𝑫𝒓𝒂𝒌𝒆𝒏❣︎

11.7K 256 170
                                    


لو اِمتلكت الأشجارُ القُدرة على النُّطق ، لغنّت فرحًا و حُبًّا باِقبالِ فصلِ الجمال!
أين تتبدّل أغصانُها اليابِسة المُنكسِرة ببراعم خضراءٍ زاهية ، و أزرارُ الوردِ تتفتّح و تُصبح أكثر بهاءً مُخلّفةً لوحةً أخّاذة بألوانها الفاتحة.
و تعود أمواج البحر للهُدوء فاسِحةً المجالَ للصّيادين بالعمل و تأذنُ لهم بركوب البحر لاِستخراج أنواعِ السّمك التي تختلِف كلّ فصل.
فأهلا بالرّبيع ، و بِنوره و بهجتِه و حُسن مظهرِه و طيب نسيمِه

و بذِكر سيرة هذا الفصل في بلدٍ معيّن "اليابان" فستُرسم في أذهاننا صورة لأشجارِ الكرز المُزهرة أو ما تدعى هناك ب "الساكورا".
حيث لها تأثيرٌ في الثّقافة ، الفنّ ، الأكل ، و العديد من جوانب المعيشة في المنطِقة ، و يتعلّق معناها بلِقاء أو إفتراق النّاس أو نِقاط تحوّلهم في الحياة.

ألقى بطل القصّة القصيرة خُطواتِه مشيًا بهدوء ، ذي الطّول الهائِل و الجديلة الشّقراء ، و ما يميّزه غير طولِه إلّا وشمُ التنّين الدّاكن في صدغِه.
مرّر أنامِله على أوراقِ الشّجر المُخضرّةِ النّديّة ، بينما يدرُس جُغرافيّة المنظرِ الطّبيعيّ مؤيّدًا في قرارة نفسِه رأي أصدِقاءه بجمالِه.
مازحَ النّسيم الحامِل للدّفء الخُصلة المتمرّدة التي هربت من قيدِ الظفيرة ، فمالبِث أن أحسّ بحركةٍ رقيقة على ظهرِ يدِه المتّكِئة على الحافّة.

اِستفسرت ملامِحه عن هذا فغيّر من جِهة منظوره ليَكتشِف أنّها مجرّد فراشة ، تميّزت عن بقيّة صديقاتِها اللاتي تموضعن على ورودِ الحديقة لونِها ذي الطّابِع الأخّاذ.
عاد للتّفكير في ذاتِه باِمتنان ، هو مُعتاد على أن يُخاف مِنه بسبب مظهره لكنّ هذه الصّغيرة لا تحمِل أيّ ذرة رُعب تجاهه.
رسمَ على شفتيه بسمةً خافِتة ، رفع اِصبعه ثمّ أخرج من اعماقِه أُمنيةً صادِقة فردّدها "آمل مضيّ هذا اليومِ على خيرِ ما يُرام"

رفدت بجناحَيها مُحلّقةً بكلّ حريّة.
من يدري؟ لربّما حملَت معها تلك الأُمنية نحو السّماء

"دُراكين!!"
أجفَل من النّداء الذي كان ينتظِره ، فباتَ تفكيرُه الممتنّ أكثر إضطِرابًا بعد تأكيد صاحِب النّبرةِ المنادية.
أنزلَ بصرَه نحو أسفَل ، يُحملِق في بتلاتٍ متراقِصة لدوّار الشّمس.. أقصِد لشعرِها المُشابِه لهته الزّهرة.
شقّت اِبتِسامةٌ واسِعة مُحيّاها المُنير بينما تلهثُ بخفّة فقد كانت تركُض ناحِيته.
كين كونَه كين فقد أسدَل سِتار اللّامبالاةِ و الاِنزعاج على ملامِحه فوبّخها "تأخرتِ!!"

"أعتذِر!!"
ضحِكت ببلاهَة تربّت على ذِراعه لمُواساتِه

"لمَ على الفتياتِ قضاء وقتٍ طويل في الاِستعداد؟"

"أرجو المعذِرة؟؟ لا أدري من طلب حضوري على عجل دون سابِق اِنذار!!"

"فلتلومي شقيقك لأنّه لم يوصِل لك الخبر في وقتٍ صحيح.. ثمّ ألم ترغبي في التبضّع أو شيء من هذا القبيل؟"

أَقاصِيصٌ/𝑻𝒐𝒌𝒓𝒆𝒗حيث تعيش القصص. اكتشف الآن