في حِقبة عام الألفين و ما بعدها ، انتشر بشكل ملحوظ وجود عصابات الجانحين في كلّ مكان
أين يتميّزون بمظاهرهم الفريدة و معتقداتهم المتعدّدة و لجوءهم للضرب لحلّ مشاكلهم
من النّادر حقّا العثور على جانح يهتمّ بجانبه الدّراسي و يكون متفوّقا فيه ، و طبعا من أنا على وشك الحديث عنه ، لا يهتمّ ولو بمقدار ذرّة لهذا الجانب
فلماذا قد يُشغِل نفسه و يتكبّد عناء الحضور ليجلس فقط في مقعده المتواجد في آخر الصفّ المقابل لباب الخروج بعيد عن خطّ نظر الأساتذة ؟
هناك سببان لا أكثر ، أوّلهما إلحاح صديق طفولته على الحضور بحُجّة أنّهم لا يزالان من الطلّاب فوجِب المجيء على الأقل -يمتلك صديقه ضميرا متقّدا-
و نِسبة للسّبب الثّاني فهو ... بدأت حصّة الكيمياء أي أنّه وقت التّركيز لنترككم تتعرّفون على السّبب الثاني لاحقا
أسند ثلجيّ الشّعر جبينه على طاولته ووسّدها كي ينام كما يفعل في كلّ مرّة
أيّ بالغ عاقل لن يجرء أبدا على إيقاظه ، ف كوروكاوا إيزانا ليس بجانح ليّن القلب في هذه الأمور
مرّت ساعة و النّصف ساعة و الآن القسم خاوٍ حرفيّا من أيّ أحد فقد كانت هذه الحصّة الأخيرة لليوم
إنزلق الباب ، ممّا أصدر صوتا استقطب إنتباهه لكنّه لم يحرّك ساكنا وبقي في حالته
"كوروكاوا-كن !"
صاحت الفتاة الدّاخلة لتوّها مصدرة وقع خطوات حين إقتربت حيث يجلس
كان مديرا رأسه بجهة الجدار فلم يشء مقابلتها لذلك تنهّد بقلّة حيلة
"هل نِمت ثانية وسط الحصص ؟!"
حمل صوتها نبرة تأنيب و توبيخ حين وقفت امام مقعده ، فأصدر صوتا يدلّ على الإيجاب لما سألته بملل
"ستعيدُ العام يا أبله ! أما وصّيتك أن تنتبه ولو للحظات لدروسك ؟"
تثائب و أجابها "كيومي أنتِ صاخبة"
"اهذا جزائي لإهتمامي بك هاه ؟!"
"الأمر ليس بيدي فالدّروس مملّة "
"إنها بضع أعوام فقط و ستتخلّص منها كليّا ثمّ تعثر على عمل لك"
"بإمكاني تهديد الأساتذة و بوم ! سأحصل على نتائج متفوّقة "
"آه منك و من تفكيرك !" تنهدت بثقل و قرّبت كرسيّا و جلست عليه ثمّ وضعت اغراضها فوق مكتبه ، باختصار هي تستعدّ لتدريسه ما فوّته منذ لحظات
'كيومي كانجو' لا تمتلك مظهرا يُلفِت الإنتباه ، فهي مجرّد فتاة بسيطة و ليست ذات شعبيّة أيضا
أدار إيزانا رأسه قليلا ليلقي نظرة خاطفة على ملامحها العاديّة ، درس قصّة شعرها البنّي المبعثر و كذا مقلتا الجوز التي تمتلكهما
لكن ما يميّزها حتما عن بقيّة فتيات الصّف ، هو إهتمامها الصّادق بمن حولها و من يستحقّون الإهتمام و الرّعاية
