𝑩𝒂𝒋𝒊²❣︎

1.4K 65 113
                                    


أنامِل صبيّةٍ مابلغَت عامَها العاشِر شدّت على طرفِ قميصٍ قُطنيٍّ خفيف ، يعودُ لفتاةٍ تكبُرها سِنّا بقليل فقط.
زمّت الصّغرى شفتيها بعُبوسِ مُرتجِف تكبحُ شهقات بكاءِها من الخروج.
دبّت مشاعِر العطفِ و الشّفقة في نفسِ الكُبرى و عثَرت على نفسِها تمسَح شعرَها المُشمشي القصير مسحَة الأمان

"أكرههم.. كلّهم.. أكره أُسرتي!!"
اِشتكت نيسو الصّغير صارِخة دافِنة ذاتها في حُضن "ماي" أكثر

"لا تلعبي بالكلِمات كأنّها لاشيء!! كلِمة الكره أثقلُ ممّا تعتقدين!!"

"إنّ أسرتك تحبّك ، حتّى أنتِ تفعلين.. في داخلك..ثِقي بكلامِ أختِك!"

"... سأغادِر"
وقَفت الصبيّة و مَسحت أثر بُكاءِها.
لم تكُن هذه المرّة الأولى ، و لن تكون الأخيرة التي تزور فيها "نيسو" بيتَ جيرانِها فقط لتتلقّى مواساةٍ من "ماي" و كي تهرُب من العِراك الأسريّ في منزِلها أيضًا.
تراكُم المشاكِل أثقل كاهليّ والدتها ، فضعُف قلبُها ، و ماعادت قادِرةً على تحمّل أيّ حدثٍ هناك ، فباتت زائِرةً للمشفى دائِمًا ، ومِن هنا نعرِف فقرَ "نيسو" من تلقّي الإهتمام في مواقف حسّاسة كهذه.

تسلّلت إلى بيتِها عبر النّافذة بعد تسلّقها شجرةً كي تصِل ، و كما عهدت فلم يتنبّه أحدٌ لذلك.
أجفَلت عندما فُتِح الباب دون طرقِه ، فلاحظت شقيقها الأكبَر على عتبةِ الباب و بدى عليهِ التّفاجئ ، لربّما اِعتقدها نائِمة لا مُستيقظة الآن.

"هل أنتِ بخير؟"
سألها بنبرتِه القلِقة كما سبَق و فعل كلّما تهدأ الأمور في الطابق السّفلي

"أجل"
كذِبت و عادت إلى فِراشها بعد نطقِ هذه الكلمة المُنافقة و لم تزِد شيئًا عنها.
توجّه شقيقها بدورِه إليها و جلَس على حافّة السّرير ، اِبتسم بخفّة أوّلًا ثمّ أدهشها بنبرتِه الجديّة المبالغة و سؤاله
"هل تعرفين كم أحِبك؟"
رمشت لثوانٍ مُفكرة ثمّ أجابت "أجل"
لاحظت كيف اِنكمشت ملامِحه و تقارب حاجِباه في غضبٍ كان يمثّله
"ماذا؟! وكيف تعلمين؟! من الخائن الوغد الذي أفشى بسرّي؟!"

"أعرِف فقط فأنا ذكيّة!"
رفعَت قبضَتها عاليًا بحماسة ، و لم تُدرك كيف تمكّن من إصلاح مزاجِها بهذه المسرحيّة الهزليّة.. فضحِكت و فعل هو المِثل

"أخوك دائِمًا معك! ثقي بهذا نيسو!!"

"أكيد!!.. ماذا حدث للآخر؟"
كان من البديهيّ أن تسأل عن أخيها الأوسط.. لنقل أنّه السّبب في بداية العِراك في الأسفل.
بعثَر شعره بشكلٍ فوضويّ متردّدا قليلًا في الإجابة لكنّه حزم قراره بالردّ: "مُعاقب.."

"فهِمت.."
لم ترغَب في معرِفة تفاصيل أخرى لأنّها مُدركة بالفِعل لما يقترِفه شقيقُها الأوسط من مشاكِل ، أبرزُها التّسكّع مع المخلوقات الكريهةِ تلك التي بدأت تقدِر في السّيطرة عليه و غسلِ دماغه بأعمالِهم القذِرة.
لذلك هي تعذِر والِدها على هيجانِه و تلقينه أشدّ الدروس لإبنه الذي فقد السّيطرة في التّحكم فيه.

أَقاصِيصٌ/𝑻𝒐𝒌𝒓𝒆𝒗حيث تعيش القصص. اكتشف الآن