THREE

568 47 25
                                    







....








(فتور الحياة ليسَ مرهوناً بالأشياء الخارجيه ، بل هو إنعكاس لحياة سوداء لاتكترثُ بعُمق العالم)








































إحتكاك يداه بِغلاف الكتاب الجلديّ اصدر حفيفاً صغيراً في سكون الغرفه
الهواء اللاذع كان يُحرك ستائر الدانتيل ويدخلُ مثل لصً يُبدد سكون الغرفة في بُرودته
السماءُ شتويةً غسقية وكئيبة
تفوحُ رائحة الكآبة بالمكان وقهوةُ كيونقسو الموضوعه بجانبه وبردت بسبب نسيانهُ لوجودها
نظر كيونقسو نحو السقف المُزخرف بشكلٍ جماليّ يُصارع ذكرى تلك القُبله يشعرُ بنبض شفتيه ورائحة جونق إن تداعب أنفه
ولمساته الذي جعلت جسدهُ يشعرُ بالبرد المُخيف طوال الأسبوع كأنما صابتهُ حُمى أبديه!
وضعَ الكتاب بغضب لينهض وهو مُقر أنه لاينبغي أن يستسلم لهذه الأحاسيس والآمال الناعِمه لأنهُ كان يعلم تماماً أن هذه الأحاسيس ماهي إلا جلدةٌ سوطَ خوفِه الناعِس
خرج يفركُ صدغِه بوجهٍ مُصفرّ وجسدٌ متعب
ضمّ جسده البارد بيديه علّه يحصل على الدفء
ليسمع صوتَ زوجته وهي تتكلّم بنبرة قاطعةً قوية وطفلهُ يفيضُ بالتوبيخ في ضجيج يقطعهُ بكاء وشهيق
فزعَ كيونقسو وكان حالهُ منذ تلك اليوم كلما سمع صوت أو ضجيج يجد ردّ فعله خوفٌ حارق من أن يكون انكشف ماحصل لهُ
دلفَ للصالة ليشعُر بالذعر بسبب وجهَ زوجته الغاضب ونظراتها الحارقة التي ألقتها عليه
أرتجفت يداه ليتقدم ينحني بهدوء يحمل طِفلهُ يغمر جسده الضئيل بداخِله يشعُر بدفء الحُضن يبدد خوفه بشكل تدريجي
حتى قطع لحظته صوت زوجته اللاذِع
" كيونقسو كفاك دور الأب ليس فقط في أن تحتضن طفلك وسط غضبي "
أبتلع أجيجَ لُعابه ليرفع رأسه ينظر نحو عيناها الذي يتطاير شررَ الغضب منها
لم يكن يخافها بقدر ماكان يخاف أن تصرخْ حواسّه بالحقيقة اللاذِعه لإحاسيس مُبهمه!
إمتقع وجهِه ليطلق زفرة مضنيه يُفلت طِفله لينهض ويقف أمامها يضع غلالة وجهٍ واثقه تعكس الفوضى التي تحدثُ بداخِله
" انت فقط لاتجعل لغضبي ثمناً تأتي لتحتضنه وتنهي الموضوع حتى يعود ويكرر الاخطاء تلك كفاك كيونقسو "
تنهدَ يشعُر بإرتياحٍ طفيف ليقترب ويمسك يدها بهدوء يسحبها ليقبّل باطن يدها بِلُطفه
همسَ بدفء ونبرة حنان
" أريد فقط أن نشعر أننا بخير لامزيد من الصراخ "
نظرت نحو عينيه نظرة مُباشرةً نظرةً طويله
أنتفضَ كيونقسو لنظرة عينيها أحسّ بأعضائِه تتشنج والخوف ينفخُ افكارِه التي كانت تتحرك في فوضى برأسه شعر أنه سيفقد صوابه خلال ثانيه يسيّره الخوف مثل محكوم عليه يسير الى المقصله

شعرت زوجته برجفة يديه لتبتسم تقترب لتحتضنه وتُقبّل خده
" كم لك قلباً يفيض بالحُب "
همستها بإذنه
كان سينهار جسده بسبب الخوف الذي شعرَ به هذه اللحظة شيء مثل دبيب نملٍ في كامل أنحاء جسدِه شعر ان لاقيمة لجسده لاقوه ولا قدره حاول التمسك بظل الأشياء الوهمية حوله بحثاً عن الطمأنينه من إحساس الخوف الحارِق لولا أن انقذه وجود الأريكة خلفهُ ليبتعد بهدوء عن زوجتِه ويرمي جسدهُ المُتهالك عليها مثل خِرقة








PANPHOBIAحيث تعيش القصص. اكتشف الآن