NINE

233 20 4
                                    











-حدث تمزقٌ في نسيج الكلمات .. كبر رويدًا وامتدّ حتى أصبح صمتًا ، الصمت الثقيل الفارغ ماكان ينبغي له أن يكف عن الكلمات ..*














...









لمست قدميه المُرتجفه سطح الأرض البارده ليرتجف جسده
إبتلع كيونقسو ليطوق يديه حول جسده كأنه بهذا سيجلُب الدفء لبردِ جسده تقدم عدة خطوات يسحب المنشفة الموضوعه على الطرف الآخر بجانبه
لم تكن إرتعاشاته ورجفاته تنمُ عن برودة الطقس فقط
بل كان يرتجف من الخوف والوحده والقنوط
يهزّه هذا النواح الذي يكتمه الأسى والخوف الذي كان أشبه بنهرٍ بلا مياه مجرى جاف مليء بالحجاره الجّافه


جلسَ على الأريكة ليسحب ألبسته يرتديها ببطء يتأمل تسلل الشمس الهادئ من خلال النافذة الواسعه
وعقارب الساعة التي كانت تقضم الوقت دقيقةً تلو الأخرى
يشعر كيونقسو أنه مسحوقًا تحت رحمة الترقب والإنتظار
تسحق دماغه فكرة أنه ربما في أيّ لحظة سينتشر خبره بين مُجتمعه وسيصبح عارهم ومحطَ نميمتهم وأحاديثهم الساخِره في أوساطِهم

اتكئ برأسه للخلف ليطبق عينيه محاولاً طرد هذه المخاوف ولكن هيهات!
تزوره أطياف تحمل جونق إن وذكرى رائحة جسده العطِره وبوهيميتيه التي عِشقها وتفاصيله الذي لايعرف وضوحها سوى قلبه
مسح وجهه بيديه وكأنه سيطرد هذه الذكرى  بشكلٍ ما هذا الشتات في أفكاره والتداعي
ليسحب معطفه وينهض ببطء يجرُ جسده الواهن خارج الغرفه
تنهد حالما وقعت عينيه على الظرف الذي كان يحمل صورته هو وجونق إن وخط زوجته واللعنة التي تنتظره خلف هذه الورق
اشاحَ ببصره ليخرج مسرعًا كمن كان سيهرب للأبد


....
























طوال الليالي التي مضت استنفدَ جونق إن كل طُرق البحث والوصول للمُحامي كيونقسو حتى وصلَ الى مرحلة يتخللها فقدان امل موجِع خارج عن سيطرته ورغبته

جلسَ جونق إن على كُرسي البيانو بين ضجيج الحانة والراقصين وتناهي الأحاديث اللانهائي كان يتأمل مفاتيح البيانو ويشعر وكأنه تلاشى كل شيء من ذاكرته ولاشيء سوى صورة ذلك الوجه الوديع  لكيونقسو والعينان الواسِعه والنظرة الحزينه الآسره مثل الطعنة
كان خروج كيونقسو المُفاجئ واختفائه شيء ميت اشبه بالجيفه تفح منه نتانة الجرح الذي بلا أمل
كان إحساس جونق إن بعدم إكتراث كيونقسو بمشاعره يشبه تلك الدقيقة التي تسبق الموت الفعلي ، موت الجسد

عاود ليتأمل مفاتيح البيانو وشعرَ ان بينه وبينها حاجز بلّوري يفقد القوةَ ليكسره بإرادته
تنفس الصُعداء لينهض تاركًا خلفه شغفه ليسحب معطفه ويخرج ليضرب بشرتهُ الهواء الجليدي دون هواده
واصل المشي بخُطى لا نهاية لها لقد كانت الايام التي مضت بدون كيونقسو بطيئه متشابهه يكتسحها الجمود تتراكم بلا أدنى بريق وكان عددها ينمو ويصفرّ مثل أوراق شجرة

PANPHOBIAحيث تعيش القصص. اكتشف الآن