«أ ليس الحظُّ حليفنا تسومو؟! لقد جمعنا المال الكافي كما إتّفقنا مع السيّد!»بروحٍ مِلؤها التفاؤل ، نبَست الصبيّة هذه الكلمات مخاطبةً الحيوان الفِرائي الصّغير ذا المُقل الواسِعة الدّاكنة ، و الذّيل المنفوش ، ذلك السّنجاب الظريف الذي لطالما عُثر عليه فوق أحد كتِفيها ؛ و كي يتفاعل مع حديث مالكتِه معه ، أصدر صوتاً رقيقاً كي يظهر فرحه بدورِه بالأمر الذي روَته.
أطلقت زفرة إرتياح صامِتة ، حين وضعت ثقلَها على الحافّة الصّخرية لنافورةٍ حيّة ، توسّطت حديقةً أُحيطت بأشجارٍ عدّة ، فظهرت هبات الدّخان تلك ، التي تُحذّر ببرودة الجوّ.
بعد أن كانت تُغلقهما ، و بعد إستنشاقةٍ عميقة للهواء العذب ، عادت لتفتح السّتار على مُقلتي الأماتيست الجدّ نادرة ، للونِها الأرجوانيّ الشفّاف.
أمالت حاجِبها الرّقيق المصبوغ بلون اليقطين الدّاكن -المماثِل لشعرها المموّج- بإستفهام حين طرحت:
«أتسائل إن كنتُ سألتقي بالبقيّة... اوه!»
لقَت الإجابة عن التساؤل حين لمحت بنتاً تماثلها في السن ، ذات شعرٍ خشبيّ و بنية هزيلة.
إسترجعت بطلتُنا حيويّتها بالفعل فإستقامت ، و هرولت ناحيتها مناديةً بإسمها: «يوزوها !!»
إستجابةً للنّداء أوقفت سيرها السريع ، و أحكمت نظرتها في إتّجاه الفتاة التي تكاد تقصدِها ، فأومأت لها بتحيّة قبل أن تتأكّد مِن معلومةٍ مهمّة:
«أنتِ المُستجدّة صحيح؟ و كان إسمك..» أخذت وهلةً للتذكّر لكنّها وفّرت عليها عناء التفكير حين صاحت ببسمة:
«سُوي!»
«آه أجل أجل ، كيف تسير الأمور معكِ؟»
«في أتمّ حال! تمكّنت من جمع العشرين سو كما هو متفق و يبدو أنّك أيضاً مثلي! صحيح؟»
«يتبقّى لي خمس عملاتٍ برونزيّة أخرى كي أتمّ العدد»
«هكذا إذاً ، بالتوفيق!» رسمَت إبتسامة مشجّعةً أخرى ، ثمّ أمالت نفسها لتطّلع بفضولٍ على محتوى السّلة فأكملت:«في بيع هذه المناديل المطرزة ، تبدو متقنة!»
«تعتقدين؟»
«أجل!»
«أشكرك» نبستها ثم طبعت بسمة متكلّفة على شفتيها ، ثمّ همّت بالذهاب لإكمال عملها ، لولا أوقفتها سوي ثانيةً:
«نيه يوزوها!»
فإستدارت بإستفهام لتتابع: «مالذي يعمله البقيّة؟»
«ستجدين الفتيات و هنّ يبعن الأزهار مثلك أو المناديل التافهة مثلي ، أمّا الصبية الصغار يبيعون الجرائد او ينظفون الأحذية أمّا الأكبر ف..»