FIVE

526 38 55
                                    












*الحقيقةُ داكنةٌ تحتَ جفنيك*
-ر.ك















...













مذياعَ المكتب مضبوطاً على بثّ لموسيقى كلاسيكية كان الطقسُ مُشمساً في ذلك الصباح
ونسائمُ نقيّه آتيه من البحرِ تنبسطُ على مرورِ الناس في الشوارِع
كانت نافِذة مكتب المُحاميّ تطلّ على واجهات بعضَ المحلات

وضعَ المحاميّ كوب قهوتِهِ على مكتبهِ ليسحب بعضَ الأوراق يتابع سير بعض أدلة التحقيقات في أحدى القضايا الذي يُمسكها
تأمل الصور بحثاً عن أدّلة أخرى تخصّه تصفح بقية الأوراق
تناهى إلى سمعِ  المُحاميّ صوتُ المارّه والموسيقى الكلاسيكية من المذياع وأستشعرَ حتى صفير الريحِ الخفيف وهو يعبُر فجوات النافِذه
حبسَ أنفاسِه على إيقاع هذه اللحظة الهادئه ليتمسك بدفء كوب قهوتِه
احسّ كيونقسو بمأمن وهو يخوض بحياته العمليه مجدداً وأنّ ثِقل أحاسيسهُ تجاه جونق إن الذي ينوء بِه قد زال بشكلٍ ما
نهضَ ليجمعَ أوراقِه ويخرج من مكانِه مُسرعاً بإبتسامةً مرِحه أكثر وعياً وقوه


...














دلفَ كيونقسو إلى منزِله يرمي مِعطفه جانباً وحقيبتهِ ليقبل ويحتضن زوجتِه الجالسه بهدوء على الأريكه
انحنى ليحمِل طفلِه الجالس بهدوء
نظرَ نحو زوجتِه بأبتسامته الواسِعه ليتحدث يطرد علامات الأستغرابِ التي بدَت على وجهها
" سنخرج اليوم لنتجول "
نهضت من مكانها لتنظر نحو كيونقسو وتُردف
" لكن هل انتَ بخير عزيزي؟ "
أبتسم كيونقسو ليُقبّل خدّيها
" بالطبع لذا عليكِ ان تستعدي للذهاب هيّا"

،،،











كان كيونقسو وزوجتِه التي تحومُ حولَ رأسِها علامات تعجّب من تغيرات كيوقنسو المُفاجِأه
يمشيان سيراً على الأقدام من منزِلهم إلى مُنتزه شهير في وسط العاصِمه  حتى وصلا لوجهتِهم المنشوده

جلسَ كيونقسو على أحد المقاعِد الخشبيه يتأمل طِفلهُ وهو يلعب مع امّه
يتأمل إبنه وهو يتجول في كُل بقعة وترنو إلى مسامِعه ضحكات طفلِه وزوجتِه المُسافره في طقسِ السماء المُشمس
كانت الريحُ الصافيِه تهبّ فجأه تُحرر روحَ كيونقسو من خوفِه
احسّ كيونقسو أن روحِه تندفعُ إليها أمواجِ دافئه مثل فرحةً غريبه تغمُره دفعةً واحِده
نهضَ متوجهاً لزوجتِه بخُطى حثيثة ، خفيفة ، مرِنه
مع نشاطٍ ووقارٍ لم يعهدهما فيِه
ودّ كيونقسو لو يركض ويرقُص ويتجول ويصرخ تحت سحر هذه اللحظة الجذابه
التقطَ طفلِه الضاحِك الذي عرقلَ حركة والدِه لتنغمسَ أجسادهم في المرجِ البارد الرطِب
تتعالى ضحكة طفل كيونقسو ووالدته ومقاومة كيونقسو المُصنطعه ضِد طفلِه الذي كان يقبعَ فوقِه
قبّله كيونقسو كثيراً وودّ لو أن يغمُره بجسدِه ويخبئه عن العالم
شعرَ كيونقسو كم هو محظوظ بهذه الحياة الرتيبة بالعائلةِ حولِه التي لاتفتأ تُكلله بإحساس الأمان والطمأنينة التي كان يتعطّش طوال تلك الليالي للحصول عليِه تلك الرتابةِ التي حُرمِ كيونقسو مِنها في كّل أيام الصمت تلك حيث لم يخطُر ببالِه غيرَ فكرةً وحيده وهي جونق إن عقيمةً وحادّة مثلَ سكّة المحراث ، أضنتهُ تماماً !
أراد كيونقسو أن يتوقف عن الدربِ العثر ذاك الذي خطاهُ خلف جونق إن دون وعي مِنه وإراده أراد أن يتخلّص من ذلكَ الدرب الميّت
تلاقتْ عينيّ كيونقسو بعينيّ زوجتهِ التي كانت تبتسِم بودّاعه يُحرك الريحُ خُصلات شعرِها
فكّر أنها تنظر لهِ على أنه الرجُل الأقوى والأكثر حِكمة في هذا العالم
فقال في نفسِه أنه لاينبغي أن يواصل السير في دربٍ لا أمل فيه للأبد
وأن يبقى هُنا محاطاً بالدفء والأمان حتى لو كلّفه هذا البقاء حقيقة قلبِه
أراد كيونقسو أن ينسِفَ لعبة القدر تِلك خلفِه أراد ذلِك بقسوه !



PANPHOBIAحيث تعيش القصص. اكتشف الآن