TWO

637 50 48
                                    


















....






في بعض الأحيان تتعبُ الروحَ من الهرب ، العالم صغير لدرجة أنك لاتدري أينَ تفرّ بِجلدك














...























دلفَ الى منزِله الضخم بصعوبه ورجليِه كانتا مُرتخيتان من شدّة الخوف تكادان ترفضانِ حملِه بعيداً
أستجمع كُل طاقته بصعوبه وسارَ بصعوبة في الصالة الواسعه نحو الدرج إلى الدورِالأعلى في جُهدٍ فوق طاقة البشر كأنّهُ يعبر مُستنقع أو يغوص في الثلجِ حتى الرُكب
نظرَ نحو المكان حولِه ليجد طفلهُ يلعب بودّاعةً تجلسّ زوجته على الكُرسي يفوح عبير زهور كأس الشاي خاصتها في أرجاء الصالة الواسِعه
مضى نحوِهم بإندفاع مالبثَ أن كبحه لكيلا يُظهر شيئاً من إرتباكه

خلع الخادم عنهُ مِعطفه وصوت ترحيب أبنه وزوجته يجيء حول أُذنيه
نظر نحوَ المكان حولهِ ولاتصادف عينيه إلا الأشياء المألوفة الخاصّه بِه والمطمئنه
إستعاد هيئة رصينة في الظاهر فيما كانت امواج الإنفعالات الباطنية لاتزالُ تهزُ روحِه وصورة العازف جونق إن صوت موسيقاه رائحتهُ ومذاقُ المشروب بين شفتيه الضجيج وهمس العازف كلماته الدافئه ولمسات يديه
(أيُها المحامي كونك نبيلاً لاترحل وتترك بقايا ذلك الأحاسيس خلفك)
(سنيور)
رجّفة سرت بجسده أثرَ تذكرِه لتلك الكلِمات
وشعر بيدٍ بارده وُضعت على كتفه ليجفل ويلتقط نفساً عميقاً
رفع بصرِه ليجد وجهَ زوجته يحملُ علامة تعجُب وإستفهام
خلعَ بصعوبة غلالة وجهٍ جهِد في جعلِه مُنشرحاً وقد قرّ منهُ العزم على الظهور بمظهر طبيعي
همست زوجتِه بنبرة عِتاب غريبة
" الوقت متأخر جداً عزيزي كيونقسو "
قبّلت خدّه فإنتاب كيونقسو رغماً عنه شعوراً ممض بالإشمئزاز ليسحب جسدِه بُسرعه ينحني ليقبّل جبين طفلِه الذي كان يلهو


...










جلسا على مائِدة الطعام
تنهد كيونقسو وهو يتأملَ صحن طعامهِ المليء طعاماً بإنعدام شهيهْ تحومُ في ذاكِرته صورةَ ذلك الرجل البوهيميّ وحينما الذي خرج مسرعاً دون أن يأبهَ بطلبِه الأخير خرج بسبب الخوف
لايزال يشعُر برائحة عطرِه تداعب أنفِه وحرارة أنفاسِه حول خدّيه وأذنه وصوت همساته ونظرات عينيه المُتقاطعة المُلهبه للروح

قطع حبل أفكارِه صوت زوجته لينظر نحوها
" مابالك كيونقسو تبدو متشنجاً ثم لماذا لم تخلع قُبعتك ؟"
سألت وأرتجف كيونقسو حين لاحظ أن ارتباكه يخونه فقامَ على عجل وإتجّه نحو الصاله ليخلع قُبّعته السوداء
هُناك تملّى صورته في المرآة الجداريه وشعر برغبة أن يعود نحو ذلِك المكان وذلِك الضحيج بدا له أن وجهه القلِق قد يُفصِح
عن إرتباكه
أخذ نفساً عميقاً متقطعاً ليستعيد ثقتِه ويعود لمائِدة الطعام

PANPHOBIAحيث تعيش القصص. اكتشف الآن