن في وسط كُل ذاك أردت إيذائه، وسماع صُراخه المترجي، والأستمتاع بِهذا.

ولكِن فعلًا لم أعرف يومًا كيف أخرج مشاعري السيئة، كيف أخرج حتى مشاعري ولا أكتمها.

ولكِن تلك المشاعر تفوق قدرتي، وأنا أتخيل طعن أمي أحد عشر طعنة، وتقطيع رأسها بمنشار مثلا.

وطبعًا كالمعتاد، لكي أفرغ المشاعر التي زادت عن حدها، أظل أصفع نفسي، أن أحرق أصبعي لتجاهل الشعور السيء.

ولكِن لِمَ هذا؟ لأنني نشأت في بيئة تجعلني مريضة نفسية.
أو تجعل شعوري دومًا أفظع لِلحد الذي يُنسيني بأني طفلة بالحادية عشر عندما صرخت أني أريد طبيبًا نفسيًا.

كم هذا مبتذل.

وأنا الآن مزيجٌ سيء، لكِل شيء أرادت أمي أن يكون مثاليًا.
هل ظنت أن لفظي لِكلمة أهرام وتلقي صفعة مقابلها ستجعلني تِلك الطالبة المثالية.
ولكِن مفاجأة يا أمي.

أنا العاهِرة المثالية الآن.

أناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن