ONE

1K 59 59
                                    















...
















ثمة مناخاتٍ فاترة تجعلُ سعاداتً معتدلة أكثر إغاظة من المصائِب










....
















تأمل الطقس الكلاسيكي حوله وهو يتمسك بكأس النبيذ خاصته
كان هناك مُندهش شيء قلق يرجفُ في صدرِه ويرومُ الإنفلات
فهِم أخيراً أنّها ضحكة مسجونةً تريد أن تتحرّر
أنفجرت وسط الطقس الهادئ الكلاسيكي والمجتمع البرجوازيّ تلك الضحكة مثل سدّادة زجاجة شمبانيا وتحولت إلى تنغيماتٍ قصيرةٍ مرصّعةٍ
كان يضحك ويضحك وينتابه بعض الأحيان خجل من إفراطه بالسُكر ولكن لايلبث إلاّ ان يعاود للضحك
كانت أعصابه المُطلقة العنان تختلج وكأنها مُكهربة وحواسّه المُهتاجة تستعيد قوّتها وعنفوانها
لأول مره منذ عدة سنين أكلّ بشهية حقيقية وشرِب كظمآن

روحِه المعكّره كانت تتعطش للحياة كان تستنشق متعة الحفل ويتأمله الجميع بأستغراب
"كيونقسو مابِك؟"
إلتفت وهو مترنحاً وفي عينيه ضحكة
نظرة عينيّ زوجته تلك البارده عيناها اللتان تفتشانهِ بعِناد بدّدت لحظته الشغوفه وإبتسامته الجنونيه لينظر نحوها بملل
" لمستواك ومقامك هذا تصرفٌ غريب كيونقسو "
تحدثت بصوتها الذي يحمل نبرة إستغراب
عادّت الموسيقى ليتشتت ذهن كيونقسو الذي وقف صامتاً وسط ضجيج الاشياء حولِه
" هل ننصرف؟"
سأل قلِق
لتتوجه زوجته تحمل معطفها تلفُ جسدها بفروها

بقيا صامتين طوال المسافه وهما جالسين جنباً إلى جنب
لم تكن تجرؤ زوجته على النطق بكلمه تثير اشمئزازها غرابة تصرفاتُ زوجها الذي عهدتهُ نبيل
ولم يكن يجرؤ كيونقسو كذلك على النطق يعلم فداحة ان تكون حُراً في مُجتمعٍ كل عاداتهِ محتومةً مكتوبه
كان يستشعرُ بتصرفاتهِ وروحهِ الجديده خطراً جديداً
صمت قليلاً يتأمل الشوارِع المُعتمه وخلّوها من المّاره والليل الذي هبط كئيباً
همسَ بعدها للسائق أن يقف لتنظُر نحوه زوجتهِ بإستغراب لم تنبس بأي حرف ألتزمت الصمت وحكمت أعصابها المحمومة بالغضب
شاحت بوجهها القاسي البارد إلى الجِهة الأُخرى
شدّ المُحامي معطفه يحمي جسده من لفحة الهواء البارِده لينزل بالطريق الغسقي والطقسُ الهامد يتأمل السيارة وهي تعبر متخطيةً له

...













عبر عدة خطوات تنهبُ خطواته الطريق عبر الشوارِع المظلمة الخالية محرراً جسده وروحه من أحاسيسه أحسّ أنهِ بمأمن
وأن الثقل الذي ينوء بِه قد زال
وقفَ أمام الملهى الصغير في أحدى أزقة الشارع أحسّ بنّشوة غريبة تختلج صدرِه
أحسّ أنه يريد أن يدخُل هُنا بكل روحه وأنه ولبضع ساعات رُبما أن يكون لامبالياً مرحاً ويفرح ولكن ليس أيّ فرح ذلك الفرح الأكثر وعياً وقوة وليس قناع الفرح الذي كان حالهُ طوال السنين

PANPHOBIAحيث تعيش القصص. اكتشف الآن