سرقة ..

513 45 46
                                    



العودة الى الوقت الحالي .

وضعت أقدامَها على الارض لتأخذهّا خُطاها إلى تلكَ التلال التي اعتادت النوم عليهَا ، وبالفعل أخذهّا النوم كمَا لو انها لم تنم لدهر !

ولكنهَا لم تكن تعلم ان هذهِ المرة ستندم كثيرًا على نومهَا .

تمكن إيفرت من رؤيتهَا نائمة في أحلامهَا ، لِتُرسم ابتسامة خبيثة على ثغره و تقدم بخطوات خفيفة حاملًا معهُ ذلك السيف الكبير وكان التردد مسيطرًا عليه !

ولكن عندمَا تذكرَ مصالحهُ لم يتردد في قطع اجنحتها الضخمة مما جعلهَا تصرخ بألم شديد !

نظرت إليهِ وأعينهَا قد جفَّ مائهَا والدماء تسيل من ظهرها لتصرخَ في وجهه قائلةً بسخط " لمّا قمتَ بفعل ذلكَ ؟ كيفَ اتت لكَ الجرأة في قطعهَا ؟!"

ضحكَ حينهَا ساخرًا على بكائهَا ليردفَ لها وخلفه الحراس يحملونَ تلكَ الاجنحة " تلكَ الاجنحة هي كل ما  اريد ، والان ابقي دونَها ، وداعًا ايتها الحاكمة."

مسحت دموعهَا بقوة لتنطقَ بنبرة قوية وجريئة حابسةً قهرها " ستندم على قطعكَ لها ، اعدكَ بذلك ! "

استهانَ بما ستفعله الآلهة العُظمى و انصرفَ تاركًا خلفهُ صرخات قد تكبدَت في صدرها ، جميع مخلوقات الغابة كانت تبكِي حزنًا على حالِ حاكمتهم التِي ستقضي طيلةَ حياتهَا تعيش عزاءًا قد أقامته على نفسها بسبب ذلك البشري ..

وقفت على قدمهَا و صدى شهقاتهَا يملئ المكان أجمع ، لتخطو بقهر وأسى على حالهَا حتى وصلت لتلكّ القلعة .

كفكفت دموعهَا بألم كونَ لا حيلة الان ولا تملك القوة كي تُقاتل البشر !

ولكنهَا اردفت بابتسامة حزينة تنظر الى القلعة شاهقة الارتفاع "آسفة كريستوفر ، صغيري الذي لطالما احببته وانتظرتهُ كثيرًا ، ولكنِي سأنفثُ بتعويذة كي أجعل ذكرياتي معهم تُمحى الى الأبد  ."

نفثت تلكَ التعويذة لتخرجَ الرماد والضوء الذهبي عالمةً انها ستنجح معهَا لتتنهد واجهشت باكيةً مُجددًا وهيَ تخطوا الى البحيرة لتتجمع الحوريات ينظرنَ إليهَا بحزن وبعضهنَّ مشفقات على حالها !

همست أملثيَا بنبرة متألمة وهيَ تضع كفهَا على كتفِ صديقتها الأُخرى " من اليوم سيكون حدادًا على حالِ حاكمتنا الى ما لا نهاية .."

بعد مُضيِ ثلاثةَ عشرَ عامًا ..

كانتْ السنوات تمضي مع الملاك كمَا لو انها قرونًا تسير بشكل بطيء جدًا دونَ أجنحتها ، مياه أعينهَا جفَّ من كثرةِ بكائهّا .
وافتقدت ذلكَ الامير كثيرًا الذي لطالما انتظرتهُ وها هيَ قد تخلت عنهُ وهيَ تعلم ان التعويذة لن تجعله يتذكرها حتى !

Irene | إيرينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن