ELEVEN

246 17 9
                                    

















أود أن أكون الهواء الذي يسكن رئتيك للحظة فقط أود أن اكون بتلك الخفة وبتلك الضرورة
- مارغريت آتوود















.....






















مطر الربيع يرزحُ الشبابيك الواسعة يرنو إلى تلك المساحة المحمومة بالحب والشغف
الأريكة المُعتاده التي لاتكاد إلا أن تسع العالم ليس فقط جسدين يلتحمان قلبيهما في نقطة أبديه
بالنسبة لكيونقسو توقف الزمن لم يعُد يشعر بمرور الوقت ولا دقاتِ عقارب الساعة التي تتوسط الجدار
كان يشعر فقط بأنفاس جونق إن تضربُ عنقهِ وهو يغوض في دنيا أحضانه دون رغبة للعودة إلى الجحيم
تحسست أيدي كيونقسو عنق جونق إن خديه فكّه الجارح
شفتيّه الناعمة الملمس وخط طويلاً لافاصل به مرورًا بأيدي جونق إن يتحسس براجم أصابعه النحيلة تلك الأصابع المُقدسة التي تعزف أكثر المعزوفات جنونًا وملامسة للقلب والروح
إمتدادًا إلى باطن كفِه يشعر بتنهيدات جونق إن تضرب صدره ليسحب يد جونق إن نحو خده يتحسس دفء باطن يديه
يُغمض عينيه أثر شعوره بتلك اللمسة
كأن هذه اللمسة الحانية تمتلك أمانٌ مطلق أبدي
لم يكن للكلمات مكان أراد كيونقسو أن يشعر بجونق إن ان يُطفئ لهيب الحنين في كل لمسة يشعر بها من أيديّ جونق إن في كل رعشة ترسلها أي لمسّة يحسّها منه
كان جونق إن يشعر ويديّ كيونقسو الصغيره تتجول بين وجهه وعُنقه وقلبه
أن الصحراء تزول عن قلبه وان الخدر الذي ينتابه يذهب بعيدًا
وإن الألم يتلاشى مثل شمس المغيب
مد يده ليسحب خُصلات الشعر الرقيقه عن أذن كيونقسو ليقترب من أذنه ويهمس
" ألستَ جائعًا"
أبتسم كيونقسو حينما شعر جسده بحرارة أنفاس جونق إن تضرب إذنه وخدِه
" هل ستعد لي قهوه بدلاً عن الطعام؟ "
أبتسم جونق إن ليُردف
" بالطبع "



.....














اتكئ كيونقسو على الطاولة يتأمل جونق إن وهو يمزج القهوة في الماء الساخِن
يحركها ببطءً وعلى مهل
كان وسيمًا بذلك الكنزة السوداء التي تبعث إحساسًا عارمًا بالدفء
بتلك الإبتسامة التي ترنو على طرف شفتيه مثل معزوفة
تنتشرُ تحت جلد كيونقسو
ضربات قلبه تتلاحق
" أريد تبريراً "
تحدث جونق إن بنبرته الهادئة
رفع كيونقسو حاجبه
" في ماذا ؟ "
أردف جونق إن دون أن يرفع عينيه عن أكواب القهوة
" في كُل ماحصل !"
شعرَ كيونقسو بفمه يجفّ أشاح بوجهه
أغرورقت عيناه شعرَ أن اللغة بداخله مربوطة في قدميها
وإنخرطت ذكريات الإيام في عقله ك عقدة مستعصية على الشرح
" أجعل الأمر سهلاً عليّ"
قالها جونق إن وهو يقترب بكوب القهوة الساخن يضعهُ جانبًا من كيونقسو
يتصاعد البُخار من كوب القهوة في طقس رُمادي مُتجمد
" كيف أجعله أسهل ؟ "
بصوت مُحشرج نطق كيونقسو وعينيه تتابع تصاعد البُخار
كيف يجعله أسهل ؟ كيف؟
كيف يجعل كيونقسو تلك الصورة التي جمعتهم
رسالة تهديد زوجته
والعذابات اللانهائية طوال تلك المُدة
أسهل!
ألتقط نفسًا ليهمس
" لقد كان عذابًا مدمرًا ولكنني أخترت أن لا أدخلك في فوضى حياتي أن لا أجعلك تتألم معي انت تعلم أن هذا الحب لا أمل فيه ولكنني صارعت الكثير لأجله ولازلت اعيش على مشاعري إننى أتغذى عليها لكي أكون بخير إن حبك يجعلني أجاهد لكي أصمد في وجه كل شيء كان مجرد التفكير فيك مثل ضماد مثل الضمأ لم يكن أمرًا سهلاً لم أكن قويًا كفاية ضد كل مافي حياتي حتى أكسبك ولكن "
صمت كيونقسو ليمسح دمعته الحارقة التي إكتسحت خده دون أن يأذن لها
مسحها بسرعة قاسية
ليُردف
" لكن ظننت إنني كل شيء في حياتك ظننت أن حبي لايمكن أن يمحوه هذا الفراق لم أكن أعرف أن امرأة حلت مكاني في حياتك وعرفت ورأت اشياءً ظننتها ملكي "

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 01, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

PANPHOBIAحيث تعيش القصص. اكتشف الآن